منذ تسنم الجنرال عبد الفتاح السيسي حكم مصر والشراك المنصوبة من علماء الدين في القاعدة والأخوان المسلمين والسلفيين تنتشر بسحر الرسالة اللغوية وصياغتها عربياً وإسلامياً للشعوب العربية والأسلامية المنذهلة لما يجري بعد إنضمام داعش لتعميم نفس الرسالة السحرية لجذب وتجنيد المسحورين الجهاديين.&

لم ترفض أو تشجب قيادات جحوش الأسلام السياسي وعلماء الدين السحرة تفجير الطائرة الروسية في أرض سيناء وقتل جميع ركابها الأبرياء. وتحقيق السلطات المصرية الدقيق مع عمال وموظفي وفنيي مطار شرم الشيخ لن يحقق النتائج المطلوبة لحد الآن. فلشغف قتل الكفرة، فقد إنضم الى قتلهم مجموعات مصرية خفية مبطنة تُرسل لغة الرسائل السحرية وحور العين الى عمال وموظفون وحراس موالون لتنظيمات السحرة والمسحورين ويعملون في أدارات أمن المطارات وأدخال الحقائب والمواد المتفجرة من الأبواب الخلفية والجانبية وتمريرها " بالبخشيش " بينما تستمر الأجراءات الشكلية بمراقبة حقائب المسافرين بأجهزة الأشعة والتفتيش الألكتروني. وبكلمة أخرى فأن سحر ولايات الخلافة له تأثير الساحر وسحره التخديري التحريضي. فأصبح علماء السحر الجهادي يؤمنون للجهادين بينهم طرق تخفي هوياتهم الحقيقية بدلاً من الأرشاد والهداية والتسامح وإنسانية الأديان أطلاقاً.&

روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ ) قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: (الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ).&

لم تكتمل عقبة طي صفحات الخلاف الزمني وغباء الإشادة والثناء بمن تسلقوا سُلِّم "عملوا الصالحات" بالنفاق والقتل وتفجير أنفسهم وآخرين. وصفحات هذا الخلاف مازالت تقطر دماً لإلتصاق قوى وفصائل الارهاب معهم ولم تُثني معاهد الإرشاد الإسلامية ومدارس الشريعة المعتمدة سحرة الفتاوى والمسحورين واليائسين من الحياة المنتظرين الإلتحاق بنساء الجنة بجهاد السفيه والجاهل واليائس. ( أفنؤمن كما آمن السفهاء) وقوله عز وجل ( وماأرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليُبيَن "، أي ليبين لهم وبلغتهم و ليس على لسان الأمم بدليل وهداية. ومازالت لغة وصف مجاهدي الأرهاب و شريعة رفض أعمالهم مُشجعة من علماء التكفير الديني. وفي حالات، واهية غامضة وركيكة والمعاني كي يندموا ويحاسبوا ويُقتَصُ منهم على إرتكاب جرائم إرتكبوها بأسم الجهاد والشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ والتهجير والتشريد وترميل النساء ومايرافقها من أهوال.&

الإبادة الجماعية لعرب العراق وسوريا من شيعة وأكراد وأقليات مسيحية بطريقة النازية الألمانية وفضاعتها لم تتوقف وينعق ضد عروبتهم وأصلهم من أحتضن العلم الإسرائلي وتركه يرفرف في عواصم بلدانهم. لم يشهد التاريخ قديماً او حديثاً هجمة همجية كالتي تواجهها شعوبنا العربية من عناصر لاتمثل العقيدة الإسلامية ولا حقيقة رسالة القرآن من قريب أو بعيد.&

وعلماء المسلمين الراشدين منهم لم يتعاونوا بإتزان وبجهد مخلص لوقف الدعم في العلن وفي السر للإرهابيين ومموليهم. وحقاً أنه من المؤسف ان العديد منهم توارثوا العادات والتقاليد القريشية في القتل والذبح والصراع الخرافي، ولم يتحكموا في مناهج طلبة الصفوف الابتدائية لنبذ أحكام وفتاوى الشريعة المخالفة للدين الأسلامي والمضادة للسلوك الأجتماعي، وسكت البعض منهم على السلوك التربوي الديني وتراجعت أرضية الأرشاد الى أرضية أفعال ألأمر اللغوية المحددة التوجيهية من سحرة رجال دين وحث المسحورين: قاتلوا وجاهدوا وأقطعوا الأعناق وانكحوا ماطاب لكم من زوجات وما ملكت إيمانكم واضربوهن في المضاجع، في نشوز إجتماعي منحرف وبعيد عن الهداية والتقويم وألايمان الذي تلاحق وتغيَر بالتطور الزمني.&

السحر هو ذاك التأثير والطريقة التي تقوم بتغيير حالة شيء وتفقد للشخص حواسه وفطرته بفعل قوى أو تأثيرات أفلام مُعينة تُمارس تجاه هذا الشخص المُراد التأثير عليه. ويعتقد البعض أن بإمكان هذه التأثيرات خرق قوانين الطبيعة. العادات والتقاليد والقيم والأعراف والأميّة والجهل تتسبّب بطريقة مباشرة في انتشار ظاهرة ممارسة السحر وترتبط بدرجة ومستوى العلم والثقافة والأميّة والغنى والفقر والتديّن. ولقد حرّم الدين الإسلامي السحر والشعوذة. وفي الإسلام يعتبر كلُُ من الساحر ومن أتاه وصدّقه كلاهُما كافراً. وقد حرّمت الديانات اليهودية والمسيحية كذلك السحر والسحرة المشعوذين.

لقد قضى هؤلاء السحرة على مبدأ المساواة بين المؤمنين بالتكفير العشوائي ولغة السحرة بينهم. وهو أمر جعل الغربيون يتسائلون: لماذا لم تستطع الملايين من المسلمين المؤمنة بالقرآن وعلماء وزعامات وشيوخ دور العبادة التخلص من داعش السحر وسمحت بلدانهم اساءة هذه الفئة المارقة لمعتقداتهم ؟ ومازالت دولنا تستجدي دور التحالف العسكري الأمريكي والروسي والأوروبي لتأمين الأستقرار المطلوب مجتمعياً.

دورُ علماء الدين لم يكن يوماً متكاملاً، ولاتتوقع مساهمتهم كشف من أسهمَ في إرتكاب الجرائم الوحشية اللاإنسانية وتبقى رسالتهم للعالم الإسلامي قتل البشر والعلم و تحطيم الإبداع العقلي مع أن الخالق حذر من الشيطان وأرسل رسالة الخير الى البشر كما علمَنا بها أنبياءه و رسله وأعطونا الهدى والهداية والسلام.

&

كاتب وباحث سياسي&

&