خبران لفتا إنتباهي في دات الوقت الدي يتحدث فيه رئيس الوزراء البريطاني عن خطورة التطرف الإسلامي.. الأول إعلان الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بأنه حماية وخوفا على الشباب من ترك المدهب السني والتحول إلى المدهب الشيعي سيخصص حلقاته في شهر رمضان المبارك لموضوع منزلة الصحابة.
الخبر الآخر عن الداعية عمرو خالد الدي أعلن بأنه سيعود الى الساحة الدينية من جديد ليقدم برنامج بعنوان “الإيمان والعصر” حيث يناقش فيه ظواهر العنف والتطرف وانتشار الالحاد في أوساط الشباب من خلال تقديم أجوبة علمية شافية على الأسئلة التي تؤرقهم.
في القرن الحادي والعشرين.. ومن خلال منطق الأعلون وخير أمة.. أصبح الشباب العربي عاجز عن فهم الكثير مما حوله من المتناقضات.. فما بين الأوهام التي يمليها الكبار.. بدءا برجل الدين.. ورجال الحكم وكل ما ينتمي إلى السلطة.. وهم يعيشون فتون السلطة والرفاهية في ظل فسادات مالية ومجتمعية وقانونية لا ’تعد ولا ’تحصى.. إنقسم الشباب إلى ’متلقي ومطيع.. وآخر إما ’متحول إلى ديانة أخرى أو رافض للدين وربما لكل الديانات.
ولكن كل سلطاتهم توقفت عند حدود وسائل الإتصال عابرة القارات والحدود وعليه لم يستطع أولي الأمر فرض الإنعزالية كما فعلوا في العهود السابقة.. وسائل الإتصال الحديثة.. والبحث عن الحقيقة فرضت تفكيرا أكبر من حدود التلقين والطاعه.. وكسرت حواجز الخوف وهو الأمر الدي أثر سلبا وإيجابا في حياة شعوبنا ومنطقتنا.. الأثر الإيجابي.. هو تفاعلهم مع العالم.. وكسر حواجز الخوف منه. اما الأثر السلبي.. فهو التساؤل المستمر عن كل شيء وخاصة المحرمات الدينية.. أصبح سؤال لمادا وكيف..يرادف كل صغيرة وكبيرة تحض وتحاول فرض رأيها الديني وغيره بدون أسباب منطقيه وجيهة.. وهو الأمر الدي أدى إلى بلبلة فكرية لدى شريحة مجتمعية قد تفوق 30-40% في كل المنطقة العربيه عن كل المسلمات الدينية.
من هنا أبدأ بالتساؤل.. كيف للشيخ الكريم أن ’يروج لمدهب دون آخر.وفي دات الوقت يرفض كليا حرية الفرد في التحول ايضا من دين إلى آخر. وبينما يتناقض دلك مع الآية الكريمة " لا إكراه في الدين ".فإنه يؤكد على الإنغلاق العقائدي.. وعلى إنعدام الحريات. ولمادا سيعمل الشيخ الكريم على إحياء الصحابة مرة اخرى بينما نحن في أمس الحاجة لنزع صفة القداسة عنهم.. المؤكد في قصص التراث عن حياتهم الدنيوية وعلاقاتهم ببعضهم البعض والتي لم تخرج عن كونهم بشر.. مثل بقية خلق الله.. إختلفوا في آرائهم.. وتخاصموا وسب بعضهم بعضا.. ثم قتلوا بعضهم بعضا.. فهل سيعمل على تجميل هدا التراث وتجميل سيرتهم.. كما تعودنا دائما من خلال ثقافة الإمتلاء بالنفس بأن كل ما فينا جميل.. وأفضل والأنسب لحياتنا.. بحيث نعيش مرة اخرى الوهم الدي لا ينتمي للواقع الدي نعيشة معتقدين باننا أرقى من كل ما حولنا من ثقافات وحضارات وبشر.... أم سيشرح حياتهم بموضوعية كما يتطلب العصر وأدوات البحث العلمي.
