إن الأفكار التي تؤسس لأي حضارة فاعلة وقوية لابد لها من مجاز للتجديد كي لا تتحول إلى رتابة ماضوية مكررة.. ونحن ندرك من تاريخ الأفكار والتحولات الاجتماعية، أن أية فكرة مغايرة لما مضى تتحول بعد حين إلى عقل ماضوي، فتحتاج لرؤية أخرى متقدمة تدفع بها إلى الأمام، على أن لا يخل هذا الدفع بجوهر العقيدة التي ترتكز عليها، ويتم التغيير نحو الأفضل من خلال القراءات المتعددة والجديدة للفكرة نفسها..
وهكذا هو الإسلام يحمل في طيّات تعاليمه كل مقومات التجدد والتجديد..
أما أولئك الذين لا يريدون لهذا الدين العظيم أن يكون هو الذي يقود نحو الإتجاه السليم للرقي والتقدم والسعادة للإنسان، هؤلاء حكموا على أنفسهم بالجمود، وسيستمرون تائهين في وادي الخواء، فالتاريخ يحترم الذين يجتهدون، فيجددون الحياة باجتهاداتهم النابعة من عقيدتهم، والمرتكزة على تعاليم سماوية، فما أحوجنا الى تطبيق تلك المقولة الاسلامية quot;لا تقصروا عاداتكم على أولادكم.. لأنهم خلقوا لزمانٍ غير زمانكم..quot;، إن القوالب الجامدة التي اعشوشبت في الأذهان هي التي تدفع بالمسلمين أن يقاتلوا بعضهم بعضاً كما يحدث الآن في مصر وفي غيرها، والإشكالية الكبرى التي نعانيها أن الذين يرددون الكلمات المعلبة هم يعلمون قبل غيرهم أنها أوقفتهم عند حد محدود في التعامل مع الأشياء، فظلوا يعيشون في القرون الأولى من الاسلام بينما نحن في القرن الواحد والعشرين.. ليت أن البعض من هؤلاء ينظر بجدية الى ظاهرة (الدكتور عدنان ابراهيم)!..
* * *