لعبة القط و الفار تستمر في العراق بين الجيش العراقي و ارهابيي داعش على حساب العوائل العراقية فهي الخاسر الوحيد في هذه اللعبة التي تدور في المحافظتين صلاح الدين و الانبار و التي احرقت الاراض فلم تبق لا اخضرا و لا يابسا فيها.

ان لعبة القط و الفار بدات في محافظة الانبار فكان ارهابيو داعش قد سيطروا على الفلوجة و انطلقوا منها نحو اقضية الانبار لتدور معارك كر و فر مع الجيش العراقي مع نصر و خسارة لكلا الطرفين و عدم وجود اسرى لان الاسير في هذه اللعبة يقتل، وبعد مدة من الزمن و محاصرة الفلوجة من قبل الجيش العراقي انطلق ارهابيو داعش نحو الموصل معلنين اسقاطها و بعدها صلاح الدين بسبب انسحاب او هروب الجيش العراقي فكانت النتيجة تحول الجهد العسكري الى محافظة صلاح الدين و ترك الانبار نظرا لانخفاض النشاط الارهابي فبدا الجيش العراقي التحشيد مدعوما بظهور الحشد الشعبي لتحرير صلاح الدين و بعد معارك ضارية و شهداء للجيش و الحشد و عوائل المحافظة و قتلى من داعش و انتشار فتنة طائفية في الداخل العراقي تحقق النصر المكلف جدا بالارواح و العتاد على ارهابيي داعش و تحرير المحافظة عاد الارهابيون الى محافظة الانبار مرة ثانية لتسقط بكاملها بيدهم بعد انسحاب او هروب الجيش العراقي حيث ناشد رئيس الوزراء حيدر العبادي الحشد الشعبي للذهاب الى معركة الانبار بدلا من الجيش العراقي، وهكذا تستمر اللعبة هجوم ارهابيو داعش انسحاب او هروب الجيش العراقي دخول الحشد الشعبي و تحرير المحافظة لينتقل الارهابيون الى المحافظة التالية، اما اسباب استمرار اللعبة فهي كثيرة منها ضعف الجيش العراقي و اقالة الضباط الكفء و الاعتماد على خريجي الدورات العسكرية الجدد معدومي الخبرة و دمج قادة المليشيات مع اعطائهم رتب عسكرية، ضعف التسليح مع قلة الاسلحة النوعية و عدم معرفة استخدامها.

وزير الدفاع مهندس و ليس عسكري محنك حيث لا يملك الخبرة في وضع الخطط العسكرية و تحديد عتاد الهجوم مع عدم معرفة تقدير الموقف العسكري على الجبهة الامامية و هذه الاسباب موجودة في باقي قيادات الجيش العراقي و الحشد الشعبي و مراكز المسؤولية مايجعل تحليل الجنرال لويد اوستن قائد المنطقة الوسطى في الجيش الامريكي صحيحا حيث قال “ان النقص الذي يكمن في السيطرة و التخطيط و الروح القتالية ادى لسقوط المحافظة”، ان الحل الافضل لتحقيق النصر هو تنازل الحكومة العراقية و الاعتراف بصعوبة تحقيق النصر في المعركة و طلب تدخل قوات برية اجنبية ان كان التدخل الجوي لايحسم فكما حدث في عملية قتل ابو سياف القيادي في داعش و ثلاثة من قادته بانزال قوة امريكية و معركة قصيرة تم القضاء على اربعة رؤس كبيرة في داعش باختصار و دون القاء لوم الفشل العسكري على الاخر و تبادل الاتهامات و تقديم الاستقالات للهروب من المسؤولية فهذه المرة لن تستطيع السواعد العراقية و الجهود الوطنية و الاناشيد التعبوية والزيارات السياسية حل الازمة و تحقيق النصر الا بتعاضد سواعد دولية و امريكية لوضع نهاية للعبة القط و الفار.

&