في الوقت الذي نبارك للمسلمين جميعا يوم الأحد العيد الذى نأمل أن يكون بداية خير وعطاء على الصعيدين الفكرى أولا والثانى الممارسة والسلوك والأفعال الخيرة التى ترفع أمتنا نحو الوعى والعطاء والتقدم نحو الأهداف الكبيرة وهمومها
أن بداية رمضان تتعلق بمسألة شرعية هى رؤية الهلال كذلك يكون العيد بطلوع هلال شهر شوال، وقول النبى الكريم (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدّة ثلاثين) (لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة، ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة). وذلك لايمنع من دخول عوامل أخرى إجتماعية وسياسية وثقافية وجغرافية واقتصادية فيها. لذلك كانت بداية رمضان يوم الجمعة لأكثر الدول العربية والإسلامية كما كان يوم العيد الأحد لأكثر الدول الإسلامية عموما، وهى رؤيا دينية تطابق إلى حد كبير العلم الحديث وولادة الهلال من خلال المجاهر العلمية والمراصد الفلكية. وتحل إشكالات كثيرة تطرح باعتبار أن الأشهر العربية تعتمد على ولادة الهلال خصوصا والأحاديث الكثيرة بين السنة والشيعة أن يد الله مع الجماعة كما ورد عن النبى الكريم والإمام على وحفيديه جعفر الصادق ومحمد الباقر. قال النبى الكريم (يد الله مع الجماعة) (أيها الناس عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة)، كذلك جاء فى نهج البلاغة عن الإمام على قوله (وخير الناس فى حالا النمط الأوسط فالزموه والزموا السواد الأعظم فإن يد الله مع الجماعة وإياكم والفرقة) وقال (والطريقة الوسطى هى الجادة). خصوصا ونحن فى عصر العولمة والتكتلات والتجمعات لاسيما الإتحاد الأوربى بين دول مختلفة كثيرا من مختلف الجوانب والجهات وما أحوجنا إلى الوحدة والإتحاد ورفض الفرقة والتفرقة البغضاء خصوصا الفتن الطائفية التى تحرق الأخضر واليابس
وفى المقابل ذلك كله، كان اعلان ولى الفقيه الإيرانى يوم السبت أول رمضان مخالفا الأكثرية للأمتين العربية والإسلامية كذلك كان العيد مختلفا ليعلنه يوم الإثنين. والفرس بطريقتهم الخلافية الدائمة منذ قال ملكهم بعنجهيته وكبريائه (أنت العربى جلف الصحراء تعلّم الملوك كيف يركع) فى جواب ملك الفرس رسالة النبى الكريم وتمزيقها، ومن الطبيعى أن يكون قاتل الخليفة الفاروق هو فارسى مجوسى. وتألف كتب فارسية فى شتم العرب مثل (إنتصاف العجم من العرب) (المثالب الكبير) (المثالب الصغير) (لصوص العرب) لأنه كان من الصعب على الحضارة الفارسية والكبرياء الكسروى أن يخضعا للعرب وزعيمهم الخليفة الفاروق فى معركة القادسية وتنكسر عندها شوكتهم وغطرستهم وتاريخهم وثقافتهم ودينهم لمن يعتبرونهم أعراب الصحراء وأجلاف البادية وراكبى الجمال والتخلف متخلفين عن الحضارة والعلم، فانعكس ذلك فى التقية رغم خضوع الفرس للإسلام ظاهرا لكن الإنتقام من الدين والعرب والثقافة ظهرت فى هذه الثلاثة بالتغلغل الفارسى والإنتقام من الخليفة الزاهد خصوصا الأفراح يوم قتله (فرحة الزهراء) بمراسيم عظيمة فى قم وتوابعها وتعظيم قاتله أبى لؤاؤة المجوسى وزيارة قبره الكبير بكاشان والحج له أفواجا أفواجا. ومن العنصرية ضد العرب وظهرت الطقوس والغلو والتطبير وتحويل القيم والمبادئ إلى خرافات وأحقاد وتكفير وسب ولعن وثأر انتقاما من فتح القادسية وانتقاص العرب ورفع الفرس وتكفير الخلفاء وردة الأمة الإسلامية إلا نفر قليل قد لايتجاوز الأنفار الأربعة (إرتد الناس بعد وفاة الرسول إلا أربع) كما يقول الكلينى والقمى والطوسى والمجلسى والطبرسى فقهاء السلطة الفرس وأصحاب المراجع الحديثية حتى بات (التشيع فارسيا) ومشروع فارسى يقتل عرب الأحواز ويحتل الجزر الأماراتية الثلاث ويغزو العراق وسوريا فى هلال فارسى ومشروع عدوانى يلتقى مع المشروعين الأمريكى والإسرائيلى فى تحالف شيطانى ضد العرب، كما شرح بعض تفاصيله د. تريتا بارسى فى كتابه (التحالف الغدر بين إيران وإسرائيل وأمريكا) وفيه عشرات الوثائق لأن المؤلف وهو يدرس فى جامعة جونسن الأمريكية والقريب من الكونغرس والتقى بأكثر من 130 من أصحاب القرار فى الدول الثلاث وقد كشف عن فضائح مثل إيران غيت وبيع الأسلحة إلى إيران أبان الحرب ضد العراق وشراء إسرائيل النفط الإيرانى لإطلاق أسراها فى لبنان ومساعدة إسرائيل فى تطوير الصواريخ لضرب العراق والمحادثات للمسؤولين الكبار الأمريكان وإخبار أحمد الخمينى أباه فى تفاصيلها
كان من الطبيعى أن يؤيد المرشد الإيرانى، المرجعية الفارسية فى العراق فى أول رمضان وفى العيد أيضا والأحزاب الطائفية والوقف الشيعى حيث لم نعهد لها جميعا موقفا مشرفا ضد جرائم النظام الأسدى ولا جرائم المرشد فى طهران أو ضد الأقليات العربية وغيرها، بل العكس تأييد الفتنة فى البحرين وفتاوى للتظاهر هناك وتحريمها فى العراق وإيران وتأييد الحوثيين فى محاولة بائسة لقلب النظامين البحرينى واليمنى لصالح المرشد الإيرانى. كذلك حزب الله فى لبنان المؤيد بشكل مشين جرائم الأسد ويعزّى زعيمه ممثل المرشد، بلا خجل ولا استحياء بالقتلة ولا يعزى بآلاف الشهداء الأحرار فى ثورة سوريا العظيمة التى بانت بشائر النصر.
