&
قالت وكالة الانباء السورية إن «العدو الاسرائيلي» شن «عدوانا آثما على سوريا عبر استهداف منطقتين آمنتين في ريف دمشق في كل من الديماس وقرب مطار دمشق الدولي المدني». وأضافت الوكالة ان «لا خسائر بشرية» في الغارتين. وقالت مصادر سورية إن الغارتين ربما استهدفتا مستودعا لصواريخ روسية حديثة كانت معدة لنقلها الى حزب الله اللبناني، وأضافت المصادر ان المطار الشراعي في الديماس قرب الحدود اللبنانية يعتقد أنه مستودع لصواريخ دفاع جوي متطورة تم تسلمها من روسياقبل فترة قصيرة. وذكرت تقارير غربية أن الهجوم استهدف مستودعا للصواريخ المتقدمة من طراز اس -300 كانت في طريقها من سوريا الى حزب الله في لبنان.
&
السؤال الذي يتبادر للذهن هل سيكون هناك رد ما على الانتهاكات الاسرائيلية؟ وحتى اللحظة لم نسمع الجملة التكرارية "سنحتفظ بحق الرد المناسب في الوقت المناسب" والتي تعني اننا عاجزين عن الرد.
&
في صيف عام 2014 وتحديدا في تموز شنت اسرائيل هجوما على غزة بالطائرات والدبابات ولم يحرك محور المقاومة والممانعة ساكنا بل واصل بمهاجمة الشعب السوري ببراميل متفجرة تحتوي غاز الكلور السام. وكشفت التطورات الأخيرة في غزة عورة محور المقاومة والممانعة القبيحة. فضحت غزة هشاشة وعجز هذا المحور الدجال.
&
ظن الساذجون والبسطاء أن ما حدث في غزة كان فرصة ذهبية لمحور الدجل ان يثبت وجوده ويستعيد مصداقيته ويقوم بعون غزة بفتح جبهة في الشمال؟. التزم محور الممانعة والمقاومة الصمت مدركا انه عاجز وفاشل وان عجزه ودجله قد انكشف للقاصي والداني. سئم المواطن العربي من سماع الشعارات القومية والبعث والممانعة وأمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة وكلها شعارات زائفة وكاذبة للخداع لتثبيت سلطة الطاغية السوري. أصوات قديمة أكل الدهر عليها وشرب تحاول اقناعنا أن النظام السوري هو نظام الممانعة والمقاومة. رغم فيضان التصريحات النارية من طهران ودمشق المعادية لاسرائيل إلا أنها تبقى شفهية وشعاراتية ليس الا. ولم تترجم ولو لمرة واحدة إلى الفعل الحقيقي. انتهكت "إسرائيل" المجال الجوي السوري عشرات المرات, وقصفت الكثير من المواقع العسكرية والإستراتيجية السورية, وخاصة في السنوات الثلاث الماضية التي تشهد ثورة شعبية عارمة بقي النظام السوري ساكتا وهادئا.
&
إنها نفس العبارة المكررة التي يستخدمها النظام السوري منذ عقود, والذي أكد الواقع أنها لم تكن سوى سياسة مقصودة مخادعة للضحك على الساذجين في الشارع العربي والقومجيين علما انها تهدف فقط لضمان أمن حدود "إسرائيل" من جهة, واستمرار النظام البعثي المجرم في سوريا تحت غطاء المقاومة الكاذب.
&
اسرائيل لا تريد اسقاط النظام بل تريده البقاء لأنه قدم خدمات جليلة في حفظ الأمن على جبهة الجولان لأكثر من 40 عاما. وظهرت تصريحات اسرائيلية عديدة تفضح دجل وكذب محور المقاومة اوالممانعة بشقيه السوري والايراني.
&
ايران واسرائيل تنسفان أكذوبة المقاومة والممانعة:
&
سؤال راود الكثيرون هو ما ردة فعل حسن نصر الله عندما سمع نائب وزير خارجية ايران يقول في اكتوبر الماضي "إن بقاء بشار الاسد يحمي امن اسرائيل"؟
&
قال حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الايراني، إن «سقوط نظام (بشار الأسد) على يد تنظيم (داعش) من شأنه أن يقضي على أمن إسرائيل»، بحسب خبر نقلته وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء. وتابع المسؤول الإيراني قائلا: «إذا أردا التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد (داعش)، تغيير النظام السوري فإن أمن إسرائيل سينتهي». ولفت إلى أنه لا يوجد لديهم إصرار على بقاء نظام «الأسد» في حكم سوريا الى الأبد، مضيفا «لكننا لن نسمح للإرهابيين بإسقاط أحد حلفائنا الحقيقيين في جبهة المقاومة».
