الشعب السوري والعالم أجمع يقترب من بداية السنة الثالثة لجرائم هذا الوحش القاتل في عموم الوطن السوري، فلا بدّ من إجماع عربي أولا على آليات تدعم إئتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، وتضييق الخناق ونزع الشرعية كاملة من نظام هذا الوحش، خاصة أنّ اكثر من دولة أعلنت فقدان هذا النظام لأية شرعية في تمثيل الشعب السوري، فمجرم يقتل حتى الآن ما يزيد عن ستين ألفا من السوريين، ويهجّر قرابة مليون إلا ربع سوري إلى دول الجوار خاصة الأردن، لا يمكن أن يبقى محتفظا بشرف تمثيل الشعب السوري المناضل ضد ديكتاتوريته ولصوصيته طوال ما يزيد على 42 عاما.

أين الموقف العربي الوطني التضامني الشجاع؟

لذلك مع تصاعد جرائم هذا الوحش وعصاباته، دعا الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية يوم الخميس، العاشر من يناير 2012 ، المجتمع الدولي الى تسليم مقعدي سوريا في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة إلى الائتلاف ليتم سحب أية شرعية من هذا النظام، مصاحبا ذلك بإعلانه عن البدء قريبا بتشكيل حكومة مؤقته تمثل الشعب السوري وقواه الثورية المقاتلة ضد هذا النظام المجرم. وهذا المطلب لقوى الثورة السورية هو خطوة وطنية تأتي لاحقة لقرار وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارىء بالقاهرة في الثاني عشر من نوفمبر 2011 القاضي بتعليق عضوية النظام الوحشي في الجامعة اعتبارا من السادس عشر من الشهر نفسه، وتمّ تطبيق ذلك فعلا ولم يعد مندوبو النظام الوحشي يحضرون اجتماعات الجامعة العربية، كما طالب نفس اجتماع وزراء الخارجية العرب، الدول العربية بسحب سفرائها من دمشق معتبرا تنفيذ ذلك مسألة سيادية تعود لكل دولة عربية، ولم تنفذه حتى الآن سوى دول مجلس التعاون الخليجي العربي. إنّ قيام الدول العربية أولا الاعتراف بشرعية قوى الثورة السورية بتمثيل سوريا الدولة والشعب في الجامعة العربية وطرد سفراء الوحش ، سيكون خطوة مهمة من شأنها تشجيع المجتمع الدولي على تأييد اعطاء نفس الصفة والتمثيل لقوى الثورة في هيئة الأمم المتحدة، مما سيعني المزيد من الخناق على هذا الوحش وعصاباته، خاصة بعد تقدم سيطرة قوى الثورة على مساحات واسعة من سوريا، كان آخرها الضربة القوية لهذا النظام بسيطرة الثوار على قاعدة ومطارquot; تفنتازquot; بريف إدلب مما اضطر الوحش لقصف المطار بما تبقى فيه من طائرات، وهذه خطوة تعني اقتراب الحبل من رقبة الوحش.

وخطوة متقدمة من الأخضر الابراهيمي

وايضا لا يمكن القفز على الموقف الجديد للأخضر الابراهيمي مبعوث الأمم المتحدة بعد تلكؤه فترة طويلة مما سمحت للوحش بغطاء لجرائمه، فقد أعلن الأخضر الابراهيمي بعد الخطاب الأخير للوحش يوم السادس من يناير 2013 تصريحا أعلن فيه quot; أنّ الخطاب الأخير للرئيس السوري بشار الأسد الذي قدّم فيه اقتراح حل سياسي للأزمة في بلاده، كان أكثر فئوية وانحيازا لجهة واحدةquot;. وقال أيضا في مقابلته مع هيئة الإذاعة البريطانية quot;بي بي سي quot; (اعتقد انه في وقت سابق من العام 2012 كان ثمة برلمان جديد ودستور جديد وحكومة جديدة، وكل هذا لم يحسن الواقع انملة...في سوريا كما في الدول الاخرى، الناس في المنطقة يطلبون ويطالبون بتغيير حقيقي وليس تجميليا...في سوريا بالاخص، ما يقوله الناس ان حكم عائلة واحدة لنحو 40 سنة هو أطول من اللازم. لذا على التغيير أن يكون حقيقيا). لذلك شكّكت اجهزة نظام الوحش في حيادية الابراهيمي رافضة استمراره مبعوثا دوليا، لأنّ هذا النظام المتوحش يريد أن يكون الجميع معه بائعين ضمائرهم، فاقدين احساسهم الانساني نحو ضحايا ومعاناة الشعب السوري من هذه العائلة الإجرامية.

