لا يستطيع عاقل أو مجنون أن يعرف أو يفهم ماذا يريد هذا الوحش القاتل بعد كل جرائمه منذ منتصف مارس 2011، أي قاربت على مرور عامها الثاني ودخول عامها الثالث، وسط بحر من دماء الشعب السوري الذي لا يريد سوى حريته وكرامتة، وديمقراطية تليق بكل هذه الضحايا والتدمير الذي طال كافة القرى والمدن والأرياف السورية. لا يعرف هذا المجرم بامتياز مشين أنّ الشعب السوري بثورته هذه يصفّي حسابات 42 عاما من ممارسات هذه العائلة المتوحشة وأخوالها آل مخلوف وعصاباتهم من المرتزقة والشبيحة الذين لم يخجلوا أن يهتفوا له أثناء خطابه المخزي الفارغ من أي مضمون أو قيمة أخلاقية ( شبيحة للأبد لأجل عيونك يا أسد ). لا يعرف هؤلاء الشبيحة كما يطلقون على أنفسهم أنّ عيون هذا الوحش لا ترى دماء الشعب السوري وقتلاه من الرجال والنساء والأطفال، بل هي عيون متخصصة في التدقيق في المليارات التي سرقها هو والوحش والده وعائلته منذ عام 1970 حيث ترقى إلى مئات المليارات في العديد من البنوك العالمية وفي مخازن سرّية في سورية نقدا لحملها ساعة الهروب إن تمكن من ذلك.
مراحل ثلاثة لاطالة عمر جرائمه وسرقاته
وأيضا لا نعرف من هو الشبيح الذي كتب له هذا الخطاب التافه بدل أن ينصحه بالتحلي بالشجاعة والرحيل كما يريد الشعب السوري وغالبية دول العالم وشعوبها. تضمن الخطاب التافه ثلاثة مراحل لا مضمون فيها بل تلاعب على الكلمات الخالية من اي مضمون التي رفضتها كافة أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج، وغالبية قيادات العالم التي استعمل بعضها صفة (وعودا جوفاء) مثل وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو. أما تعليقات وردود فعل المعارضة في الداخل والخارج فكلها رافضة غاضبة ولا داعي لاعادة رصدها فقد رصدتها quot;إيلافquot; بدقة في تقاريرها خاصة يوم الأحد 6 يناير 2012 ، ويكفي التمعن في تعليقات المدونين السوريين الذين وجدوا من هذا الوحش الأعمى عن تطلعات الشعب السوري فرصة للتهكم والسخرية من عقليته الفارغة. ويكفي لحظات محاولة خروجه من مكان الخطاب حيث تناولها المدونون السوريون بسخرية جارحة لكن لا وجود أية نسبة من ضمير وأخلاق لدى هذا الوحش كي يتأمل أحساس المواطنين السوريين. لقد كتبت مدونة بتوقيع quot;ميساء العموديquot; قائلة: quot;عاجل: بشار الأسد ينجو من محاولات القبلات والتبويس والاحتضان من شبيحتهquot;. أما المدون السوري الذي اختار اسم quot;زاكوفيتشquot; وكأنّه قاصد شمول الموقف الروسي بهذا التعليق، فقد كتب يقول:quot;حاول الأسد الخروج من الباب الأيمن للمسرح، فحاصره أنصاره،وبقي ظهره إلى الجدار،فاضطر أن يخرج من الجانب الأيسر، وكأنّها بروفة للحظاته الأخيرةquot;.
آلام ودموع مخيم الزعتري في الأردن
من يتمكن من زيارة مخيم الزعتري للاجئين السوريين مثلي كما سنحت لي الفرصة الإسبوع الماضي، لا يملك إلا ان يكتب بهذه الحدة عن إصرار هذا الوحش المجرم على الاستمرار في مبادرات فارغة تافهةلإطالة عمره في القتل والسرقة. كنت أمشي في شارع من شوارع إحدى المدن في شمال الأردن، فاستوقفني طفل لا يزيد عمره عن ثمانية سنوات، وأمسك يدي وبدأ يبكي بغزارة تقطّع قلب كل من عنده ضمير، وقال وسط دموعه ( عمي..والله..والله أنا وأمي وأربعة أطفال في المخيم لا نجد ما يكفينا من الطعام وواحد من إخوتي يحتاج دواء ولا نملك نقودا نشتريه). سألته: ( وكيف أصدّقك؟ ). ففاجأني بجوابه: quot; إن كنت إنسانا ولديك ضمير تعال معي وقم بزيارة والدتي كي تشعر أنّه ما زال في الدنيا بشر لديهم ضمير). استـاجرت سيارة أجرة واتصلت بزميل تمكن من إصدار إذن زيارة لي للمخيم بسرعة قياسية عندما عرف المسؤولون الأردنيون أنّ هدف زيارتي إنساني بحت. وصلت للمخيم ودخلنا مباشرة لخيمة العائلة بعد أن أوقفت السيارة في الطريق واشتريت بعض الأغراض والطعام الذي تحتاجه العائلة حسب وصف الطفل المرافق معي والدواء الذي يحتاجه شقيقه. والله المشهد الذي رأيته والمعلومات التي سمعتها عن جرائم هذا الوحش المجرم من هذه الأم وأطفالها، تجعل كل من لديه ضمير أن يتمنى له نهاية أقذر من نهاية مخرّب ليبيا القذافي.
أين علماء وشيوخ الدين في سوريا المنكوبه بهذا الوحش؟
من غير المعقول ولا المفهوم، هل كافة شيوخ وعلماء الدين في سوريا، على شاكلة شيخي العار والنفاق البوطي وغراب (حسون) سوريا؟. أين أنت من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أفضل الجهاد كلمة عدل أمام سلطان جائر)؟. هل رايتم أو سمعتم من هو أكثر جورا وظلما من هذا الوحش بعد مئات ألاف القتلى والمفقودين والسجناء والمهجرين؟.
إلى شبيحة الوحش والمصفقين لجرائمه
سيقول هؤلاء الشبيحة: لماذا هذه الحدة في الكتابة؟ اقول باختصار لا يسأل هذا السؤال أي شخص لديه ذرة من ضمير يتأثر بما يعانيه الشعب السوري منذ عام 1970 على يد هذه العائلة المتوحشة، وبالنسبة للوحش بشار فهو يسير على خطى والده الوحش حافظ بتفوق ودقة متناهية. وبعد كل هذا الرفض لخطابه التافه من كافة أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج، فلم يعد المطلب الشعبي السوري هو رحيله بل الإمساك به ومحاكمته تماما مثل محاكمة ديكتاتور رومانيا شاوشيسكو خلال سبعة دقائق وإعدامه هو وخرساؤه التي لانصيب لها من اسمها..( إنّ الله يمهل ولا يهمل).
نداء أخير للعرب قبل الغرب
إنّ وضع اللاجئين السوريين وتزايد أعدادهم بطريقة مذهلة يوميا فوق طاقة الأردن الاقتصادية، لذلك فليتسابق العرب لدعم الأردن ليتمكن من تحسين حياة هولاء البشر اللاجئين الذي أوضاعهم لا ترضي حتى العدو والاحتلال. إنّ مصاريف بعض العرب الشخصية خلال أسابيع قادرة على تحسين حياة هؤلاء اللاجئين الذين فرّوا من جرائم الوحش. فهل تتحرك ضمائر أثرياء العرب؟.
[email protected]
التعليقات