ممكن لأي مراقب دقيق يقرأ الهزيمة القريبة المقبلة للمجاميع السياسية الحاكمة في العراق منذ نيسان 2003 أنها كلحظات الاحتضار الاخيرة لحيوان هلامي عبث وعاث بمقدرات العراق والعراقيين فكانت النتائج كارثية بكل المقايس الانسانية والوطنية والدينية، وهذا واقع أسود ظلامي أشترك به عمال السياسة لكل المكونات العراقية. وماأشبه هذه الايام باخر ثلاث أعوام من حكم نظام صدام الساقط فلقد كانت حينها علامات أحتضار النظام واضحة للعيان رغم الضجيج الأعلامي وقرقعة السلاح المرتفعة ناهيك عن ضجيج خطابات النصر المزعوم.وايضآ أستعراضات فدائي صدام ومايسمى جيش القدس. قد يقابل ذلك في وقتنا الحالي أستعراضات من نوع أخر يحاول ابرازها د. العبادي لإنقاذ مايمكن أنقاذه من الانهيار المقبل من خلال أستعراضات (الاصلاحات) التي أثبتت الايام أنها أقرب للضجيج الأعلامي من محاولة تغير جوهر الكارثة، مع الاشارة الى أن العبادي لايتحمل هذه الكارثة وتفاصيلها بل هي نتاج طبيعي لفوضى الحكومات المتعاقبة التي سبقته مدعومة بدورات برلمانية شكلية أقرب الى القطيع بيد الراعي الذي يكون رئيس القائمة المعنية!
.
النظام السياسي الحالي في العراق أنتهى هذه حقيقة يجب التعامل معها من الآن. وقد تكون هذه النهاية نسبية بسبب ظروف الحرب المصيرية التي نواجهها مع الارهاب، لكن حتى هذه الحرب لن تكون عامل مساعد لاستمرار هذه القطعان بالتحكم بمقدرات البلد نحو القاع الاخير للهاوية.و معنى النسبية هنا أن السقوط سيكون ليس بضربة واحدة ولكن لن يطول الى عشرة ضربات بل سيثلم وفي أقرب فرصة جزء كبير من هذا النظام وسيبقى جزء أخر سجل مواقف مشرفة في جبهات القتال وحتى هذا الجزء سيواجه تحديات سياسية وأقتصادية أخرى ليس بالضرورة ينجح بها كما نجح في جبهات القتال.
&
ولابد من الآشارة إن التظاهرات الأسبوعية بشكلها (الترفيهي) الحالي ذات الأجندة المقلقة في بعض جوانبها لن تكون السبب في أسقاط هذه القطعان السياسية، بل ستكون كلمة الشعب في لحظة أنفجار تاريخية غير مسبوقة للكبت المتراكم.
أن احتضار النظام كان ومازال بسبب حكم العوائل والعشائر والأحزاب والآنساب والاولاد&على حساب أبعاد الكفاءات وغياب العدالة الاجتماعية التي أدت بالبلد الى تدهور عسكري وأقتصادي غير مسبوق. لذلك أصبحت ضرورة ان تجهز نفس قاعة محاكمة صدام وضرورة أكبر لاسترجاع حبل المشنقة من (أحدهم) الذي سرقه دون وجه حق ووضعة بسادية غير مسبوقة في غرفة استقبال الضيوف في أحد قصور الشعب المسروقة التي أستولى عليها قطعان اليوم. أنها لحظات الاحتضار الآخيرة.
جهزوا القاعة والحبل.
&
&