التمعن و التدقيق في المسيرة السياسية الحافلة للسيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية طوال فترة نضالها عموما وخلال الاعوام الخمسة الاخيرة المنصرمة خصوصا، يجد نفسه أمام نموذج خاص ليس له نظير في العالم الاسلامي، هذا النموذج يحمل سمات و مواصفات زعيمة تدعو للکفاح و التغيير بصيغة و نمط جديد غير مطروق بالمرة.

السيدة رجوي التي تشدد في خطاباتها و تصريحاتها و بشکل ملفت للنظر على أهمية و حساسية دور المرأة و ضرورة أن تحظى بحظ اوفر في مختلف المجالات و النواحي وان تکون شريکا و عضدا لأخيها الرجل و ليس مجرد تابعة او منقادة له، بل وانها توضح الصورة أکثر عندما تؤکد بأن حرية الشعب مرتبطة بتحرير المرأة نفسها وان المرأة مالم تتحرر فإن حرية الشعب لن تکون کاملة، وهي بهذا تتصدى لواحدة من أعقد و أکثر المسائل الفکرية الاجتماعية إشکالية و إثارة للتساؤلات و الاستفسارات، والاهم من ذلك أنها تتصدى لهکذا مسألة في ظل نظام ديني متطرف يبذل کل مابوسعه من إمکانيات هائلة من أجل طمس دور المرأة و ضمان بقائها شخصية هامشية من جانب، ومن أجل تشويه و تلطيخ صورة هذه المرأة المکافحة من أجل التغيير و الحرية أملا في القضاء على النهج الذي تنادي به.

تأکيد السيدة رجوي على مسألة تحرير المرأة يأتي من حقيقة تصورها بأن تحرير المجتمع يبدأ من مفترق القضاء على أهم مظهر سلبي متأصل في المجتمع وهو الانتقاص من حرية و کرامة و کيان المرأة الاعتباري، وان المجتمع الذي يکون نصفه مسلوب الارادة و الاختيار و النصف الاخر يفسر الامور طبقا لرؤية غير سليمة و لاصحية و بعيدة عن المنطق الانساني، وقطعا فإن السيدة رجوي تعتقد بأن تحرير المرأة يعتبر بمثابة ضمانة لتحرير الفکر و النهج العقلاني السديد للمجتمع برمته و جعله يسير على سکة الاطمئنان و الامان وحتى الرجل فإنه يخرج من دائرة الاستئساد الوهمية الزائلة اولا و اخيرا و يصبح إنسانا واقعيا يفسر الامور بناءا على اسس و مقومات مستمدة جذورها من أرض الواقع الفعلي.

مريم رجوي التي حملت علة عاتقها مهمة الکفاح و النضال على صعيدي تحرير المرأة من قيود التخلف و الموروث الاجتماعي السلبي و تحرير الشعب برمته من قيود الاستبداد و القمع و الظلم بکافة أشکاله و صوره، باتت اليوم تحظى بمکانة و منزلة خاصة من جانب مختلف المحافل السياسية و الفکرية و الاجتماعية الدولية، وبات أنصار آرائها و توجهاتها و طروحاتها الفکرية يزدادون يوما بعد يوم وقد تسنى لي شخصيا و عن قرب عند تواجدي في مناسبات مختلفة أقامتها المقاومة الايرانية في باريس، ملاحظة إنبهار و إنجذاب العديد من الشخصيات السياسية و الشريعية و الفکرية بأفکار و طروحات السيدة رجوي حتى إعتبروها رائدة للتغيير و الديمقراطية في العالم الاسلامي، وهو مايعکس نجاح هذه المرأة المکافحة من أجل حرية شعبها في إيصال أفکارها و مبادئها الى العالم وهو مايمکن إعتباره خطوة بالغة الاهمية في طريقها الطويل الشائك من أجل إسقاط الدکتاتورية الدينية في إيران، وانها لجديرة بقيادة الشعب الايراني الى بر الامان.

[email protected]