ومن خلال نظرة عابرة إلى هذه المطالب نرى أنها أقلّ ما يمكن طلبها للعيش في مناخ تصل درجة الحرارة فيه إلى أكثر من خمسين درجة مئوية. وبين ناس نسبة منهم من المعاقين من جراء الهجمات التي شنت عليهم الحكومة العراقية في عامي 2009 و2011.
منذ صباح يوم السادس من تموز فإذا بالادارة الامريكية، وبشكل خاص الخارجية الامريكية فتحت نيران مدافعها السياسية والاعلامية على منظمة مجاهدي خلق. ففي البداية طالعتنا صحيفة واشنطن بوست ومن صفحتها الاولى بالهجوم على بعض الشخصيات السياسية الامريكية التي ادركت منذ فترة أحقية قضية مجاهدي خلق ومظلومية سكّان أشرف وليبرتي، وانطلاقاً من المبادئ الانسانية يدافعون عن حقوقهم.
اردفت واشنطن بوست أسبوعية يو اس نيوز آند ورلد ريپورت (اخبار الولايات المتحدة وتقارير عالمية) بمقال اشدّ لدغة وهتكاً للمعايير الانسانية والصحفية.
كما أجرى مساء أمس اثنان من كبار الدبلوماسيين في الخارجية الامريكية السفيران دانيل بنجامين ودانيل فيريد حواراً صحفياً مفتوحاً مع مجموعة مختارة من الصحفيين الغربيين لشرح موقف الخارجية الامريكية بشأن أشرف ومجاهدي خلق و الهجوم عليهم.
ولاحاجة إلى الذكر بأن هذا الحديث نقلته اليوم معظم الصحف الامريكية والعربية والعالمية.
وهنا يبرز سوآل؟ ما الذي يحدث؟ هل السبب هو دفاع الشخصيات الامريكية لمجاهدي خلق؟ لكنّ هل هذا جديد؟ لأنه مضى حوالي عامين من دخول هؤلاء الشخصيات حلبة الصراع ووقفوا بجانب المقاومة الايرانية في معركتهم ضد الظلم الذي يطال أبناء الشعب الايراني من قبل نظام الملالي ومن يعمل بأمرهم في العراق.
وفي اليوم الاول من شهر حزيران الماضي قرّرت المحكمة الفيدرالية في واشنطن بأن على وزيرة الخارجية أن تتخذ قراراً خلال أربعة أشهر بشأن إلغاء او إبقاء مجاهدي خلق في قائمة الارهاب الامريكية، وإذا ما اتخذت هذا القرار فأن المحكمة ستلغي قائمة الارهاب ضد مجاهدي خلق.
لكن من هذا الحدث أيضاً مضت أكثر من شهر. فمرة أخرى السؤال يفرض نفسه: ما الجديد؟
لاشكّ أن قرار المحكمة الامريكية هو الاساس. لأنه بعد خمسة عشر عاماً من إدراج مجاهدي خلق في قائمة الارهاب في أمريكا، وبعد الالاعيب التي لجأت اليها الخارجية لابقاء حركة المقاومة الايرانية في هذه القائمة ولمواصلة سياسة المسايرة مع نظام الارهاب الحاكم في ايران باسم الدين، أصدرت محكمة أمريكية قراراً وضع وزيرة الخارجية أمام إتخاذ قرارين صعبين احلاهما مرّ كما يقول المثل. فمن جهة إذا قرّرت شطب مجاهدي خلق من القائمة، وهذا هو القرار الصحيح الصائب، فكيف يتم التعامل بعده مع نظام الملالي؟! وإذا قرّرت إبقاء مجاهدي خلق في القائمة فكيف تسطيع تبرير هذا القرار؟ لأنّه من الواضح للجميع بأن القضاء الامريكي قال كلمته بشأن هذه القائمة حيث صرّحت بأنه إذا لم تتخذ الوزيرة قرارها فقرار المحكمة هو شطب مجاهدي خلق من القائمة. إذن لاشك أن مغزى وفحوى قرار المحكمة هو أنها تطلب من الوزيرة شطب مجاهدي خلق.
نعم هذا هو الاساس. لكن هناك حدث آخر مهم تتعمد الخارجية الامريكية تجاهله، وهو الاجتماع التاريخي لحركة المقاومة الايرانية في باريس يوم 23 حزيران، حيث شارك فيه أكثر من مائة ألف من أبناء الجاليات الايرانية من مختلف الدول الامريكية والاوربية، وأعرب المشاركون عن رأيهم بضرورة سقوط نظام الملالي وبضرورة الدفاع عن سكّان مخيمي أشرف وليبرتي. كما حضر هذا الاجتماع مئات من كبار الشخصيات السياسية الامريكية والاوروبية والعربية وأعلنوا عن تأييدهم لمطالب المشاركين ولمطالب المقاومة الايرانية. واريد هنا أن اخصّ بالذكر الكم والنوع من الشخصيات الامريكية التي حضرت هذا الاجتماع.
