في مثل هذه الجروح المؤلمة للقلب والعقل والنفس والروح لا يستطيع الانسان وهو تحت تأثير الخطب الجلل أن ينتظر حتى يشذب عواطفه لتتواءم مع الأصول الحرفية المتبعة فى النشر العام، حيث حصد النازيون الجدد أرواح بريئة لمجرد أنهم آخرون مختلفون فى العقيدة لذا نلتمس عذرا من القارئ العزيزعن تعبيرات قد تخرج ساخنه حيث يفور بركان غضب يعتمل فى النفس، ولا شك فى نفوس كل أصحاب الضمائر الحية الذين يعلمون تمام العلم أن الخالق الذى خلق بشرا ووهبهم جسدا وأعطى لهم إذنا بالحياه على الارض ومنحهم لقب انسان،ويشرق شمسه عليهم من المؤكد أن هذا الخالق العظيم لم يفوض أحدا بنزع اختصاصه والانقلاب عليه و(تصحيح) قراره بنزع الحياه من هؤلاء الذين (وجدوا بطريق الخطأ) وهو لم يأمر فى أى من رسالاته للبشر بتقديم هؤلاء ذبائح وقرابين دموية تقربا إليه، أو هكذا الفكر السلفي الذى يعتنقونه الذى يحض ويشجع على ابادة بشر أى خليقه الهيه وفى الوقت نفسه ليسوا وافدين ولا مهاجرين ولا غزاه ولا محتلين، هم أصحاب هذه الارض التى نشأوا عليها هم وعقيدتهم طبقا لتاريخ لا يقبل التشكيك، فسوريا هى بلد السوريان، والعراق هى بلد الاشوريين والكلدان، ومصر هى بلد الاقباط والنوبيين،فان كان الغزاه هادنوا هذه الأعراق حتى تناسلوا وجلبوا بقايا سقط قبائلهم من الربع الخراب وأصبحوا أغلبيات كاسحة ثم انقلبوا يعضون الايدى التى مدت لهم يد المودة والترحاب وأظهروا طبائعهم التى وصفها ابن خلدون بدقة وبدءوا فى تطهير هذه البلاد من سكانها الاصليين لأنهم يعتقدون فى أوهام اقامة دولة الخلافة وأن هذه الاعراق التى تدين بغير عقيدتهم هى العقبة الكؤود فى طريق عودة هذه الاوهام المريضة، ومن ثم بدأ المخطط الشيطانى اللعين لإزالة هذه العقبة بكل الطرق.

إذن فلتنتظرهم أكاليل الغار والفخار والحور العين هؤلاء الاشاوس النشامى الميامين الذين سكبوا البنزين على بشر وأحرقوهم أحياء وبالطبع بقية أبطال غزوات قتل المسيحيين فى مصر والعراق وسوريا ونيجيريا وباكستان وماليزيا واندونيسيا وغيرها وغيرها نعم تنتظرهم الأكاليل أجرا ومكافأة على هذه الخدمة الجليلة المقدسة التى يعتقدون بأنها تخدم عقيدتهم طبقا لتأويلات ابن تيمية والمودودى وفقهاء صحارى نجد وعسير،نعم أجرا عن قتل آلاف من الرجال والنساء والاطفال والرهبان بعضهم كان فى محراب صلاه وكل هذا وسط صمت الممولين والمشجعين والمحرضين، والذى يقفز الى النتائج ويظن أننى أقصد أمراء الاسلام الجدد فقط وهم الممول الاول والرئيس لكل هذه الجماعات، سيصدم عندما أضيف اليهم بوش واوباما وبوتين وكامرون وكل زعماء مايسمى (خطأ) بالعالم الحر، وهم فى الحقيقة عبيد النفط وتوازنات البيزنس وتجارة السلاح الذين تركوا المسيحيين فى الشرق يدفعون الفاتورة نيابة عنهم، نيابة عن أخطاء الغرب كله أمريكا وأوربا أو ما يسمى بالغرب المسيحى وهى تسمية بالية بلهاء، الغرب الذى بادل الدماء ببراميل النفط والاستثمارات المشبوهة ومليارات السلاح، وتوقف تماما عن النبرة العقيمة التى استهلكت تماما عن حقوق البشر وحماية الناس والحرية والديمقراطية، واستمرأوا أن يدفع غيرهم ثمن أخطائهم الفادحة، واستحسنوا أن تبتعد الانفجارات عن لندن ونيويورك وباريس ومدريد ولا بأس من بضع مئات يقتلون هنا فى الشرق فى العراق ومصر وسوريا مادام ذلك سيؤدى لسد شهوة بشر متعطشين للدماء ولاستقرار البورصات وثبات أسعار براميل النفط وحتى لا يقترب أحد من معشوقتهم المدللة إسرائيل، ولا بأس من بعض الشجب والادانة ببيانات مقتضبة لا تغضب أحد ولا تتهم أحد مع أن الفاعل معلوم والمحرض معلوم والممول معلوم بالصوت والصورة والاسم واللقب.
