إن التاريخ الشخصي لمسعود البرزاني وتربيته وثقافته، كلها تؤكد بأنه لن يسلم طواعية، وأنه سيقاتل حتى أخر رمق، كي يحتفاظ بالسلطة والنفوذ، والمال الذي سرقه هذا المستبد والغاصب للسلطة.

وأي محاولة لإزاحته عن السلطة بالقوة، من قبل الأطراف الكردية الإخرى، سيجر هذا الطاغية الإقليم إلى حرب داخلية، أسوء من تلك التي خاضها هذا المهووس بالسلطة عام 1991 ضد الإتحاد الوطني الكردستاني. وذلك بسبب حصوله على أموال طائلة، حصل عليها بطريقة غير شرعية، جراء بيع النفط الغاز بشكل مستقل. وثانيآ حصوله على أسلحة وعتاد عسكري كبير، من الغرب بهدف محاربة داعش، لكنه إحتفظ بجميع تلك الأسلحة لنفسه، ورفض تقاسمها مع "شريكه" في الحكم الإتحاد الوطني الكردستاني.&

وهذا الشخص مستعد، لأن يفعل أكثر مما فعله المجرم بشار الأسد بسوريا وشعبها، عندما طالبه السوريين بالرحيل عن السلطة، ومنحهم المجال لكي يختاروا قيادة جديدة تقودهم، حتى ينعموا بشيئ من الحرية والكرامة الإنسانية. وبالمناسبة هناك قواسم مشتركة كثيرة، تجمع بين هذين المستبدين وعائلتهم. فكلا الشخصين وصل للحكم عن طريق الوراثة، ولا يتمعان بأي ثقافة وحضور، ويتعاملان مع شعبيهما كما يتعامل المالك مع العبيد، وكل منهما يعتبرالبلد الذي يحكمه ملكه الخاص، ولهذا يتعاملون مع كل من كردستان وسوريا كمزارع.&

والأمر الأخر الذي يتشاركون فيه، هو تركيز الحكم في يد العائلة، والسيطرة على كافة المواقع الحساسة، مثل الأمن، العسكر، المال، النفط والإعلام. هذا ما عدا عملية الفساد والإفساد المنظم، الذي تمارسه كلا العائلتين على الطريقة الإيطالية.

ولهذا لا بد من تدخل غربي قوي لدفع هذا الطاغية إلى خارج السلطة بطريقة سلمية،&ولكن معلوماتي تقول، بأن الغربين ليسوا بهذا الوارد، وأخر شيئ يمكن أن يفكروا به هو إحلال الديمقراطية في إقليم جنوب كردستان، وخاصة في هذه الظروف التي تمر&بها المنطقة وتحديدآ سوريا والعراق. ومن هنا يمكن القول، لا مجال أخر أمام القوى السياسية الكردستانية، سوى توحيد موقفهم وجهودهم لمواجهة الوضع كفريق واحد، داخل البرلمان أو خوض الإنتخابات معآ لهزيمة البرزاني وزمرته. لأن اللجوء إلى القوة سيدمر الإقليم، وثانيآ البرزاني أقوى منهم عسكريآ، ولهذا يتعامل بهذه العجرفة مع الأخرين، وأقدم على منع رئيس البرلمان من دخول مدينة هولير والتوجه إلى مكتبه، خلافآ للدستور، وكافة القوانين المعمولة بها في الإقليم.&

البرزاني سوف يماطل في البحث عن حل للوضع الراهن، وسيفعل المستحيل لإفشال أي جهد حقيقي يبذل في هذا الإطار، وسيفتعل المشكلة تلو الإخرى، للتهرب من موضع إنتخاب رئيس جديد للإقليم، تمامآ كما يفعل إبن صديقه بشار الأسد في سوريا.

إن إلتزام الصمت من قبل الإتحاد الوطني والأحزاب الإسلامية، حيال تصرف البرزاني على أنه مازال رئيسآ للإقليم، من إستقباله للضيوف بصفة رئيس الإقليم، وقيامه بزيارات للخارج بنفس الصفة، سيدفع بالبرزاني لأن يتفرعن أكثر، وهذا سيشكل خطرآ على هذه القوى في المستقبل. وأنا لدي تخوف حقيقي، بأن تتحول تلك الأحزاب إلى مجرد هياكل عظمية لا روح لها، كما جرى مع أحزاب الجبهة الوطنية السورية بقيادة حزب البعث الفاشي.&

وأرى غيومآ داكنة تتجمع فوق سماء إقليم جنوب كردستان، بسبب رفض البرزاني وعائلته مغادرة السلطة بطريقة سلمية، بعد إنتهاء مدته الرئاسية. ويلوح في الإفق بوادر حرب كردية داخلية، وعلى جميع العقلاء في عائلة البرزاني وحزبه، أن يعوا لما يحيط بالإقليم من جراء تصرفات هذا الشخص المستب وإبنه وصهره، وبقائهما في هرم السلطة. ولا حل أخر أمام الإقليم وسكانه وقواه السياسية، سوى التخلص من تسلط عائلة البرزاني على مقاليد الحكم.

خلاصة القول، إن مسعود البرزاني لن يسلم السلطة، إلا لملكوت الموت عزرائيل، حاله في ذلك، حال العقيد معمر القذافي، دكتاتور ليبيا السابق.