فعلا إنه زمن في غاية الغرابة؟ فهل يصدق إنسان إن تأكيدات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول سماح حكومة العراق للطائرات الإيرانية بالمرور في الأجواء العراقية دون تفتيش في طريقها للشام وهي تحمل الأسلحة و المال و الرجال لنظام بشار المجرم هي تأكيدات و معلومات كاذبة ولاصحة لها وفقا لرأي المستشار الخاص لوزير النقل العراقي هادي العامري؟ وهل أن التوبيخ الذي تلقاه المالكي من الحكومة الأمريكية حول تواطؤ حكومة بغداد مع نظام دمشق قد جاء نتيجة لبلاغ كاذب قدمته المخابرات الأمريكية أو أقمار الرصد التجسسية أو الوسائل الإستخبارية الفضائية الأخرى التي بات هادي العامري يسخر منها و يعتبر أن أجواءه محمية جيدا و إن ( زرزور ) لايمكن أن يطير في سماء العراق دون أن يعلم به وزير النقل العراقي و ( الروزخونية ) الذين حوله وهم كما نعلم من كبار العباقرة في مجال المواصلات و الإتصالات و فك السحر والمربوط وكل ما يمت لمواصلات العالم السفلي و الظاهر؟ ترى على من يضحك هادي العامري وشلته في بيانات الرفض لمعلومات الوزير الأمريكي وهي معلومات متاحة للجميع وعلى قارعة الطريق! و الجميع يعلم بأن الموقف الرسمي العراقي المساند و المؤيد للنظام السوري و المرتبط برضا الولي الإيراني الفقيه هو من يؤكد صحة تلكم المعلومات التي لم ينفها أبدا نوري المالكي شخصيا وهو يعلم علم اليقين بأنها صحيحة بل أكثر من صحيحة؟ فيما يغرد وزير النقل العراقي من خارج السرب و ينفي مستشاره العبقري أمرا كان معلوما و معلومة مفضوحة للجميع؟ ترى كيف تكون الأجواء العراقية مراقبة بشدة و طائرات النظام الإيراني تسرح وتمرح في الطريق دون أن يسألها أحد فضلا عن أن يجرؤ على إنزالها و تفتيشها و إستخراج محتوياتها؟ فمتى تمت تلكم التفتيشات؟ و أين بالضبط؟ وماهي أرقام وصور تلكم الطائرات؟ ولماذا لم تصدر الحكومة العراقية أية بيانات؟ من السهل النفي و بشدة و الهروب من الموقف المحرج وفق أسلوب ( رمتني بدائها و أنسلت ) السائدة في العالم العربي السعيد؟ ولكن مناورات و مراوغات وزارة النقل العراقية قد تعدت حتى حدود ( التقية ) المعروفة وباتت تدخل في الكذب الفاضح؟ فهل نطمع مثلا في أن يقوم وزير النقل العراقي برفع دعوى قضائية ضد جون كيري يطالبه بالتعويض عن العطل و الضرر؟ وهل سيمنع وزير النقل الهمام الأقمار الصناعية التجسسية الأمريكية من تصوير أجواء العراق عبر رش مسحوق المبيد الحشري عليها بطائرات نقل وزارته المصونة؟ وهل أن عبقرية مستشاروه الإعلاميون وتفننهم في النفي الكاذب يمكن أن يخدع الإدارة الأمريكية لتصدر بيان إعتذار حاد عن سوء ظنها بسياسة معالي الوزير المقلد للسيد علي خامنئي؟ وماذا يريد هادي العامري فعلا من ذلك النفي الذي يضيف للمشهد العراقي زوايا تعيسة من البؤس و الفشل و الفوضى بل و الكذب الصريح البواح الذي لايليق أبدا بحكومة تحترم نفسها وتريد أن يحترمها العالم؟ وهل يتصور العامري بأن جون كيري كان سيأتي لبغداد ويطلق تصريحاته و توبيخاته دون سند قانوني أو أدلة مؤكدة؟ القضية الرئيسية تتمحور حول أن وزير النقل العراقي لاعلاقة له أبدا بالنقل و المواصلات سوى قيادته لماطور سيكل الحرس الثوري الإيراني في جبهات الحرب مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي!!.. لذلك فإن تصريحاته النافية هي في حقيقتها تصريحات مؤكدة لما قاله الوزير الأمريكي.. تصريحات نافية هي بمثابة مهزلة في وضع عراقي يدور في سيناريوهات الكوميديا السوداء...
[email protected]