اهانة وتهديد للأردن ودول الخليج العربي.

صبّ الشبيح بهجت سليمان السفير السوري في عمان جم غضبه على الأردن ودول الخليج لأنها صوتت الاسبوع الماضي في مجلس الأمن ضد نظام بلاده.
خرج سليمان وهو سفير من الحلقة الأمنية الضيقة للنظام السوري عن المألوف عندما نشر تعليقا لاذعا على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك.
وقال السفير quot;أمّا أن يصل ببعض المشيخات المحميّات الراسفة في غياهب العصور الوسطى، وذات الأنظمة الملكية العائلية الوراثية الثيوقراطية البدائية، ومعها أبناء وأحفاد أسوأ استعمار قديم على وجه المعمورة، هو المستعمر العثماني الذي تجلبب برداء الدين، ليمتطي ظهور العرب وغير العرب.quot;
ثم انتقد استضافة الأردن لمؤتمر اصدقاء سوريا بكلام بذيء لا يليق بسفير. كلام بهجت سليمان ليس فقط اهانة للأردن بل تهديد واضح.

طفح الكيل يا سعادة السفير:
كتبت عدد من المقالات في هذه الصفحات في صيف عام 2012 وأوائل هذا العام اطالب فيها بطرد الشبيح بهجت سليمان الذي جعل من السفارة وكرا للتجسس وغرفة عمليات لزعزعة استقرار وأمن الأردن. وها هو الآن يكشف عن شخصيته الحقيقية كشبيح من ازلام عصابة دمشق.
فقد طفح الكيل وحان الوقت أن تأخذ السلطات الأردنية موقفا أكثر حزما تجاه هذه التجاوزات والوقاحات. أقل ما يمكن عمله هو توجيه انذار quot;لتعاستهquot; (عكس سعادته) أن تصريحاته الغوغائية غير مقبولة وقد تؤدي الى طرده من الأردن.


لمن لا يعرف بهجت سليمان:
السفير السوري بهجت سليمان كان أحد أعمدة نظام البطش والقمع منذ الثمانينات وفي تسهيل دخول القاعدة الى العراق لمحاربة الأميركان والذي حدث ان ارهاب القاعدة قتل من العراقيين أكثر مما قتل الأميركيون بعشرات المرات.

لعب بهجت سليمان ادوارا قمعية مختلفة منها رئيس فرع الأمن الداخلي واستمر ايضا بعد ان ورث بشار منصب ابيه.

وحسب مواقع سورية معارضة quot;يزرع بهجت سليمان الجواسيس الجدد من المخابرات السورية ويسهل دخولهم للأردن بأسماء وجوازات مستعارة لمتابعة ناشطي الثورة والمنشقين واللاجئين والنازحين ونقل اخبارهم. وهذا ما حذا بالأمن الاردني للتدقيق في اسماء وجوازات السوريين القادمين من سورية للإقامة او لدخول الاردن بصورة مؤقتة ولا عتب على السلطات الاردنية بإعادتهم عند الشك بهم مع عائلاتهم، وكان هو السبب في اعادة الاعداد الكبيرة من السوريين.

ورغم المجازر والمذابح لا يزال هناك مجموعات من بقايا اليسار والبعث الأردني تؤيد عصابة دمشق وتصفق وتطبل وتزمر للشبيح بهجت سليمان. هؤلاء القوميون الذين غسلت ادمغتهم بشعارات المقاومة التي لا تقاوم والممانعة التي لا تمانع والتحرير التى لم تحرر شبرا مربعا واحدا من الجولان لا تزال تصدق شعارات الكذب والدجل.

نسي القوميون المؤيدون للمجرم بشار الأسد وسفيره الشبيح بهجت سليمان ان الجيش السوري يتشاطر فقط على اللبنانين والفلسطينيين وعلى الشعب السوري ولكنه يرتعد خوفا من اسرائيل.

كيف نرتجم مصطلح quot;الرد المناسب في الوقت المناسبquot;
وللتوضيح فقط أريد ان اترجم الجملة المبتذلة التي يرددها النظام بعد كل انتهاك اسرائيلي وهيquot;سيأتي الرد المنسب في الوقت المناسبquot; وهذا ما تعنيه بالضبط quot;اطمئني يا اسرائيل سوف لا يكون هناك أي رد فنحن عاجزون وفاشلون وخائفون ولا نستطيع الردquot; الا شفهيا لارضاء بسطاء الشارع العربيquot;.
قتل هذا الجيش من اللبنانيين والفلسطينيين أكثر مما قتلت اسرائيل منذ 1967.

سلموا السفارة للمعارضة:
وأقدر أن هناك اعتبارات ديبلوماسية حساسة تمنع الحكومة الأردنية من أخذ اجراء حاسم ضد السفيرالشبيح. ولكن لا يستطيع الأردن الاستمرار في دور الحياد الحذر وبدأنا الآن نرى مواقف أكثر حزما تجاه الحالة السورية وهذا تطور ايجابي حيث سيساهم في ايقاف المجازر واسقاط عصابة دمشق. في هذه اللحظات التاريخية الهامة على الأردن ان يقف مع الشعب السوري ضد الدكتاتورية بدون تحفظ وتردد.
هناك من يعتقد أن طرد السفير بهجت سليمان لا يكفي بل يجب أن يتبع تلك الخطوة، تسليم السفارة للمعارضة السورية. سينتج عن خطوة كهذه زلزالا سياسيا في المنطقة وقد يرتكب نظام دمشق حماقات غبية ضد الأردن واذا فعلا قام بذلك سيكون قد ساهم في اسراع وتيرة السقوط والذهاب الى مزبلة التاريخ.


لندن