في خضم المتغيرات الحادة التي يشهدها العراق ومنطقة الشرق الأوسط عموما وفي الوقت الذي يواصل فيه كل مكون من مكوناته القومية والاثنية والدينية والطائفية محاولاته الرامية الى توحيد صفوفه وخطابه لضمان حقوقه ومواجهة استحقاقات المستقبل يبقى هاجس وحدة البيت الكوردي احد اهم المسائل التي تواجه قيادة السيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كوردستان العراق بعد الانتصارات التي حققتها القوات الكوردية في جبهات القتال ضد همجية ما يسمى بالدولة الإسلامية وعصاباتها المنفلتة و تحرير مدينة شنكال والنجاحات الباهرة التي حققتها الدبلوماسية الكوردية والعلاقات الجيدة مع القوى الإقليمية ودول العالم لا سيما المتحالفة ضد الإرهاب ولذا كان من الطبيعي ان يعلن البارزاني مشروعه الوطني لإنهاء الازمة السياسية المفتعلة حول الرئاسة والنظام السياسي في الاقليم على عكس كل الاتهامات الصبيانية التي ساقها البعض ضده اذ وضع امام القوى السياسية ثلاثة حلول وخيرها في قبول أي منها وهي:

ـ اما ان تتفق فيما بينها لاختيار أي مرشح كرئيس للإقليم مع استعداده الكامل لتقديم كل التأييد والمعونة لمن يتم اختياره.

ـ او اللجوء للانتخابات المبكرة وانتخاب الرئيس من الشعب مباشرة وفق ما هو متبع دستوريا وقانونيا لحد الان

ـ او إبقاء الحال على ما هو عليه لحين اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة عام2017.

مشروع السيد رئيس إقليم كوردستان سحب البساط من تحت اقدام كل أولئك المراهنين على تفتيت الوحدة الوطنية الكوردستانية واشغال الشارع الكوردي بأزمة مفتعلة لا تمت الى مصالحه الجوهرية باي صلة سواء كان ذلك نتيجة جهلهم بتطور الاحداث وتأثيرها على وضع الإقليم وهو في حالة مواجهة مصيرية مع أعتى قوة إجرامية إرهابية في المنطقة او كان بإيعاز من قوى خارجية تريد النيل من التجربة الكوردستانية ومشروعها الديموقراطي الفتي.

مبادرة السيد البارزاني لرأب الصدع بين القوى الوطنية فيما اذا تم استثمارها من قبل القوى السياسية سيفتح صفحة جديدة لا في العلاقات الوطنية فحسب وانما في تطوير النضال الوطني وتعزيز وحدة البيت الكوردي وبالتالي مواجهة استحقاقات المستقبل والمتغيرات المتوقعة بشكل يضمن مصالح شعب كوردستان وغني عن البيان ان هذا المشروع بالذات هو ابلغ رد على كل المتصيدين في الماء العكر اللذين راهنوا على خلق حالة من الانقسام والتشرذم وحتى الاقتتال في المجتمع الكوردستاني.

ايضا من المفروض والضروري ان تستوعب الحكومة الاتحادية ما يجري في إقليم كوردستان وتكف عن أوهام ومحاولات تقسيم المجتمع الكوردي وتأجيج الصراعات الحزبية العبثية وتسرع من عملية المصالحة الوطنية ورفع الحصار عن كوردستان والتجاوب العملي مع مطاليب الكورد حماية للوحدة الوطنية العراقية&والسلم الاجتماعي وتوفير مستلزمات التصدي للإرهاب وتجفيف منابعه والا فعليها ان تستعد للاعتراف بجمهورية كوردستان القادمة لان أي حلول أخرى ليست الا اضغاث أحلام وهلوسة صبيان القومجية والطائفية التي عفا عليها الزمن التي تذكر الكورد بطلب رئيس جمهورية سابق بإزالة جبال كوردستان بالبلدوزرات كحل للقضية الكوردية!

[email protected]

&