منذ مدة يقود مسعود البارزاني رئيس اقليم کردستان، حملة غير مسبوقة ضدquot;صديق و حليف الامسquot; نوري المالکي، ويبدو أنه لايتوانى عن الاستعانة بأي طرف او جهة من أجل سحب البساط و ليس الثقة وحدها من تحت أقدامه، ويبدو أنه قد قطع شوطا کبيرا بهذا الخصوص لکن من دون أن يصل للحسم النهائي الذي مازال في غير متناول يده.

البارزاني الذي يعتبر أکثر الزعماء الکرد دغدغة و مداعبة للمشاعر القومية للکرد في مختلف أجزاء کردستان، يحاول دائما أن يمسك العصا من وسطها و ان يجمع في سلته کل الکرات وان يحمل بيد واحدة أکثر من شئ، مضى في شأن لايمکن أن ينتهي بالضروة بالصورة التي يتمناها او يحلم بها، وقطعا فإن المالکي فيما لو کان حدوة بالنسبة للمسائل المتعلقة بالکرد فإن القادم الذي سيليه سيکون بالضرورة صقرا جارحا، وأن عدم تصويت النواب المنتخبين من قبل العرب المستوطنين في کرکوك و مناطق أخرى مشابهة لها، في القائمة العراقية لطلب سحب الثقة عن المالکي، رسالة على مستشاري البارزانيquot;الکثرquot;أن يشرحونها له بالتفصيل الممل، کما أن إستعراض الجماعة المسلحةquot;عصائب الحقquot;في بغداد برعاية من إئتلاف دولة القانون، و مانقل عن زعيمه من انهquot;يقف و مجموعته المسلحة الى جانب رئيس الوزراء و يرفض أية محاولة لسحب الثقة منهquot;، هو الآخر رسالة ذات مغزى للبارزاني بشکل خاص و عليه أن يعرف الجهة الاساسية التي تقف خلفها، وکذلك کل مايتمخض او يتداعى عنها.

البارزاني الذي صار على رأس الحملة العراقية المطالبة بسحب الثقة عن المالکي، وإندفع بصورة جامحة و بالغ في ذلك بحيث انه قد غطى حتى على الغريم الاساسي للمالکيquot;أي أياد علاويquot; و تجاوزه من دون أن يکون له في النتائج النهائية من ناقة او جمل، وان الوعودquot;الخليجيةquot;وquot;الترکيةquot; قد لا تحمل في طياتهاعند المحصلة النهائية للأمر من أي معنى مفيد للکرد وهو مايتجاهله و يتحاشاه البارزاني لأسباب قد تکون بعضها خاصة جدا! لکن من المهم جدا هنا أن نؤکد بأن البارزاني يقاتل حاليا بصورة جيدة جدا لصالح القائمة العراقية من دون أي مقابل و هو أمر سيعرف تداعياته و نتائجه مستقبلا عندما يقول لسان حاله: لات حين مناص!

الأوضاع المعقدة و المتأزمة في العراق، والتي تتجه نحو المزيد من التعقيد في ظلال اللغة المتشنجة التي يخاطب بها إئتلاف دولة القانون الاطراف العراقيةquot;والکردية بشکل خاصquot;المناوئة لها، لامراء من أنها لن تفضي الى تلك النهاية التي يحلم بها رئيس إقليم کردستان، وهو في أفضل الاحوال سيخرج من المولد بحمصه الذي کان يحمله معه من دون زيادة او نقصان، في حين أن البعض الآخرquot;من صقور المستقبلquot; سيخرجون من هذا المولد بکمية وافرة من الحمص.

الفساد الذي ينخر بإقليم کردستان و ينهشه نهشا، لو کان البارزاني قد تصدى له بمثل هذه الشجاعة و الجرأة الحالية التي تصدى فيها لهذه القضية(أي سحب الثقة عن المالکيquot;، لکانت کافية بأن تجعل منه زعيما شعبيا بحق و حقيقة وان تمنحه قاعدة جماهيرية على الارض لم يکن يحلم بها يوما، وان السؤال الذي يسأله المواطن الکردي و الذي على البارزاني أن يجيب عليه هو: لو جاء من جاء خلفا للمالکي، فهل سيختلف عنه في النهاية بشئ فيما يتعلق بالمطالب الکردية؟