روى البخاري (5094) ومسلم (2252) عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ ذَكَرُوا الشُّؤْمَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إِنْ كَانَ الشُّؤْمُ فِي شَيْءٍ فَفِي الدَّارِ وَالْمَرْأَةِ وَالْفَرَسِ".وقد استاء الكثير من النسوة من هذا الحديث واجتهد المشايخ في تلطيف معناه، ومنهم من ذهب أنه لا يعني التطير من شكل المرأة ولكن من سلوكها. وفي حقيقة الأمر أن سلوك المرأة يهدم كل ما يبنيه الإصلاحيون ودعاة المساواة وإنصاف المرأة. ونحن في أمثالنا الشعبية نقول "يكفيك شر المظلوم إن حكم" وعلى الرغم مما تحويه الأمثال من اتجاهات سلبية، إلا أننا نفاجأ بأن كثيرا منها صواب. فالمرأة لا تعرف حسن الزمالة، والمرأة لا تتخذ قرارا بدون استشارة رئيسها، والمرأة تتمسك بحرفية القانون دون أن تفكر بالمصلحة التي لا تضر أحدا، والمرأة تنسى كل شيء في سبيل الحفاظ على الزوج، والمرأة تشعر بأفضليتها على المرأة العانس أو المطلقة، والمرأة لا تحفظ سرا، والمرأة تصاب بأمراض نفسية تجعلها تفتك بمن يخالفها الرأي.
إن في النفس مرارة شديدة، وخيبة أمل مريرة، إذ أنه بعد كل الأدبيات التي نشرت والمؤتمرات والندوات، لا تزال المرأة تراوح مكانها وتستوي هي والمرأة الأمية التي لا تقرأ ولا تكتب. فهي ترتدي الحجاب لكي تحظى بزوج، وهي تفرط في المجاملات والقبلات العديدة على خدي صديقتها لتغتابها بعد ابتعادها عن المجلس قليلا. والمرأة إذا تزوجت وأنجبت شطبت كل الصديقات من هاتفها وصار نشاطها الاجتماعي مع الأقارب.
في المقابل، نجد الرجل أقل حقدا واستغابة وغيرة ويحتفظ بأصدقائه قبل الزواج، وهو في عمله يحل المشكلة دون استشارة رئيسه إذا كانت المشكلة بسيطة ويمكنه حلها بنفسه. وهو قارئ ومستوعب لما يدور حوله، وهو يقرض صديقه مالا، ويقف إلى جانبه في الشدائد.
هل ذهب كل الحديث عن إنصاف المرأة هباء. وكأن المرأة تحمل على أكتافها إرثا ثقيلا من الظلم فتخرج بنفسية مظلمة وكئيبة، ولا يجدي معها نفعا كل الأدبيات وكل المحاضرات وكل حملات التوعية. ترى كم أمرأة قبلت أن تتزوج برجل متزوج؟ كم امرأة خطفت زوج صديقتها؟ كم امرأة ملأت البيت أطفالا لكي تربط زوجها؟ كم امرأة باحت بأسرار صديقتها وتسببت لها بكارثة؟ كم عدد النساء اللواتي يفهمن ما يدور في الشأن العام؟
إن الأسئلة كثيرة جدا، ولا تكاد النساء اللواتي يحملن الأخلاق الحميدة يشكلن 1%. إلى متى؟ وماذا ينبغي علينا أن نفعل لجعل المرأة تسمو بأخلاقها وتترفع عن الدسائس والمكائد والاستغابة والحقد والضغينة؟ إلى متى؟
&