فهذا الكم البشري الذي يشير ألي رأي أبناء الشعب الايراني، والمختارة من صفوة السياسيين الامريكيين من كلا الحزبين هو العامل الذي وضع الادارة الامريكية في حالة اليأس من تطبيق خطتها تجاه مجاهدي خلق وتجاه سكّان أشرف وليبرتي.
وإذا خرجنا من هذه المعادلة فلايمكن أن نفهم معنا هذا الهجوم العنيف على مجاهدي خلق. لأنه ليست هناك أي ذريعة شرعية لمثل هذا الهجوم وللتأكيد على ضرورة السرعة في إخلاء معسكر أشرف. لأنّ سكّان أشرف منذ أشهر قرّروا مغادرة بيتهم الذي بنوا بأنفسهم. فلاحاجة لتذكيرهم بأن يجب عليهم أن يغادروا. إنهم اثبتوا خلال هذه الفترة بأنهم على مستوى المسؤولية. لأن ما يقارب ألفين منهم، أي ثلثي السكّن- قد غادروا أشرف إلي ليبرتي. ألايكفي مغادرة خمس دفعات لإثبات أنهم مستعدين لمغادرة هذا المكان؟
والحقيقة هي أن الطرف الآخر هو الذي عرقل عملية المغادرة. وأقصد من الطرف الآخر حكومة المالكي التي تعمل في هذا المجال بالتنسيق التام مع حكم الملالي، والطرف الآخر يشمل الممثل الخاص للامم المتحدة في العراق والولايات المتحدة الامريكية أيضاً. لأن أساس عملية النقل كانت مذكرة التفاهم الموقعة بين الامم المتحدة والحكومة العراقية والتي باركتها السيدة الوزيرة كلنتون أيضاً. والحكومة العراقية قد انتهكت خلال هذه الفترة مئات المرات هذه المذكرة، ولانريد أي شيئ إلا تطبيقها. وإذا لم تكن الحكومة العراقية مستعدة لتطبيق ما وقعّته عليه، و إذا كانت الامم المتحدة والولايات المتحدة لاتريدان أن تطلبا الحكومة العراقية وتضغطا عليها لتطبيقها فكيف يستطيع سكّان أشرف أن يذهبوا إلى سجن باسم laquo;ليبرتيraquo; دون توفير أدني ظروف المعيشية فيه؟
والمواد العشرة التي أعلنتها منظمة البحث عن العدالة هي:
1ـ نقل 300 مبردة هواء من أشرف الى ليبرتي.
2ـ نقل المحوّلات الکهربائية الموجودة حاليا في معسکر أشرف الى معسکر ليبرتي. إذا ماکان هنالك أي تعارض فيما يخص ملکية المحولات، فإنه بالامکان معالجة ذلك مستقبلا.
3ـ نقل 25 شاحنة من المواد الضرورية التي بقيت من الدفعتين الرابعة والخامسة و کذلك ست سيارات خدمية و التي حصلت الموافقة على إنتقالها قبل ذلك.
4ـ نقل خمس رافعات من أشرف الى ليبرتي من أجل نقل و تحويل المواد.
5ـ نقل ثلاثة سيارات صالون و ستة عربات مصممة بطريقة خاصة للمعوقين.
6ـ نقل خمسين سيارة نقل من أشرف الى ليبرتي أي سيارة واحدة لکل 40 فردا.
7ـ السماح ببناء أرصفة المشي، والمظلات، والسلالم، والمنشئات الخاصة بالمعوقين و کذلك البيئة الخضراء.
8ـ توصيل شبکة مياه ليبرتي بشبکة مياه بغداد. کبديل يجب أن يسمح للسکان أن يضخوا المياه من القنوات القريبة من ليبرتي و يقومون بتصفيتها.
9ـ إمكانية مجيئ التجار و المشترين إلى أشرف کي يتمکنوا من دفع أموال المواد المنقولة للسکان قبل نقلهم من هناك.
10 بدء المفاوضات بين السکان و ممثلهم المالي فيما يتعلق ببيع الاموال غير المنقولة للحکومة العراقية او سماح الحکومة العراقية لبيعها لطرف ذو حساب خاص و توقيع الاتفاقيات المطلوبة قبل الانتقال و بدء الدفع. وبقاء ماzwnj;ئتي شخص على الاقل في معسکر أشرف من أجل حفظ و رعاية المواد حتى بيعها.
نعم هذه هي مطالب سكّان أشرف يريدون قبولها وتطبيق مذكرة التفاهم بشأنها حتى يواصلوا مغادرة أشرف إلى ليبرتي.
فإذا لم تتم تلبية هذه المطالب البسيطة، وفي المقابل مطالبة السكّان بالمغادرة دون تحقيق أي حق فيجب أن نقول لجميع من يقف خلف هذا الاصرار laquo;أليس فيكم رجل رشيد؟raquo;
- آخر تحديث :
التعليقات