عندما يتحدث ديفيد بتريوس قائد القوات الامركية السابق في العراق امام الكونكريس عن ضرورة تقديم المزيد من الدعم للقوات العراقية والبيشمه ركه يؤكد بصورة غير مباشرة ما سبق وان صرحت به قيادات كوردية حول توقف دعم التحالف الدولي لقوات البيشمه ركة منذ ما يقارب الاربعة اشهر مع ان هذه القوات تعرضت خلال الفترة نفسها للاسلحة الكيماوية في منطقتين على الاقل وبحاجة ماسة الى الاجهزة الكاشفة عن الالغام وكيفية التعامل معها.
&
توقف الدعم الدولي لبيشمه ركة كوردستان و قوات المقاومة البطولية في غربها يثير اكثر من تساؤل حول مدى جدية التحالف الدولي في الوقوف بوجه وجود وتمدد ما يسمى بالدولة الاسلامية والجرائم البشعة التي تقترفها هذه العصابات المنفلتة خاصة والعالم اجمع يشهد ويعرف بان قوات البيشمه ركة والمقاومة الوطنية الكوردية هي خط الدفاع الاول عن الحضارة الانسانية في هذه المنطقة الملتهبة من الشرق الاوسط ولولا هذه المقاومة على الارض لكان تأثير وتمدد داعش وعصاباتها اكثر بكثير مما هو عليه الان.
&
ان توقف الدعم الضروري والحيوي وعدم منح البيشمه ركة اسلحة نوعية فعالة وهزالة الطلعات الجوية التي تشنها طائرات التحالف الدولي وعدم فعالية هذه الضربات في كثير من الاحيان يمد في عمر هذه العصابات الارهابية ويمنحها الفرصة لتثبيت مواقعها وقواعدها اللوجستية واعادة تنظيم قواتها والمضي قدما في حربها المجنونة ضد الحضارة البشرية لا في المنطقة فحسب وانما منحها الفرصة لتتمدد الى مختلف دول العالم وهو ما يحدث حاليا.
&
وقوف الشعب الكوردي وحيدا في ساحة المواجهة غير المتكافئة ضد الارهاب العالمي دون حصوله على الدعم والمساعدات العسكرية والمالية والتقنية وايضا ميوعة موقف التحالف الدولي المناهض للارهاب ان استمر يشكل كارثة حقيقية وسيكلف العالم المتحضر ثمنا فادحا ومزيدا من الضحايا والماسي ليس اقلها هجرة مئات الالوف من سكان المنطقة في اكبر نزوح جماعي بعد الحرب العالمية الثانية الى دول العالم وموت المئات منهم على طريق الموت المرعب.
&
المفروض والمطلوب من التحالف الدولي ومن الولايات المتحدة الامريكية تقديم كل ما من شأنه تقوية الجبهة الكوردستانية ضد الارهاب الذي يهدد الجميع دون استثناء هذا اذا كان التحالف الدولي حقا صادقا في تصديه للارهاب العالمي ولا يستغل كل طرف فيه هذه الحرب لتحقيق اجنداته ومصالحه الخاصة.
&
مصداقية التحالف الدولي ضد الارهاب قطعا مرهونة بمدى تقديم العون للشعب الكوردي الذي يضحي بابنائه وبناته على الارض دفاعا عن الحرية والعدالة والسلام والتراث الانساني وفي مواجهة اعتى قوة همجية دموية غي عالمنا اليوم فهل من يسمع؟