عمرو خالد.. المستميت للعودة إلى الأضواء ببرنامج "الإيمان والعصر".. اتساءل كيف لداعية ديني إستعمال المقدس وإيجاد أجوبة علميه على ظواهر غيبية بينما لا يخرج المقدس عن كونه كتاب دين لا كناب علم.... والأهم من كلا البرنامجين.. أليست هناك مشاكل أهم من موضوع الإلحاد أو الإيمان.. في فترة تمر فيها المنطقة العربية بأبشع وأظلم أوقاتها.. أليس الأحرى ان نفتح صفحة جديدة لنقد الفكر الغيبي.. ونقد الدات؟
أعتقد أن الإنسان العربي بحاجة لبرامج أكثر ملائمة للعصر.. بحاجة إلى خطاب ديني يحمل في طياته ثورة على الإستبداد بكل أشكالة السلطوي والديني..خطاب ديني يحمل انسنة الفكر.. وعقلنته... أشك تماما بأن أي من البرنامجين يحمل أي فائدة للمشاهد لأنه شكل آخر من أشكال التجميل وعدم الموضوعية والصدق مع النفس.. وإضافة القداسة لما هو غير ’مقدس. في هدا القرن وفي ظل النار الملتهبة الخارجه من المنطقة العربيه.. القداسة للإنسان نفسه.. وأمنه وحياته.. للأطفال المشردون. للأرامل الدين يسعون لسد أفواه جائعة.. للمستقبل ال>ي يحمل العدالة والمساواة وليس للماضي.. بدون التلاعب بخطابات دينية ’تجيش مشاعره وتزيده إبتعادا عن الواقع والعصر.. وتعمل في نفس الوقت على بث اوهام تجعله يحلم برومانسية الماضي السحيق.. وقداسة الصحابة والحلم بالخلافة العادلة.. وهو ما يقع مباشرة فيما ’تروج له داعش.
مما يؤكد مرة أخرى بان رجال الدين المسلمين غير قادرين على فهم ثقافة العصر المنفتحه على العالم وتقبل الآخر وإحترام حريته في إعتناق ما يراه مناسبا له.. بدون أن يعتدي على حرية ومدهب الآخر.. هدا الخطاب يؤدي إلى التمييز بين معتنقي مدهب وآخر من نفس الديانة.. فما بالك بين معتنقي دين وآخر.. بما سيؤدي لاحقا إلى اإنعدام المساواة وإنعدام حق المواطنة.
أحترم وأقدر ما يحاول شيخ الأزهر الكريم عمله.. ولكنه وللأسف يوقع الإنسان المسلم مباشرة في الفتنه وهو ما أعتقد أنه يحاول تفاديه بكل الأشكال.
أما بالنسبة للداعية عمرو خالد.. فإن ما رأيته من برامجه السابقة..لا يعدو كونه يروج لأساطير وأوهام لا تنتمي للواقع.. فما بالك بالواقع المعاصر الدي وصلت فيه البحوث العلمية لكل ما في الأرض والسماء.
الإنسان العربي بحاجة إلى برامج تعمل على ترويج القيم الأخلاقية.. والعدالة المفقودة.. وللمساواة.. وللمرأة.
ما قاله رئيس الوزراء البريطاني في المؤتمر العالمي للأمن الدي ’عقد في سلوفاكيا قبل يومين "أن الخطر الدي تمثلة داعش لا يمكن القضاء عليه او هزيمته بدون توقف القائمين على وسائل الإتصال والإنترنت و الجالية المسلمة في تحمل المسئولية وعدم التردد في التنديد بالأيدلوجية السامة التي ’تكفر الغرب وترفض الديمقراطية والحريات و’تصر على دونية المرأة."
لا ينطبق فقط على مسلمي الغرب بل يقع تماما في نطاق مسؤولية كل المسلمين وبالذات مسؤولية رجال الدين في التوقف عن النبش في التراث وتجميل التراث والعمل على خلق&طريقة وسطية تعترف بمعطيات الواقع العالمي المترابط والتوقف عن ترويج التعاليم التقليدية.
التعليقات