لقد انتظر التاريخ 1500 سنة حتى يأتي مارتن لوثر ويكرر كلمات القرآن بكلمات ألمانية، ويتخلص من البابا والرهبنة وصكوك الغفران.
لقد دفع يونج اللاهوتي السويسري الثمن حين كتب عن الخطايا التسع للبابا وهذه تحتاج لحديث خاص.
المشكلة باختصار هي في المؤسسة الدينية وليست في الدين. إنها ديناصور لاحم مخيف بأنياب حادة طويلة، سواء في المسيحية أو الإسلام. في قم أو الأزهر. في بطرسبرج أو أصفهان.
يروي لنا التاريخ شره وشر هذه المؤسسة وكيف نمت كشجرة في أصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين.
محاكم التفتيش يعرفها الأوربيون جيدا فهي تمت تعمل بكامل الطاقة مدة 520 عاما ودفعت إلى المحرقة بعشرة ملايين امرأة بتهمة السحر.
يذكر ديورانت في موسوعته خبر آخر محرقة قام بها الملك فيليب في بلدة الوليد (بالاد واليد) حين أحرقوا دفعة واحدة 17من المنكودين بلهب ووقود، ولما تقدم أحدهم إلى الملك يبكي؛ أن يبدل الحرق بالشنق والخنق وقطع الرأس! رده الملك العقائدي (التقي كذا؟) قائلا لو كان ابني مكانك لأحرقته بدون تردد تطهيرا لروحه الخبيثة!
إن ذاكرة الأوربيين في تاريخ الكنيسة والباباوات مريع، لذا لجموا هذا الديناصور كما في فيلم جوراسيك بارك!
لكننا نعلم نهاية الفيلم أليس كذلك.
حاليا حبست أوربا الكنيسة والبابا في مملكة بقطر كيلومترات وكانت قبل ذلك ممالك البابا قارات وسيطرة فوق سيطرة الملوك فهم كانوا ملوك الملوك حتى دمر سلطانهم هنري الثامن في بريطانيا والثورة الفرنسية مع روبسبير.
هل نتذكر اتفاقية الكنيسة في تقسيم العالم بين البرتغال وإسبانيا؛ حين كادت حرب أن تنشب بين البلدين الاستعماريين الشرهين مع تدفق ذهب مملكة الإنكا المنهوبة وفضة البيرو؟
كانت الكنيسة هي من أوقف الحرب ووزع العالم بين الرفاق المجرمين وببركة البابا والفاتيكان.
كل هذه الصفحات السوداء دفعت البابا السابق إلى محاولة (بروستريكا) داخلية، بدفع الباحثين إلى أقبية الفاتكيان للتمحيص في ملفات محاكم التفتيش. وقال يومها هل يمكن لمثل هذه الفظاعات أن تتم لقد كانت أفظع من الستازي (مخابرات ألمانيا الشرقية قبل الانهيار) والـ كي جي بي الروسية تحت توجيهات بوتين الحالي (الديمقراطي كذا!).
الدين بوصلة أخلاقية وملح للحياة. أما المؤسسة الدينية فهي شره وشر مستطير تفسد الحياة وتعمل ضد الحياة.
استقالة البابا هي حركة جديدة في محاولة ترميم مؤسسة ماتت منذ أيام نيتشه. كذلك علينا أن نتذكر البابا المستقيل؛ هذا إن استقال؟ أنه هو من اتهم الإسلام حتى دخل مملكة آل عثمان معتذرا، ويعتبر من حراس (العقيدة) المتناثرين في كل دين وديانة، حتى يأذن الله بالتحول المورفولوجي الفعلي في بنية (صخرة بطرس) كما يسمونها.