في حركات وساذجة صعدت سلطات الطيران الدني العراقي مؤخرا من حكاية تفتيش الطائرات الإيرانية المارة بالأجواء العراقية في طريقها لدمشق عبر إجبارها على الهبوط في مطار بغداد وتفتيشها ثم السماح لها بمواصلة رحلتها نحو هدفها بعد التيقن من براءة حمولتها وعدم شمولها بالأسلحة أو المعدات اللوجستية الأخرى!
وطبعا تتواصل المسرحية عبر إحتجاج الخارجية الإيرانية لنظيرتها العراقية!! وعبر التأكيد على ( تفاهة وكذب ) الإتهامات الأمريكية والغربية للنظام الإيراني وحليفه و تابعه العراقي وبراءة الأطفال في عيونهم التي أضناها السهر!!، و الطريف إن الزيادة العراقية في عمليات التفتيش لم تأت إلا بعد أن أحمرت عيون المستر جون كيري وهي تبحلق في وجه نوري المالكي الذي مارس سياسة التطنيش متبعا ستراتيجية ( عمك أصمخ ) محيلا الأمر برمته لوزير النقل العراقي صاحب المسؤولية الأولى في هذا الملف!!!
و بما أن السيد هادي العامري هو أحد مقلدي الولي الإيراني الفقيه السيد علي خامنئي! فإن مصداقية التفتيش العراقي الرسمي ستكون عالية جدا و نزيهة للغاية وشفافة حتى الثمالة!!! لماذا ياترى؟ لأنها ستكون تحت أشراف و مراقبة وإنتاج و إخراج و تمثيل جهاز الحرس الثوري الإيراني!! وبذلك يتصور الجهبذ العبقري هادي العامري من أن قادة البنتاغون وأجهزة الإستخبارات الفيدرالية أو العسكرية الأمريكية هم مجموعة من البلهاء و السذج يمكن خداعهم بتلكم المسرحيات الرديئة و العبثية و الفاقدة للحرفنة و القدرة على الإقناع؟ تصوروا أن النظام العراقي الحالي يستطيع إجبار طائرة إيرانية على الهبوط دون التنسيق و الإتفاق المسبق مع أولياء الأمر في طهران!!
هل من الممكن تصور ذلك في ظل وزارة يقودها رجال إيران الأوفياء في العراق؟ على من تضحك الحكومة العراقية وهي تعلن تلكم الأنباء المثيرة للسخرية و التي تتاقض أصلا مع الموقف العراقي الرسمي المؤيد و المساند و المدافع عن النظام السوري المجرم لكون حمايته و الدفاع عنه هي تكليف شرعي من الولي ايراني الفقيه الذي هو وليهم وهم أتباعه وكل موقف يصدر منه يعتبر امرا مقدسا غير قابل للنقاش او المساءلة و بشكل يتجاوز حتى نظرية الأحزاب الفاشية التي تقول: ( نفذ ثم ناقش )!! اي ان أتباع الولي الفقيه هم مجرد عناصر منفذة ليست على إستعداد لمناقشة اوامر الولي الفقيه، فالمعركة القائمة في الشام مثلا يدخلها اليوم اتباع الولي الإيراني الفقيه بكل حماسة وإندفاع رغم دمويتها و إستماتة أحرار سوريا في إقتناص العناصر المرتزقة و تكبيدها الخسائر البشرية و ما أخبار الخسائر في صفوف حزب الله في لبنان و العصائب وكتائب حزب الله في العراق إلا نموذج للتورط الطائفي البشع والذي يقف خلفه الولاء لتعليمات واوامر و نواهي الولي الإيراني الفقيه، وطبعا تفتيش الطائرات الإيرانية الإستعراضي لن يسفر عن أي نتيجة أو يكشف أي صفقة أو شحنة تسليحية أو إرهابية!!، فالإيرانيون لا تحمل طائراتهم المتوجهة للشام عبر اجواء العراق و المتجنبة للأجواء التركية سوى المواد التالية:
أطنان من النعل المطاطية صناعة إيرانية لزوم إستعمال الشبيحة السوريين.
كميات من ( الجلو كباب ) وحلوى ( السوهان ) الإيرانية إنتاج مدينة قم!!.
كميات من أدعية النصرة للشبيحة و المرتزقة.
أطنان من الفستق الإيراني الرفسنجاني لزوم ( المزة ) لموائد الشبيحة...؟
وهكذا كما ترون فلايوجد شيء مريب في الطائرات الإيرانية؟
مايحصل هو مهزلة حقيقية تغمض القوى الكبرى خلالها عيونها عن فضائح وزارة النقل العراقية و تواطؤ السلطة العراقية، وكل بيانات وزارة النقل العراقية ليست سوى مهزلة تضاف لسلسة المهازل العراقية التي لا تنتهي... فهل يوجد عاقل يصدق بيانات وزارة يقودها هادي العامري و أتباعه؟؟... عجيب أمور... غريب قضية..!
التعليقات