&تتوالى صور و ممارسات التدهور في الوضع الأمني العراقي و تتعملق الميليشيات الطائفية التي تمارس الجريمة المنظمة و تنفذ أجندات خارجية، وترسم بظلالها الدموية الخطوط الرئيسية لعملية ( تقسيم العراق ) لكانتونات طائفية ضمن خطة مركزية للإحلال و التبديل الديموغرافي و المذهبي للمدن العراقية ووفق أسلوب يتشابه تماما و أسلوب العصابات الصهيونية في ممارسة أقصى درجات الإرهاب الدموي ضد المدنيين و دفعهم للهجرة و الهروب وهو ما تجسد بوضوح في معارك ديالى التي خاضتها عصابات الحشد الطائفي وحيث تم منع السكان الأصليين من العودة لمناطقهم و مساكنهم تحت طائلة القتل! وهو ماحصل فعلا و ميدانيا في مجزرة بروانة الطائفية القذرة وحيث تم قتل أكثر من 72 مواطنا عراقيا بدم بارد أمام عيون أهاليهم و الأجهزة الأمنية أيضا؟ ولعل في عملية إختطاف وقتل الشيخ قاسم الجنابي ورفاقه من قبل ميليشيات بدر مؤخرا دليل مضاف على إستهتار تلكم الميليشيات بجيش الدولة و أجهزتها الأمنية و تحولها لمركز قوى فاعل في محاولة لإلغاء الدولة و أجهزتها و إستبدالها بعناصر الميليشيات التي تريد التحول لدولة طائفية متكاملة الأركان، لقد أعرب السياسيون العراقيون عن رفضهم لما يجري وخصوصا في معسكر القوى السنية و القوى الوطنية الليبرالية الرافضة لما يجري من حث وحشد طائفي و عمليات قتل ممنهجة و مبرمجة وفقا لأجندات طائفية واضحة لا تخطيء العين الخبيرة قراءة دلالاتها و معانيها!، في الجريمة الأخيرة التي توجت قائمة الجرائم الطائفية ذات الطبيعة الإستئصالية تكمن كل أسباب وعوامل الحقد و الضغينة المؤدية لإنفجار العراق و تشظيه، فقبل أيام قتل عدد من أئمة السنة في البصرة بجنوب العراق و تحديدا في قضائي الزبير و أبي الخصيب بدم بارد على يد ميليشيات طائفية معروفة دون أن تكشف السلطات المحلية أو المركزية عن القتلة أو تقدمهم للقضاء!!، بل زاد الطين بلة عبر إقدام نفس العصابات الطائفية المتطرفة ذات الحمولة الإرهابية الرجعية بقتل أربعة من فناني البصرة في أبي الخصيب! لكونهم أقاموا حفلة غنائية!!؟.. كل تلك الجرائم البشعة وحكومة البصرة المحلية لاخبر جاء ولا وحي نزل؟ حتى تحول إرهاب السلطة ليكون هو الحالة السائدة في عراق يزحف على بطنه من الفشل الذريع.!.&
لقد طالبت القوى الوطنية العراقية بنزع سلاح الميليشيات وحصر السلاح بيد الدولة حصرا وقواها الأمنية؟؟ وهو مطلب خرافي لن يجد أبدا تطبيقاته على أرض الواقع؟ فالحكومة أصلا هي حكومة ميليشيات طائفية مسلحة؟ والموكل بإدارة وتنفيذ هذا الأمر وهو وزارة الداخلية هو أصلا أحد زعماء تلك الميليشيات المسؤولة مسؤولية مباشرة عن قتل العراقيين؟ وهي منظمة أو عصابة بدر التابعة للحرس الثوري الإيراني والتي يقودها هادي العامري ويعد وزير الداخلية محمد سالم الغبان أحد رجالها القياديين ثم أن عصابات طائفية خطرة و مسعورة من أمثال ( العصائب ) أو ( كتائب حزب الله) العاملة ضمن إطار مايسمى بالحشد الشعبي باتت اليوم أقوى من الدولة وأجهزتها الأمنية و العسكرية بكثير، بل أن الدولة بأسرها تخضع لها و تأتمر بأوامرها بعد أن إستباحت جميع قطاعاتها المركزية وباتت تفرض أجنداتها الخارجية أصلا على الواقع العراقي؟ فيما تحول البرلمان العراقي لظلال باهتة، وفشلت العملية السياسية الكسيحة أصلا وتحولت لأطلال وخرائب، وساد منطق العصابات الطائفية ليطغى على صوت العقل و الحكمة وباتت جثث العراقيين نهبا مشاعا لتلكم العصابات السائبة المعروفة الإسم والهوية.
لقد تم التعرف منذ اللحظات الأولى على هوية منفذي الإغتيال الإجرامي البشع للشيخ قاسم الجنابي ورفاقه، فماذا فعلت السلطات؟ لاشيء بالمرة لكون حاميها حراميها!! ولكون رئيس الحكومة حيدر العبادي تحول لأشبه باليتيم على مأدبة اللئيم! وهو أصلا رئيس حكومة ميليشياوية لايستطيع نزع سلاح نملة طائفية واحدة.
الأوضاع في العراق تتجه نحو نهايات دموية تقسيمية واضحة في ظل عجز السلطة القاتل عن كبح جماح ميليشياتها التي تغولت لتلتهم حتى صانعيها كوحش فرانكشتاين الخرافي تماما.&
بصراحة تامة.. مالم يتم نزع سلاح الميليشيات الطائفية فإن العراق سينفجر حتما. والمشكلة الجوهرية هي أنه لا أحد في العراق اليوم يستطيع نزع سلاح تلكم العصابات الإرهابية.
العراق في مهب الريح وفي طريق السقوط والإنفجار الكبير مالم تحدث معجزة.
التعليقات