فى عددها الصادر فى يوم 13/5/2012 كتبت جريدة العهد حول انعقاد (المؤتمر العلمي الدولي-مؤتمر الزهراء)، وذكرت: وبدأ المؤتمر بتلاوة آي من الذكر الحكيم بصوت القارئ السيد عادل الياسري. بعدها ألقيت كلمة سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد القائد مقتدى الصدر(أعزّه الله) قائلا:.... quot; يمكن قراءة وسماع الكلمة بفتح الرابطين في نهاية هذه المقالةquot;.

لو كنت حاضرا فى ذلك المؤتمر لصفقت كثيرا لما ذكره السيد مقتدى عن تفرق المسلمين وحثه لهم على الاتحاد والمودة فيما بينهم على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم، وذهب الى ابعد من ذلك فطلب التعايش مع غير المسلمين الذين يعيشون بسلام معهم. كل هذا جيد، ولكن لماذا لم يتطرق الى هذا الموضوع قبل سنين أو أشهر وتركه الى هذا الوقت الذى تأزمت فيه الأمور السياسية فى العراق وعلى رأسها المطالبة بسحب الثقة عن السيد نورى المالكي، والسيد مقتدى نفسه فى مقدمة المطالبين بذلك ولحجة واهية كاذبة وهى محاولة المالكي الاستبداد بالحكم؟

ودعونا نلقى نظرة على (القادة) الذين اصطف مقتدى معهم فى أربيل والنجف واسطنبول وهم: الدكتور اياد علاوي الطامع بالحصول على منصب رئيس الوزراء ولا يستطيع صبرا لحين الانتخابات المقبلة بعد سنتين، والآخر السيد مسعود البارزاني الذى بدأ منذ عهد قريب جدا يتحدث عن العراق ويقول ان اقليم كردستان هو جزء من العراق فى الوقت الحاضر ولا يكتم أنه سينفصل عن العراق متى سمحت الفرصة بذلك. أما الاتباع الباقون فمنهم أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب والذى يقتصر عمله فى حقيقته على الادارة والتنظيم للمجلس وهو نائب كباقى النواب وليست له سلطة عليهم مطلقا ولكن لقب (الرئيس) استهواه وانتفخ ظانا أنه رئيسا للعراق وأخذ يتدخل فى أمور لا تعنيه ولا تدخل فى صلب وظيفته مطلقا. ولم أشأ أن اذكر الرئيس الطالباني الذى أغلب ظني أنه يقوم بدور الوسيط فقط ولو كانت صحته وعمره تساعدانه لكان موقفه من هذا المربع يختلف كل الاختلاف عما هو عليه الآن.

أما الاربعة فليس هناك ما يجمع بينهم إلا محاولة التخلص من المالكي، وإذا ما نجحوا فى ذلك فستنشب بينهم معارك ضارية يكون الشعب العراقي ضحيتها كما كان دائما، وسينجح المتربصون بالعراق وهم أربعة أيضا: ايران وتركيا والسعودية واسرائيل، وهؤلاء الأربعة لا شيء يربط بينهم سوى غاية مشتركة هى إضعاف العراق وتمزيقه فيأخذ كل منهم أكبر حصة ممكنة، ولكن ذلك لن يتم لهم بسهولة، وهنا ايضا يكون شعب العراق هو الضحية الكبرى.

وذكرت السومرية فى عددها الصادر اليوم (1/6/2012) عن تصريح أفضى به السيد حيدر الملا قال فيه:(أن رئيس الجمهورية جلال الطالباني مطلع بنفسه على آليات جمع التواقيع بشأن سحب الثقة عن رئيس الحكومة نورى المالكي نافيا وجود اي تزوير فى التواقيع. وأضاف الملا ان تصريحات النواب العرب فى كركوك بوجود تزوير فى التواقيع تذكرنا (بوعاظ السلاطين) معتبرا اياها محاولة لحماية دكتاتور يحتضر سياسيا). وهكذا بدأت معارك التزوير والاتهامات تستعر من الآن.

نعود الى السيد مقتدى الذى كان قد طلب من اتباعه قبل أيام فقط عدم ارتداء ربطة العنق لأنها بدعة غربية لا يتقبلها الاسلام!!. وقبل سنوات أمر لاعبى كرة القدم بلبس سراويل تغطى سيقانهم التى قد تثير الغرائز عند (المؤمنين)، مؤكدا ان لعبة كرة القدم لاتليق ببالغين يركضون وراء قطعة جلدية!!. وتعودنا أن نسمع الكثير من أمثال هذه التفاهات من السيد القائد ولذا فقد أصابتنى الدهشة من تصريحاته الأخيرة. كما كرر مؤخرا أن سحب الثقة عن المالكي أمر ديموقراطي (هكذا ديموقراطي) لا يتوقع ضررا منه، كما اعترض على المؤتمر الأخير الذى عقد فى بغداد لبحث الخلاف بين ايران والغرب حول المفاعل النووي الايراني وقال ان ذلك سيسبب تدخل الآخرين فى شؤون العراق، ولا أعلم كيف. وأخذ يتحدث عن السياسة وكأنه ولد سياسيا وهو طالب علوم دين فى قم ولم يكمل دراسته بعد. وزاد فى حنق السيد على المالكي عدم موافقة الأخير على الاجتماع به فى النجف.

وأغرب شيء قاله فى المؤتمر الذى ذكرته آنفا هو أن من قتل الحسين عليه السلام هي الدولة البيزنطية بمعاونة المسمى (سرجون)، وكنا جميعا قد قرأنا فى التأريخ بأن الأمويين بزعامة يزيد بن معاوية هم الذين قتلوا سيد الشهداء سبط الرسول، فهل هذا اكتشاف جديد اكتشفه السيد لمساعدته فى أن يحصل أحد تابعيه على منصب رئيس الوزراء ويكون هو المرشد الأعلى كما هو حال خامنئي فى ايران ؟ ألا يدرك السيد ان العراق ليس ايران ؟

يمكن سماع الخطاب على الفديو
http://www.youtube.com/watch?v=6uMI2zkDvvY

ولمعرفة من هو سرجون:

http://www.nojabaa.com/vb/showthread.php?387-%E3%E4-%E5%E3-%DE%CA%E1%C9-%C7%E1%C7%E3%C7%E3-%C7%E1%CD%D3%ED%E4-%28%DA%29