للتوضيح هذ هو النص العربي المختصر لمقالة كتبتها أمس باللغة الانجليزية لبعض المواقع السياسية التي تقرأ في الغرب.
التدخل الايراني العسكري لحماية بشار الأسد قد يكون العامل الرئيس في اسقاط النظام. دعني اوضح اولا ان التدخل العسكري الايراني يشمل ايضا حزب الله لأن الثاني ينفذ اوامر الأول.

ولا علاقة للكيماوي او غاز السارين بالقرار الأميركي بتسليح المعارضة. عندما اشترط اوباما ان استعمال السلاح الكيماوي من قبل النظام السوري ضد الثوار هو خط أحمر وسيغير قواعد اللعبة وضع نفسه في زاوية لا يستطيع الهروب منها.

قبل عامين طالب اوباما بتنحي بشار الأسد عن السلطة ولكنه لم يفعل شيئا ملموسا لترجمة هذا الطلب على الأرض.
لا يزال أوباما وحتى الأيام القليلة الماضية يتشبث بخدعة جنيف 2 ليتجنب أخذ قرارات حاسمة ضد عصابة دمشق ووقع في الفخ الذي نصبته موسكو لاطالة عمر النظام السوري.

الذبح الحلال والذبح الحرام:
موقف اوباما المتردد والضعيف أعطى بشار الأسد وعصابته رسالة واضحة وهي ان لديكم ضؤ أخضر في ذبح الشعب السوري بكل جميع انواع الأسلحة التقليدية. اقتلوا بالدبابات والطائرات والبراميل المتفجرة والسكاكين وبالرصاص كما تشاؤا ولكن اياكم اياكم ان تستعملوا الغاز والكيماوي. اي استطاع اوباما خلق صنفين من وسائل ذبح الشعب السوري. الذبح الحلال بالاسلحة التقليدية والذبح الحرام بالاسلحة الكيماوية.

وعندما تفاقمت الضغوط على اوباما من قبل الاعلام المناهض لآلة القتل السورية ومن اعضاء بارزين في مجلس الشيوخ لمساعدة الثوار وبالتحديد الجيش السوري الحر بسلاح نوعي لتحقيق ما يسمى توازن ميداني في مواجهة الجيش النظامي، دخل اوباما في دهليز المماطلة والتخبط والابهام ولم يرضخ تماما.

القصير نقطة تحول ضد النظام:
ولكن ما سر رضوخه في النهاية واستشهاده بالسلاح الكيماوي او غاز السارين ليبرر تغيير موقفه؟ ولا بد من توضيح مسألة الضغوط التي مورست على اوباما. منذ أكثر من عام تجاهل اوباما كل الضغوط التي مورست عليه من قبل 3 او 4 اعضاء من مجلس الشيوخ الأميركي وهم: جون ماكين السيناتور الجمهوري الذي يمثل ولاية اريزونا وأكبر عضو جمهوري في لجنة الدفاع الأميركية وبهذا الدور له القدرة على استعمال نفوذه في اروقة الادارة الأميركية. والسيناتور ليندسي غراهام الذي يمثل ولاية ساوث كارولينا والسيناتور بوب كوركر الممثل الجمهوري لولاية تينيسي اضافة الى جوزيف ليبرمان السيناتور المستقل السابق لولاية كونيكتيكيت وكذلك السيناتور روبرت مينيندز رئيس لجنة الكونغرس للعلاقات الخارجية..

رغم ان الضغوط لعبت دورا في تحريك اوباما الا ان العامل المحفز لتغيير الموقف الأميركي أتى بمساعدة ايران وحزب الله لا سيما في معركة القصير.
لذا من المنطقي ان نقول ان ايران وحزب الله يساهما مساهمة فعالة في اسقاط بشار الأسد. ولولا تدخلهما في القتال لبقى اوباما مستمتعا بعجزه وتنئيه عن الموضوع السوري.

أرتكب النظام السوري خطأ استراتيجي فادح عندما طلب النجدة من ايران وحزب الله ليساعدوه في الحرب ضد ثورة الشعب السوري وهذا هو السبب المباشر لتغيير الموقف الأميركي.

اسئلة لأوباما أجبرته على تغيير رأيه:
وسقوط بلدة القصير بأيدي جيش حزب الله والجيش السوري كان بداية نقطة التحول في هذا الموقف. هذا التدخل السافر وفر زخما كبيرا لاعضاء مجلس الشيوخ في ضغوطاتهم على الرئيس الأميركي اوباما. وطرحوا على اوباما عدة تساؤلات:
أولا: هل تقبل الادارة الأميركية ان تقوم طهران وحزب الله بتقرير مصير الشعب السوري ومستقبل سوريا؟
ثانيا: هل نريد لتحالف موسكو وطهران ودمشق ان يكسب الحرب ويملي شروطه على المنطقة؟
ثالثا: هل نريد للوجود العسكري الايراني وحزب الله والمدعوم روسيا ان يشكل خطرا على مصالح أميركا وحلفاء اميركا في المنطقة ويهدد اصدقاءها؟
رابعا: هل نقبل بأن تحتل ايران سوريا كما تفعل في العراق ولبنان الآن؟

اقتنع أوباما اخيرا بخطورة الوضع واستغل مسألة الكيماوي ليعلن رغبة اميركا بتسليح المعارضة ولكنه بقي غامضا بما يتعلق بالتصعيد العسكري وفرض منطقة حظر جوي الخ. ولكن رغم كل ما قيل في مؤتمر مجموعة الثمانية الا ان الساحة السورية ستشهد تصعيدا ضد النظام والحل العسكري يبدو انه سيد الموقف.
وكل الجدل عن السلاح الكيماوي والاتهامات المتبادلة بين النظام والمعارضة لا قيمة له ولكن سقوط القصير سيتبعه سقوط النظام اي القصير ستقصر عمر النظام وشكرا لحزب الله وايران.


لندن