&
يحق لنا ان نسأل عن اي مقاومة يتحدث؟ وما هو رد فعل حزب الله المقاوم والممانع الذي يذبح السورييين؟
&
وثمة تساؤل آخر: ألم يقف النظام السوري ورفيقه الايراني عاجزين تماما امام الغارات الجوية الاسرائيلية المتتابعة على مواقع سورية لمنع نقل اسلحة لحزب الله.؟
&
للتذكير في 11 مايو آيار 2011 قال ابن خال بشار الأسد رجل الأعمال رامي مخلوف لصحيفة نيويورك تايمز انه اذا لم يكن هناك استقرار في سوريا سوف لا يكون هناك استقرار في اسرائيل.
&
كل هذا ينسف أكذوبة الممانعة والمقاومة التي انطلت على بسطاء وسذاج الشارع العربي.
&
واسرائيل نسفت هذه الأكذوبة ايضا:
&
قد يجد البعض انه امرا مذهلا قراءة تصريحات اسرائيلية منسوبة لقادة اسرائيليين وخبراء عسكريين تقول ان سقوط نظام الرئيس بشار الأسد يشكل خطرا كبيرا على الأمن القومي الإسرائيلي، وإن مصلحة تل أبيب هي بقاء هذا النظام واستمراره. في ديسمبر 2013 حذر دان حالوتس قائد جيش
&
الدفاع الاسرائيلي من سقوط الأسد وقال اننا نريد الأسد ان يكون ضعيفا ويبقى في السلطة لأنه التزم بهدؤ جبهة الجولان على غرار ابيه وليس لدينا مشكلة معه.
&
طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي أريل شارون عام 2003 بعد غزو العراق من الرئيس بوش بعدم المس بالنظام السوري الذي حافظ على هدوء جبهة الجولان لمدة 30 عام 1973 – 2003.
&
وفي سياق مشابه كتب الجنرال آفي ديختر وزير الأمن الاسرائيلي ورئيس اسبق لجهاز الشاباك في صحيفة ايديعوت احرونوت بتاريخ 11 ايلول 2012 "ان سقوط بشار الأسد ليس في مصلحة اسرائيل". ونشرت صحيفة معاريف بتاريخ 12 ايلول 2012 ما قاله رئيس هيئة الأركان السابق الجنرال غابي اشكنازي "ان تغيير النظام في سوريا سوف لا يخدم اسرائيل. وبقاء بشار الأسد في السلطة مصلحة استراتيجية لاسرائيل للحفاظ على هدوء الجبهة الشمالية في هضبة الجولان."
&
وفي أيار 2013 كتب افرايم هاليفي في مجلة فورين أفيرز Foreign Affairs Magazine مجلة الشؤون الخارجية الأميركية ذائعة الصيت في العاشر من أيار 2013: "لأربعين عام ورغم عدم وجود اتفاق سلام رسمي بين سوريا واسرائيل الا ان نظام دمشق التزم باتفاق الهدنة بحذافيره منذ عام 1974 وحتى اثناء الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982".
&
وتهديدات قاسم سليماني:
&
ومن صدّق خطبة قاسم سليماني في أغسطس آب الماضي النارية التي قال فيها "إننا نؤكد أننا مستمرون بإصرار على نصرة المقاومة ورفعها إلى النصر حتى تبيت الأرض والهواء والبحر جهنما للصهاينة، وليعلم القتلة والمرتزقة بأننا لن نتوارى للحظة عن الدفاع عن المقاومة ودعمها ودعم الشعب الفلسطيني، ولن نتردد في هذا". هذا هراء لاستهلاك البسطاء والسذجة في العالم العربي والاسلامي.
&
ولا يزال النظام السوري يشن حربا عشواء على شعبه الأعزل منذ عام 2011 ولكنه قرر أن يبقي حملا وديعا صامتا في التعامل مع الاعتداءات الاسرائيلية على الاراضي السورية. ولكن النظام تمسك برده المعروف المتعلق بالاحتفاظ بحق الرد المناسب في الوقت المناسب. (ترجمة: اطمئني يا اسرائيل سيأتي الرد في المشمش).
&
لندن