نسب الى السيد حنين القدو، احد ممثلي الشبك، ان الكورد يحاولون ان يغيروا هوية سهل نينوى بمنح هوية كوردية له، واستنادا الى هذا التصريح الناري والذي لا يتناسب مطلقا، لا مع الزمان ولا مع الاحداث والواقع القائم في سهل نينوى، بعد احتلال داعش له، خرجت تصريحات وتعليقات اشورية تندد بالمحاولة الكوردية المزعومة. ومنطقيا ومن خلال تفحص مطلقي هذه التصريحات والعليقات، رغم انهم يختفون اغلبهم خلف تسميات اخرى، يدرك الانسان انهم ليسوا من اهل سهل نينوى، بل ممن يستهويهم النقد لاجل النقد او ممن لهم فوبيا خاصة من الكورد. فالكورد لا يمكنهم تغيير هوية سهل نينوى وان شاؤا ذلك، التغيير ياتي من اهل سهل نينوى انفسهم، حينما يجدون انفسهم اقرب لاقليم كوردستان من البقاء ضمن محافظة نينوى او الارتباط مع بغداد، الحل الذي اعتقد ان السيد حنين القدو يروج له لاسباب ايديولوجية ومذهبية خاصة بيه.

السيد حنين القدو معروف الاتجاه والهوى، وهذا حق له، ولكنه ان اعتقد انه يمثل سهل نينوى او الاكثرية فيه او حتى الاكثرية الشبكية، فهو باعتقادي خاطئ لان الامور تتغير ولم تعد الشعارات السابقة تغري احدا.

شبكيا هنالك نسبة كبيرة منهم، باتت وبعد ممارسات داعش القمعية والارهابية وخصوصا تجاه كل مكونات المنطقة، تفكر بان التعايش وضمان الحقوق، مع اطراف تؤمن بالتعددية افضل بكثير من الركض وراء شعارات طائفية تجعل الجميع في فوهة مدفع يقتل الاخرين وينفجر بذاته. فالشبك المنقسمون بين السنة والشيعة باعتقادي راوا حقيقة ممارسات الاطراف الدينية فكل من يمتلك القوة وباسم اي طرف سيقوم باضطهاد قسم منهم بلا ادنى شك. فرغم ان بعض الشبك مدعومين بتحالفهم مع التحالف الوطني، ارادوا اظهار قوتهم على الاشوريين (المسيحيين) من خلال فرض بناء حسينيات واكاديميات دينية في مناطق المسيحيين، ودون وجه حق او حتى دون وجود ضرورة لها، الا انهم تلقوا وخصوصا الشيعة منهم ضربة كان يجب ان تصحي السيد قدو وغيره، بان تحالفاتهم خاطئة وخالية من اي بعد مستقبلي.

اشوريا، يكاد المرء يحتار بطروحات بعض الاطراف المعارضة ليكون سهل نينوى جزأ من اقليم كوردستان، رغم ان ذلك وبامتياز مصلحة قومية لهم وللاقليم، الا ان التاريخ المشترك والملئ بمواقف خيانية ضدهم من قبل بعض الاطراف الكوردية، يقف في وجه اي نظرة مستقبلية وبناءة لديهم. وهذا الامر يعني خنق اي مبادرات او توجهات متعددة بما يوفره ذلك من اوراق سياسية يمكن ان يلعبوها في طروحاتهم السياسية مع مختلف الاطراف.

لنفترض ان سهل نينوى سيكون من نصيب الحكومة المركزية،وهذا ما يطالب به البعض، وهذا يعني حتما سلخه من محافظة نينوى والحاقه ببغداد مباشرة، ليس كاقليم خاص، بل تشكيل خاص. ان ما طرحته هو الاحتمال الاكبر او الاكثر قدرة على التطبيق اوحتى الاكثر طرحا. سيدار حسب رغبة الفئة الحاكمة والتي لا يستبعد ان تبقى ذات توجهات دينية مع افق ضيق، واذا كانت هذه الفئة قد دعمت سابقا عملية تحويل مناطق شعبنا لصالح طائفة معينة من خلال بناء مؤسسات دينية لا حاجة لها اصلا وفي مواقع تعود لمسيحيين، وحينما كانت مناطق سهل نينوى تتبع محافظة نينوى، فكيف سيكون الحال لو تبع بغداد؟!! كما ان الامر سيواجه نفس الصعوبة مع بعض السنة العرب في حالة طلب انظمامه الى اقليم كوردستان.

