من التعاليم الموروثة التي تمتزج ما بين أوامر السماء، وتعاليم القوانين الوضعية هي: أيها الإنسان أوصيك بخمس: (لا تكذب).. (لا تسرق).. (لا تحقد).. (لا تقتل).. (لا تكن مغروراً).. فالكذب جبن، والسرقة ذل، والحقد عذاب، والقتل جريمة، أما الغرور فهو موت، فالغرور مقبرة، والمغرور قتيل، وسبحان الحي الذي لا يموت.
سألوا حكيماً عن إنسان مصاب بمرض، فقال: ليشفه الله.. وقالوا للحكيم: ذلك مصاب بالغرور!!.. فقال: ليرحمه الله.
bull; بعد أن قرأت هذه الوصايا أدركت أن الناس الأذكياء في رؤوسهم موازين، وفي وجوههم عيون، وفي ألسنتهم أحياناً قذائف لا ترحم، إنهم يستمعون إلى المغرور وهو ينفخ ضجره، ويتركونه وهو ينشر تبجحه، كما فعل الرئيس المصري مرسي في خطاباته الثلاثة قبل أن يطرده الشعب المصري.. بدليل أنهم الآن يسخرون منه، ويستصغرون عقله، ويحكمون عليه بالبله!!..
فالناس يحبوا أن يقدموا الإطراء بأنفسهم على مزايا الإنسان، ولكنهم يكرهوا أن يطري الإنسان مزاياه بنفسه ndash; كما فعل مرسي الذي كرر كلمة أنا أكثر من تسعين مرة - هذا إذا كان للمغرور مزايا، فكيف إذا كان فارغاً كالطبل الأجوف.
عرفتُ نفراً من هؤلاء الذين تملّكهم الغرور، فهم قد فتك بهم غرورهم فيسير الواحد منهم منفوخاً كالبالون، فتراه يمشي متمختراً في الأرض، أما إذا تحدث فكلمة (أنا) لا تغرب عن شفتيه، فهو يكثر من كلمات: (أعتقد)، (وفي نظري)، (وفي رأيي)، (قد عُرف عني)، (في تصوري)، الخ!!!.. وهذه الظاهرة ملفتة في خطابات محمد مرسي.
bull; لعل الذين اعتادوا أن يحاسبوا أنفسهم في رمضان ألا يجعلوا هذه المحاسبة شكلية ndash; فولوكلورية ndash; وأن يفتح الواحد منهم ملف نفسه أمام نفسه، ويعيد بصدق النظر فيما يعتقده من سلوكيات، لعله يكتشف أنه كان مغروراً في هذا الموقع!!.. وكان جباناً في تلك الواقعة!!.. وكان كذاباً يوم قال: كذا وكذا!!.. وكان حاقداً في الموقف الفلاني!!.. وأتمنى أن يقفل هذا الملف نهائياً، وأن لا يفتحه بعد أن ينتهي رمضان..!!
ملاحظة صغيرة:
بعد أن ارتدى مرشد الاخوان المسلمين العباءة وتنكر لرجولته، بالله عليكم كيف من الممكن لهذا الرجل أن يكون أميراً للمؤمنين المنشود في أطروحات الاخوان المسلمين الذين لا يريدون الاعتراف بأنهم كانوا سبباً مباشراً في إسالة الدماء المصرية منذ عشرات السنين؟!.. وهذا رمضان، أما آن للبعض منهم أن يُقر بهذا الواقع المؤلم لتاريخهم، ويحاسب نفسه أمام الله؟!..