اربع مليون ونصف طفل عراقي مشردون بحثا عن كيفية اعادة حياتهم الهادئة المستقرة قبل الغزو الامريكي لوطنهم العرا. يتعرض الاطفال الذين فقدوا أهلهم الى الامنتهي منذ الغزو الامريكي. يقول احد الاطفال واسمه فاضل ويبلغ من العمر ١٠ سنوات quot; منذ ان مات والديمن والدتي مقتولان على يد المسلحين، تركونا انا واختي بدون معيلquot; ولقد تكلم هذا الصغير مع المنظمة الاسلامية طالبا المساعدة مع العلم ان لديه الكثير من الأقارب الرافضين احتضانه. وقال بغضب بان الحياة أجبرتنا على العمل لكي نعيشquot;.
ان أطفال العراق كالعديد من المدنيين هم الضحايا الصامت نتيجة العنف الممزق من جراء الحروب، ولقد صور الباحث الاجتماعي كريم حيدر على خصوصية الحالة العراقية ومن ضمنها الاطفالquot;.

quot; ان العنف في العراق له خصائصه الواسعة، مثل العنف الطائفي، والمقاومة ضد القوات الامريكية قبل مغادرتها!!!! والسلوكيات التقليدية والكفاح ضد الجوع، لقد قدرت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بان عدد الأيتام في العراق يباغ ٤.٥ مليون طفل، حوالي ٧٠٪ فقدوا عوائلهم منذ الغزو والاحتلال الامريكي وأعمال العنف التي تلت ذلك. ومن العدد يعيش بما يقارب ٦٠٠ الف طفل في الشوارع من غير مكان يأويهم، او احد يطعمهم من اجل البقاء. ولا يعيش في ملاجئ الأيتام والتي تعاني من الإهمال والافتقار الى معظم الاحتياجات الضرورية بالشكل المتعمد سوى عددا قليلا جداً مقارنة للأطفال اليتامى وهو ما يقارب ٧٠٠ طفل فقط.

ان الجهات المعنية برعاية هؤلاء الأيتام والمشردين في الشوارع لم تخصص ميزانية كافية quot; لسوء الحظ فان الميزانية المخصصة للمشاريع التي تساعد أطفال الشوارع والأيتام لفي تناقص يوما بعد يوم، بالاضافة الى السرقات المتتالية منهاquot;. ويذكر موظفوا الهلال الأحمر quot; والاسوء من ذلك تقريبا، عدم تواجد اي منظمة حكومية تكرس جهودها لمساعدة وإنقاذ هذه الفئة من الاطفال الذين يتعرضون للانتهاكات التي لا تحصى، والاتجار الجنسي بهم في الشوارعquot;.

لقد عرض الاحتلال الامريكي العراق وأطفاله جنبا الى جنب مع العناصر الاخرى للمجتمع العراقي، الى الانتهاكاتالجسيمة لحقوق الانسان، ووضعت قوات الاحتلال بموقف خاسر، وذلك لفشلها الفاضح في الوفاء بواجباتها الاساسية اتجاه أطفال العراق وفقا لاتفاقية الامم المتحدة / لجنة حقوق الطفل الدولية، والقرار ٢٥ الجلسة ٤٤ في نوفمبر ١٩٨٩، ومن ثم تم التصديق عليه من قبل ١٩٤ بلدا في الامم المتحدة، ما عدا الولايات المتحدة والصومال.، والتي تطالب بحماية حقوق الطفولة في الحياة، ورعاية نموهم البدني والعقلي والأخلاقي والروحي، وتوفير البيئة الآمنة لهم.

لقد حصلت انتهاكات صارخة بصورة منهجية. ومتواصلة لحقوق الطفل العراقي والتي ارتكبت تحت نظر وسمع جيش الاحتلال وعلى جميع الأصعدة بما فيها الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي، ووحدة الاسرة.

لقد قلنا بان هناك اربعة ملايين ونصف المليون طفل يتيم ومرشدا، ولقد تعرض نصف مليون منهم دون سن الخامسة نتيجة للعقوبات الاقتصادية الصارمة التي فرضتها امريكا وبريطانيا على العراق، والاستخدام المفرط للقنابل المدمرة، والرعب، والغارات الجوية المتواصلة، وتدمير البنى التحتية بشكل متعمد للمجتمع العراقي، مع نهب وحرق المراكز التي ترفع من شؤون الاطفال، والأضرار التي لحقت بمراكز الرعاية الصحية والمستشفيات، والانتهاكات المستمرة لحقوق الطفل العراقي المقصود بإنهائه والتي بدات بشكل فعلي عند بدء الغزو الامريكي والبريطاني.

ان تشرد الطفولة العراقية والتي لم يحدث لها مثيل في مجمل تاريخ العراقجاءت نتيجة مباشرة لقتل الطفولة العراقية خلال الغارات الجوية المتواصلة السامة على المناطق المدنية مثل الفلوجة وحديثة والمحدودية وتل عفر والأنبار والموصل ومعظم المدن العراقية الاخرى والتي لها الأثر البالغ في quot; الأضرار الجانبية quot; في صفوف المدنيين. quot;.