ان دماء السوريان والكلدان والأشور والأقباط فى رقبة الغرب المسيحي قبل الشرق المسلم، الغرب الذى استبدل النفط بالدماء فى صفقة مشينة كل أطرافها يستحقون بجدارة المثول أمام محكمة جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقى، وآن الأوان لينضم هؤلاء إلى قائمة هتلر وموسلينى، ولن يجد السيد أوكامبو ومحكمته الجنائية أي صعوبة فى العثور على هؤلاء فهم غير مختبئين، هم مصلوبون على الشاشات وصفحات الصحف الصفراء والحمراء التى نشأت خصيصا لهذا الهدف المقدس هدف إبادة أعراق، مصلوبون ليل نهار لا ينطقون سوى بالتحريض على القتل بأسانيد مقدسة لا يأتيها الباطل من أى اتجاه.
إنها صفقة مشينة أناس يلغون في الدماء وأناس يلغون فى النفط، والمصالح متبادلة والصفقات تتم فى يسر وسهولة، ورؤوس الاموال آمنة مطمئنة فى خزائن سويسرا ووول ستريت، وعدا بيان روتينى مكرر من الفاتيكان لم تخرج مظاهرة صغيرة فى أي مدينة من معاقل الكاثوليكية أو الارثوذكسية فى أوربا تندد بهذه المجازر وتطلب القصاص من القتلة، ولم يخرج بيان من أى من تلك المنظمات المشبوهة التى تدعى الاهتمام بحقوق البشر، أبسط حقوق البشر حقهم فى الحياه الآمنة فى الوقت التى يوفر فيه (الغرب المسيحي) لأمراء هذه التنظيمات العنصرية بيئة آمنة نموذجية للتخطيط والتدريب والتمويل لتلك المنظمات المشبوهة كى تعمل ليل نهار لضرب المسيحيين ومصالحهم والتضييق عليهم والتحرش بعقيدتهم واهانة رموزهم وحرق بيوت عبادتهم.
وأنا أجزم أن الهدف الرئيس من كل الاعتداءات على الاقباط هي دفعهم للمطالبة بالنموذج السوداني أي أن تأتي الخطوة الاولى منهم والحقيقة انها الرغبة الاولى للمتطرفين الذين نفذوا نفس السيناريو فى السودان، وهنا نذكر بكم الخراف المذبوحة فى شوارع الخرطوم ابتهاجا وفرحا عندما اختار الجنوبيون الانفصال حتى لا تكون هناك أعراق وديانات تعطل مخطط الدولة الدينية التى أفقرت السودانيين وقسمتهم وشرذمتهم دولة يحكمها ارهابيون متعصبون لدينهم وعرقهم دولة تطهير عرقى وابادة جماعية لكل المخالفين دينا ولونا وعرقا وثقافة، هذا هو النموذج الذى يخطط له الارهابيون فى مصر لكن الاقباط الذين عانوا معاناة لا توصف طيلة ألف عام لم يعد لديهم دماء تدفع هدرا وسيكون ردهم مستقبلا مخالفا لكل الانماط السابقة،عندها سيتأكد المتطرفون أن الاقباط ليسوا أسرى لكنهم يملكون خيارات لا تخطرعلى بال هؤلاء القتلة الذين ظنوا أن المحتل المغتصب سوف يهنأ بغنيمته ويطرد أو يبيد أصحاب الارض لكن هيهات،ولأنهم لا يتعظون فلم ينظروا حولهم ليروا ماهو مآل هذه النظم التى يريدون اللحاق بها فى السودان والصومال وباكستان وافغانستان وغيرها انها مجتمعات عالة على البشرية امة من المخيمات واللاجئين والعنف والتفجير والجوع والتسول ولولا قلوب رحيمة من (الكفرة والصليبيين) لمات نصف اللاجئين فى دارفور والصومال وافغانستان الكفرة الصليبيين الذين يريدون التخلص منهم والحقيقة أنهم ملح هذه الارض وصمام الامان الذى يحمى هذه الشعوب من تغول الديكتاتوريات الدينية التى تحاول جاهدة تدمير مقومات هذه المجتمعات، لتتمكن من السيطرة على هذه الشعوب جاهلة مريضة تائهة.