bull; أيها القلم الشريف الحر.. لا تجزع.. إذا كانت الكلمات الطيبات قد غدت شحيحة كشح قطرات الندى في ظهيرة قيظ جهنمي الرياح!!!
bull; ولا تغضب.. إذا ما الجار أصبح يهرع فزعاً ليوصد بابه بوجه أول جار له!!!
bull; فيا أيها القلم الشريف.. إنه عصر (الخنازير).. والخنازير ndash; فقط ndash; هي التي تلهث غارقة في شهواتها.. مطلقة لرخص الرغائب عناناً تعب منه عهراً وحقارةً ورخصاً!!
bull; ولا شك أنك ستُدمى ndash; منك ndash; الأقدام.. وأنت تبحث عن (القيم) و (المثل).. لأنها غدت تتغير كل يوم ndash; بل كل ساعة ndash; كتغير الأحذية و(الأنعل).. ويداس بها في وحول تشمئز القذارة من فوح جيفتها.. فلا تكل من البحث عن (القيم) و (المثل)..
bull; .. وأما (الشرف).. و (الكرامة).. فقد أصبحتا كما الشمع المكدس في وعاء. ووضع في فرن زمهريري الحريق.. ليعاد صبها بأشكال مختلفة.. حسب مشيئة أصحاب الصول والطول!! ولكن.. أكثر أشكال الشرف الشمعي شيوعاً هي القرون!! فلا تجزع!!...
bull; اكتب كلماتك.. أيها القلم الشريف!!..
لأنها عقد جواهر كريمة قلَّ أن ينفرط.. كلماتك لن تذهب سدى.. فالكلمات الشريفة الصادقة إذا لم تحرك الأحياء فإنها تهز أعماق أرواح الموتى!!!.
bull; وليُسحق الجبناء ndash; الأدنياء ndash; قهراً.. وحقداً.. لأنك بكلماتك تبصق في وجوههم...!!
bull; وأنت ndash; أيها القلم الشريف ndash; لست ممن تباع كلماته وتشترى!!.. إنها زاد لمن يعيها من الجياع إلى الحرف النبيل.. وملاذ تستظل به تلك القلة ndash; القليلة ndash; من الشرفاء.. بعد أن لاحقتها أنياب ذئاب مسمومة الحرف.. ومجرثمة المعنى!!!.
bull; وإذا كانت الخنازير لا تعرف قيمة (الكلمة الجوهرة).. فعليك أن تطمئن لأن كلماتك ndash; هناك ndash; ألف ألف أذن تلتقطها.. وتطرب لجرسها.. وهناك ألف ألف عقل يستوعبها ليجعل منها نبراساً يسير على هداه..
bull; اكتب ndash; أيها القلم الشريف ndash; فهناك الكثير مما يقال..
وإذا حال البطش بينك وبين ما تريد أن تقول.. بين قومك وأهلك.. فأرض الله واسعة.. وكلمة الحق إذا قيلت في المغرب.. فستسمع في المشرق.. فقط.. اكتب.. اكتب.. اكتب!!..