سألت شخصية دينية رفيعة مرة، لماذ تطالبون بضم سهل نينوى لبغداد، فقال لا اعرف ولكن هكذا يقولون! الواقع انها اجندة فئوية وليست مصالح قومية تلك التي تدفع بهذا الاتجاه، فكل من له اطلاع ولو قليل على الواقع الديموغرافي لابناء شعبنا الاشوري لادرك بلا اي شك، ان انضمام سهل نينوى لاقليم كوردستان هو افضل الحلول لشعبنا، لان امتداد شعبنا هو في الاقليم وليس في بغداد، بغداد كانت محطة، استوعبت مهاجري القرى التي تم حرقها في الغالب من قبل القوات الحكومية او المتحالفة معها والتي سميت فرسان صلاح الدين (شعبيا سميت الجتة). وانضمام طرفي شعبنا المتواجدين فيه وفي قراهم واراضيهم الاصلية والذين في سهل نينوى سيقوي موقعهم الديموغرافي.

ماذا لو التقت المصالح في المقترح الذي لم يتبناه احد رسميا لحد الان، اي ربط سهل نينوى باقليم كوردستان؟ ولانني لا اعلم المصلحة الكوردية حقيقة الا بضم مجموعة من القرى الكوردية والازيدية الى الاقليم باعتبارهم كوردا، فاترك جواب الامر وشرحه للاخوة الكورد.

لا احد يمكن ان ينكر ان هناك تغييرات ديموغرافية قد حدثت بفعل ما قامت به داعش من احتلالها للمنطقة ودفعها كل من لم يواليها الى الهجرة والهرب. ولكن الاختلاف قد يحدث عن حجم هذا التغيير وما طاله كل مكون من مكونات سهل نينوى من المسيحيين والازيدية والشبك والمسلمين الاخرين من السنة. وحيث انه لم يكن هناك اكثرية غالبة في منطقة سهل نينوى ومنذ زمن بعيد، بعد ان طاله التغيير الديموغرافي ابان حكم صدام حسين، فالواقع كان يقول ان الايزيدية والكورد وبعض الشبك والمسحيين سيؤيدون انضمام سهمل نينوى الى اقليم كوردستان. لانهم يدركون ان مصالحهم الاقتصادية والقومية هي مع هذا الارتباط، وعلى اساس هذه الرؤية اي ان هنالك غالبية محسوسة تؤيد هذا الانظمام، نقول ونستقرأ مصالحنا كاشوريين مسيحيين، لو تحقق هذا الانضمام.

ان تشكيلة سكان سهل نينوى ستبقى كما هي في الحالتين، ان تبع لبغداد او انظم لاقليم كوردستان، والخيار ليس اشوريا خالصا، بل يتوزع على الاطراف الثلاثة بالتساوي او بحدود متقابة وهم المسيحيين والازيدية والشبك، من هنا نرى ان موازين القوى حاليا هي لصالح هذا الانظمام وليس للالتحاق ببغداد. وعلى كل ان اقليم كوردستان هو جزء من العراق حاليا، والامر لا يعني خروجا من العراق على المدى المنظور.

لكن الاهم ان التوزيع الديموغرافي للاشوريين المسيحيين سيكون غالبه محسوبا على الاقلي، مما يعني القدرة على البروز السياسي ونيل الحقوق والمطالبة بمشاركة حقيقية في القرار ومن خلال الاقليم في القرار العراقي. ان هذا الامر لا يعني مزيدا من الوظائف للمسيحيين، بل يعني القدرة على التاثير على توجه البلد، بما يضمن حقوقهم الثقافية والتعليمية والاقتصادية والقانونية.

اليوم علينا ان نعلن رؤيتنا وما نراه صائب لابناء شعبنا، وان لا نخاف او نرتعب من مجموعة من حملة شعارات تاتي بصخب كثير ولكن مردودها صفر، وان لا نقول انهم يقولون ذلك، لانه لا يوجد في الحقيقة من يتمكن من ان يقف امام المنطق الصحيح في سبل نيل حقوقنا. فهل سيتم تبني شعار سهل نينوى مع اقليم كوردستان اشوريا؟