لأنهم راحوا يتعاملون معه كخيارات quot; بديلة quot; مؤقتة، منتظرين عودة الأمان لمصر حتى يعودوا لسابق عهدهم..فلاحكومة تنقذهم من تخبطهم ولا حزب يعينهم على جهلهم..ولا (جماعة) تسعفهم على مجابهة حياتهم..بل جماعة تاجرت بأجسادهم قبل أرواحهم فبعد أن أنقذهم البطل من الوحش..عادوا لسيرتهم الأولي.
فكما ترون هناك نوعاً آخر من الهرطقة،يتمثل في محاولة التأكيد على الهوية الثورية! كيف؟ بأن يبدأ اليوم وينتهي بسب ولعن العطية الإلهية التي ظل الشعب المصري يبحث عنها.. الفريق السيسي.
وحينما نتكلم عن الفريق السيسي بكونه عطية إلهية فهى شهادات لاتنتمي لعالم التملق السياسي... لكوني بعيدة عن المسرح المصري برمته ولا أظنني عائدة إليه بأي شكل من الأشكال.
حزينة أنا على بلدي..حينما تكون دفة مصيرها في يد من يجهل أبسط قواعد الإبحار..شباب لايعي بالفعل أن الهدف الأساسي للسياسة في أي مجتمع متقدم ليس سياسيا، بمعني أنها لا تعنى بالشعب كأفراد ومواطنين..بل كأجساد وأرقام.
شباب جعلوا من أنفسهم أداة طيعة في يد تنظيم دموي..براجماتي..ليس له سوى هدف مفصلي وواضح ؛وهوتحطيم قدرة مصر العسكرية والأمنية وافقادها السيطرة الكاملة على الدولة ! واليوم هو عرسهم يرقصون فيه على كل الموسيقات المحرمة ndash; سابقا- ويتغنون بأناشيد الإعلام (المُضلِل)..يمدحون أعدائهم ليس حبا فيهم.. بل لكونهم مطية تصل بهم لأغراضهم التدميرية.
اليوم يدخل الإخوان التحرير بحصان طراودة تحت لافتات ممنوع دخول الإخوان ! يدخلون التحرير ويحطمون ويحرقون بمعاضدة الثوار..وقودهم في صراعهم الأبدي على السلطة.
ياشباب مصر : كراهية السيسي مبررة حينما تشتعل في قلوب الإخوان..ولكن ماحجتكم ومبرراتكم أنتم؟ أهي صرعة سياسية تستحون من عدم مجاراتها فينعتونكم بالجهل السياسي؟
أنتم حتى لا ترون في كل مايحدث من خطوات حثيثة من الجيش سوى أنها استمالة وخداع للشعب المصري!
في خضم كل الأحداث المزعجة المتلاحقة علينا لا تشرق في عيونكم أية بارقة لأمل؟ هل انتبهتم إلى مواد الدستور التي تكتب بهدوء.. لقد حقق الدستور انتصارا على أهم عقبة في طريق بناء مصر الحديثة بإلغاء نسبة الفلاحين والعمال..تلك كانت الخديعة والإلهاء وليست خطوات الجيش العملاقة بقيادة السيسي لرأب الصدع وتطييب جروح الوطن المفتوحة النازفة.
في يوم ميلاد رجل مصر..نقولها بلا مواربة..نحن نحب هذا الرجل.. نحن نحب من وضع رأسه تحت المقصلة في سبيل إنقاذ أرواح الشعب المصري قاطبة فأبواب الموت كانت مشرعة للجميع.. حتى لمن آمن بهذه الجماعة عن جهل أو اقتناع..فهم جميعم وقود معركتهم.. أما نحن فلا نخاف من إعلان حبنا لجيشنا..ولا من المصالحة مع الشرطة ومن فتح صفحة جديدة للتعايش خاصة بعد إن انكشف للجميع الدور القذر الذي لعبته الجماعة للوقيعة بين الشرطة والشعب.
من يعيشون على آلام أوطانهم يخشون أن يقع الشعب في غرام الشرطة كما حدث مع الجيش.. لكنهم لا يستحون من كونهم الطفل الذي أحب الوحش.
- آخر تحديث :
التعليقات