كما أعلن النظام الأسدى موافقا لنظام المرشد الفارسى فالتحالف بينهما واضح فى كل الجرائم ضد الشعبين المقهورين السورى والإيرانى
والعجيب هو سيطرة التشيع الفارسى على العراق كما حصل فى تحويل أوقاف سامراء من الوقف السنى إلى الشيعى كذلك فى كركوك وبغداد وبابل وغيرها واختراق المناطق السنية فى خلق أوقاف شيعية ومحاولات تشييع حثيثة وتغييرات ديمغرافية فى محاولة لسيطرة إيرانية على العراق، كما حصل فى العصرين البويهى والصفوى من غزو إيرانى للعراق وإجبار الشاه إسماعيل الصفوى على تشييع السنة ولعن الخلفاء الراشدين أبى بكر وعمر وعثمان. وإذا أراد الوقف السنى الإعتراض فحال رئيسه يكون كحال سابقه الدليمى رئيس الوقف السنى السابق أو نائب رئيس الجمهورية الهاشمى بتهمة الإرهاب الجاهزة
لابد للعرب وخصوصا الشيعة الأحرار من التحرر من الفرس فى عقائدهم التكفيرية للخلفاء الراشدين وزوجات النبى وثقافة البغضاء والحقد والإنتقام. كان هنالك أصوات الإعتدال الشيعى العربى مثل الفقيهين العربيين المرحومين فى (التشيع العربى): السيد محمد حسين فضل الله الذى لايؤمن بتكفير الخلفاء ولا يؤمن بتكفير السنة ورفض قصصا تاريخية خرافية مكذوبة وكان يعلن بالهلال مع السنة ودليله علم الفلك ورؤية الهلال علميا والوحدة الإسلامية مخالفا لوصاية المرشد الإيرانى، كذلك محمد مهدى شمس الدين رئيس المجلس الإسلامى الشيعى الأعلى فى لبنان وهو يخالف حزب الله ووصاية المرشد الإيرانى على الشيعة العرب... رغم صدور الفتاوى الفارسية الكثيرة ضد فضل الله وشمس الدين ومحاولة تسقيطهم بمختلف الوسائل والتهم والشائعات كما أسقطوا المرجعيات العربية على مدى التاريخ والتهم الجاهزة ضد الشهيدين الصدر الأول والصدر الثانى لأن إيران أرادت احتكار التشيع ليكون فارسيا ومطامعه التوسعية فى هلال فارسى واسع بات يخفت مع قرب سقوط النظام السورى ليعود التشيع عربيا كما كان فإن أهل بيت النبى عرب وافتخروا مرارا بعروبتهم وأنهم من بنى هاشم حتى قال الإمام على للخليفة الفاروق عندما استشاره فتح بلاد فارس والروم فإنه استشار الإمام عليا الذى قام بإسداء نصيحته الرائعة قائلا (إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك فتلقهم فتنكب، لاتكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه. فابعث إليهم رجلا محربا، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهر الله فذاك ما تحب، وإن تكن الأخرى كنت ردءا للناس ومثابة للمسلمين)، واعتبار عمر رمزا للعرب ينبغى للفرس الخوف منه قال (والعرب اليوم وإن كانوا قليلا فهم كثيرون بالإسلام عزيزون بالإجتماع فكن قطبا واستدر الرحا بالعرب، إن الأعاجم -الفرس- إن ينظروا إليك غذا يقولوا هذا أصل العرب فإذا اقتطعتموه استرحتم فيكون ذلك أشدّ لكلبهم عليك وطمعهم فيك) ثم بعث ابنيه الحسن والحسين فى جيش القادسية لفتح فارس وكسر كبرياء الإمبراطورية الكسروية
كيف للعرب أن يفرحوا بالعيد وإخوانهم الشرفاء فى سوريا ينزفون دماء كريمة من النساء والشيوخ والأطفال والشباب دفاعا عن كرامتهم وحقوقهم بينما النظام الإيرانى وأتباعه يدعمون القاتل والجلاد ضد الشعب المقهور والمظلوم
نأمل أن يكون العيد وغيره من المناسبات مصدرا للوحدة الإسلامية وثقافة المحبة والسلام والوئام لا التفرقة والتكفير والثأر والسباب واللعن
كما نأمل فى التطلع لآفاق الفكر والحضارة والتقدم فتكون نقلة نوعية فكرية حضارية لاشكليا طقوسيا تكرارا للسنين السابقة فى الردة الحضارية والفكرية للأمة التى لاتهتم بالعلم والمعرفة والكتاب النافع.
التعليقات