وجود وفد يمثل الثورة السورية، وناطق باسم الشعب السوري في هذا المحفل الاقليمي الاهم، هو بداية حقيقة لنزع الشرعية القانونية عن العصابة الاسدية، وقد قام الشيخ معاذ بشكر كل من ساهم في هذه الخطوة ودعمها من الدول الشقيقة والصديقة..

شعبنا ماض نحو حريته، حيث دفع حتى الآن قرابة 100 ألف شهيد ثمنا لهذه الحرية، شعب يملك من الإرادة ما قوض أكبر صنم في الأرض. متسائل هل يحتاج حق الدفاع عن النفس سنوات للاعتراف به؟ الشعب السوري يرفض وصاية أية جهة في اتخاذ قراره وثورتنا صنيعة نفسها. تتحدث بعض الدول عن الإرهاب فى سوريا ! فهل إرهاب العصابة الاسدية لمدة سنتين مقبول؟! الشعب السوري لا يحتاج إلى quot;المافيا الأسديةquot; ولن ينجر للحرب الأهلية. فجر الثورة وسيصنع مصيرها. العصابة الاسدية ترفض أي حل للأزمة، نحن نريد الحرية وحلا وسياسيا واضحًا. طلبت من كيري حزاما صاروخيا لحماية المدنيين في سوريا ووعدني بدراسه هذا الموضوع!! هذه ابرز النقاط التي جاءت في كلمة الشيخ معاذ، والتي حملت شحنة انسانية عالية النبرة، محاولا ان ينطق باسم الشعوب العربية، عندما طالب بالحكام العرب باطلاق سراح كافة المعتقلين في السجون العربية، وختم طلبه بقوله اتقوا الله في شعوبكم..
هذه الشحنة الانسانية وهذه المطالبة للحكام العرب، اثارت جدلا حول جدواها السياسية في مثل هذا المحفل؟

ما ميز كلمة الشيخ معاذ ايضا هو هذا الاصرار على تذكير العالم حول استقلالية الشعب السوري في صنع مصيره، لكون الشيخ معاذ حاول ان يكون شفافا في كلمته، نجد من المناسب التعامل معها بشفافية ايضا.
هذه الثورة تواجه ليس العصابة الاسدية وحسب بل تواجه نظاما اقليميا ودوليا يعتبر راسخا اسرائيليا وغربيا وروسيا..وكل خطوة تمت لصالح الثورة دفع شعبنا من دماءه وآلامه الكثير، يتهرب الشيخ معاذ من وضع مجلس الامن امام مسؤولياته، لأنه يرفض وضع سورية تحت البند السابع، وفي سياق جملته السياسية يعتبر الشيخ معذا ما طلب به جون كيري بغطاء صاروخي من الباتريوت تنازلا عن محددات هذه الجملة، كان الاجدى بالشيخ معاذ والهيئة السياسية للائتلاف ان تضع برنامجا مكثفا بعدة نقاط من اجل اسقاط العصابة الاسدية وما نحتاجه من المجتمع الدولي ومؤسساته. كان الاجدى ان يذكر العالم بهذه المناسبة بضرورة رفع الشرعية القانونية الدولية في الامم المتحدة عن العصابة الاسدية، واعطاء مقعد سورية للثورة السورية. الملفت للانتباه بخصوص الاسلحة الكيماوية التي لدى العصابة الاسدية، انه طالب بمؤتمر وطني عام سوري يقرر نزع هذه الاسلحة، مع مؤتمر اقليمي او تحرك دولي لنزع كافة الاسلحة الكيماوية والنووية في المنطقة..هذا موقف النظام العربي الرسمي، وموقف العصابة الاسدية تاريخيا، ازعم ان الاجدى القول ان الشعب السوري لايريد سلاحا كيماويا في يد العصابة الاسدية، لم اجد في كلمة الشيخ معاذ اية مطالبة بدعم الجيش السوري الحر بالسلاح، مع انه طالب الولايات المتحدة بدور اكبر من المساعدات الانسانية، لم نفهم ما هو هذا الدور الذي يطالب به، مع أنه كان قادرا على توضيحه بكلام مختصر وعملي..فشلت كل المبادرات التي طرحها الشيخ الانساني منها والسياسي على يد العصابة المجرمة، فاصبح لزاما على الشيخ معاذ البحث عن استراتيجية سياسية أخرى لتحقيق اهداف الثورة من منظوره، لأنني اعتقد ان الشيخ معاذ لم يستشر احد من قيادة الائتلاف بمضمون كلمته..واتمنى ان يكون اعتقادي غير صحيح، واذا كان استشار ووافقوا على هذا المضمون وهذه الكلمة، فنحن امام اشكالية عميقة يجب التوقف عندها، سنتطرق لها لاحقا بعد أن نتأكد، لكنني احببت ان ادلي بهذه الملاحظات الاولية على كلمة الشيخ معاذ لفتح النقاش الجدي والعملي.. لأن الشيخ معاذ ينقلنا من مأزق لآخر..منذ تسلم رئاسة الائتلاف، وآخر مأزق هو موضوع استقالته قبل ذهابه للدوحة، لماذا تمت هذه الاستقالة؟ وهل تراجع عنها؟ واذا تراجع عنها فلماذا لأن كل ماذكره في رسالة استقالته لايوضح شيئا حقيقيا؟ كلها اسئلة تحتاج للشفافية تتناسب مع شفافية كلمته التي القاها والتي تعبر عن روحية الشيخ معاذ في تعاطيه مع الثورة، وهي روحية عالية الشحنة الانسانية، وبقدر ضخامة هذه الشحنة الانسانية نجد ارتجاليا سياسيا لايزال يحكم هذه الروحية..

بقي ملاحظة واحدة تتعلق بقضية مطالبة كيري بالباتريوت، لصد صواريخ السكود، صواريخ السكود على خطورتها في يد العصابة الاسدية، إلا أنها ليست حاسمة ابدا على الارض عسكريا..ولا تحرر مدنا رغم كل ما تسيله من دماء عندما تقع على السكان المدنيين..
نحن لا نريد ملامسة شغاف السوريين بكلامنا في محفل سياسي كهذا، لأن شغاف السوريين متخمة بثورتهم واحساسهم بهذه الثورة العظيمة، شعبنا يريد حلولا عاجلة في اسقاط العصابة الاسدية...
ليعذرني شيخنا الجليل..