&من وجهة نظري ووجهة نظر معظم الكتاب والمؤرخين، إن حكيم أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا يعتبر واحد من أعظم رجال السياسة وحكماء العالم عبر التاريخ. فقد ناضل وضحى من أجل قضية شعبه، دون أن يطمع في السلطة والتكسب منها، وشاهدنا جميعآ كيف زهد بالحكم وغادرها طواعية، دون أن يسمح لأحد من أفراد عائلته من التوزير أو الإستفادة من إسمه. وبذلك ضرب مثلآ في الأخلاق وبقيا كبيرآ، أكبر من أي منصب، ولهذا إحتل مكانة رفيعة في قلوب أبناء شعبه وكافة شعوب العالم، مكانة لم يستطيع أحد يسبقه إليها من قبل.&

سؤالي: لماذا لم يقتد مسعود برزاني بحكيم أفريقيا، مادام زاهدآ بمنصب الرئاسة كما يدعي أتباعه؟؟

أعلم إن الكثيرين من الإخوة القراء، سوف يقولون المقارنة بين الشخصين لا تجوز، بسبب حجم قامة كل واحد منهما، وهذا صحيح. إن الذي دفعني لإختيار هذا العنوان لمقالتي، هو سعي بعض أتباع برزاني مقارنته بعظماء العالم من أمثال حكيم الهند&

المهاتما غاندي.

لو كان برزاني حكيمآ وزاهدآ بالحكم كما يدعي مريده، لما كان هذا هو حال الإمة الكردية، ولما تمسك البرزاني بزعامة الحزب لخمسين عامآ مضت، ولم أتى إلى رئاسة الحزب وسدة الحكم بالوراثة مثله مثل بشار الأسد. ولا سمح أيضآ لأفراد عائلته أن ينهبوا ويسرقوا ويستولوا على كافة المناصب الحساسة في الإقليم، تمامآ كما فعل بشار الأسد وعائلته في سوريا، ولما قتل البرزاني من الكرد ألاف الأبرياء من أجل السلطة والمال. وبعد عشرة سنوات قضاها في منصب رئاسة الإقليم، مازال يفعل المستحيل من أجل البقاء في ذات المنصب لدورة رابعة !!! فهل هناك زهد أكثر من هذا الزهد؟؟&

برأي عندما يفقد الإنسان الحياء والأخلاق، يمكن له أن يتفوه بأي كلام، ويمارس أي عمل، وهذه هي حالة المرتزقة الذين يحومون حول البرزاني ويعتاشون على فساده وفساد عائلته. وإلا لم سمحوا لأنفسهم بمقارنة شخص مستبد مثل برزاني بحكيم الهند، الذي يعتبر واحد من أكبر رجالات العالم عبر التاريخ. إن كلام هؤلاء الإنتهازيين تذكرني بكلام بعض أعضاء مجلس الهرج «الشعب» السوري، عندما قالوا من حق الأسد أن يحكم كل العالم، لعبقريته وقداراته القيادية الخارقة !!

أدعو السيد برزاني أن يرحل عن الحكم، ويترك الشعب الكردي في جنوب كردستان، أن يختار قيادته بنفسه بعيدآ عن لعبة التوافق (فيفتي- فيفتي)، التي لم تجلب للكرد سوى الويلات والمأسي، ولم تخدم إلا مشيخة كل من برزاني وطالباني.&

وأقول لأيتام برزاني، إن تلك الحجج التي تتحججون بها، سمعناها منكم أيام والد مسعود برزاني أيضآ، وهي نفس الحجج التي يتذرع بها نظام الأسد وأيتامه من أجل البقاء في السلطة، وهذه الحجج هي: نحن في حالة حرب مع العدو، الوطن يتعرض لمؤامرة خارجية، ليس هناك شخص أخر قادر على قيادة البلد في الظروف الراهنة سوى هذا الولد.

وختامآ أقول للسيد مسعود برزاني إن كان فعلآ يحترم دستور الإقليم، فليذعن له كما يذعن جميع قادة الدول الديمقراطية لدساتير بلادهم، ويغادرون السلطة بدون أي ضجة أو شوشرة، وينتقلون للعمل في الحقل الفكري أو الإنساني كما فعل كلينتون على سبيل المثال، ويفسحون المجال لجيل جديد من السياسيين الشباب ليتصدوا للحكم.&