هل يمكن البناء عربيا على تصريحات الابراهيمي؟

نعم..إذا قرّرت الدول العربية الانحياز لمصلحة وخلاص الشعب السوري من هذه الجرائم التي ترقى فعلا لحد الإبادة الجماعية المتعمدة، يمكنها الاعتماد على تصريحات ومواقف الابراهيمي الجديدة الجريئة هذه بصفته مبعوثا دوليا، خاصة أنّها جاءت بعد تجربة الابراهيمي ومعاناته لأكثر من عام مع هذا النظام دون أن يتوصل لنتيجة تخدم وقف هذه الجرائم الإبادية بقرار من الوحش وعائلته وعصاباته الشبيحة بامتياز يرقى لمرتبة العار الذي يستحق هو ومن معه المحاكمة التي تنتهي به لنهاية أقذر من نهاية مخرّب ليبيا القذافي.

وموقف الرئيس المصري الشجاع

وايضا كان موقف الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي من أجرأ المواقف العربية والدولية، حيث دعا صراحة وبوضوح في مقابلته مع شبكة quot; سي إن إن quot; يوم الأحد السادس من يناير 2012
( إلى محاكمة بشار الأسد كمجرم حرب لمسؤوليته عن أعمال القتل التي تجري في سوريا منذ ما يقرب من عامين )، وبالتالي بناءا على هذا الموقف الجريء المدين لوحش سوريا والمناصر للشعب السوري، ليت الدكتور محمد مرسي يبدأ الخطوة التي يطالب بها ائتلاف قوى الثورة والمعارضة الوطنية السورية، ويطرد سفير الوحش من القاهرة ويسحب السفير المصري من دمشق، ويعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام الوحش ومنح ائتلاف المعارضة شرعية تمثيل الشعب السوري في القاهرة. ومن المؤكد انّ هذه الخطوة إذا جاءت من القاهرة سوف تلحق بها العديد من الدول العربية وبالتالي المجتمع الدولي، فلم يعد من المقبول تجاهل طلب ائتلاف قوى المعارضة والثورة السورية، باعطائها شرعية وأحقية تمثيل الشعب السوري في الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة.
لذلك مطلوب أيضا من الشعوب العربية التحرك والتظاهر لحث حكوماتها على تلبية مطلب ائتلاف القوى الثورية والمعارضة لمنحها شرعية تمثيل الشعب السوري. إنّه من المخجل أن ينتفض العرب ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وهي لا ترقى لنسبة من جرائم وحش سوريا وتسكت غالبيتهم على جرائم وحش سوريا. هل ارتكب الاحتلال في العامين الماضيين هذا العدد من القتلى في صفوف الشعب الفلسطيني؟ وهذا ليس تجميلا أو تبريرا لجرائم الاحتلال، فالقتل هو القتل سواء كان القتلى بالمئات أم بعشرات الألاف، ولكنّه مجرد لوم لسكوت غالبية الشعوب العربية وأحزابها على جرائم وحش سوريا، وبالتالي هل سيصمد الشعار الكرتوني الديكوري (أمة عربية واحدة)؟.
ربيع سوريا وخريف هيكل
أعرف مسبقا أنّ بعض القراء والمعلقين سيقولون : (من أنت كي تنتقد الأستاذ محمد حسنين هيكل؟). جوابي هو: أنا مواطن عربي يتألم لما يزيد على 60 ألف قتيل سوري وقرابة مليون إلا ربع لاجىء سوري على يد المجرم الوحش ، الذي لا يريد ترك السرقات واللصوصية والجرائم، إذ لا يكفيه هو ووالده الوحش مثله 42 عاما من هذه الجرائم، بينما الأستاذ هيكل يعتبر كل هذه الجرائم من مسؤولية الموساد الإسرائيلي الموجود في داخل سوريا وفي محيطها. فهل يعقل يا استاذ هيكل مع احترامي الشديد لك أن تكون هذه الملايين الثائرة ضد الوحش تتحرك بأوامر من الموساد؟ وهل يعقل أنّ كل المهاجرين السوريين تركوا بيوتهم بناءا على تعليمات موسادية؟. فلننتظر الخطوة القادمة للوحش: الهروب على ظهر البارجة الروسية حيث يقيم هو وعائلته والمقربون من شبيحته إلى موسكو أو طهران!!!.
[email protected]