يبدو أن السلطات الألمانية بدأت تدرك الخطر الذي يحدق بمجتمعها جراء السياسات الخاطئة التي أرتكبتها المستشارة الألمانية أنجيلا مركيل بفتحها أبواب المانيا على مصرعيه للاجئين، حيث هاجر إليها من كل حدب وصب، الغني قبل الفقير، المجرم واللص وقاطع الطريق قبل الضحية، السجان قبل السجين، بدأت السلطات الألمانية تعي بل هي متأكدة بأنه بين هؤلاء المهاجرين عدد ليس بقليل ذوي الفكر المتطرف وأصحاب الثقافة الجامدة التي لاتقبل الغير وتنظر إليه بأنه عدو يجب محاربته، وأن كل مايملكه الغير هو من حقهم، هذه الثقافة التي جلبت الدمار للبنية التحتية للمجتمعات الشرقية وفي الكثير منها أشعلت فتيل الحرب الأهلية، هذه الحرب التي أحرقت الأخضر قبل اليابس، والأمثلة كثيرة على أرض الواقع.

نعم السلطات الألمانية تعي لماجلبته لمجتمعها ولمواطنيها، فمن خلال التوغل الذي تتبعه الكثير من الشخصيات الألمانية( وخصوصاً الحزبية منها) في مخيمات اللأجئين ومحاولة التقرب منهم ومعرفة قصصهم والأسباب التي أجبرتهم على الهجرة وتركهم لوطنهم لقمة صائغة للجماعات الإرهابية والتي تعث الفساد في مجتمعها وحالة اللأمبالة وعدم أحترام الكثير منهم للقوانين الألمانية ورفضهم لفكرة الإندماج في المجتمع الجديد وعدم تقبلهم للثقافة السائدة، أدرك هؤلاء مدى الخطأ الذي أرتكبته مستشارتهم.

أن أكثر مايثير غضب وأشمئزاز أغلبية الشعب الألماني هو طريقة تفكير الإنسان الشرقي وخصوصاً تعامله مع المرأة، حيث ينظر الرجل الشرقي إلى المرأة على أنها ملكه وله الحق التصرف بها كما يشاء، فهو قد نشأ وغُرس في مخيلته بأن المرأة مخلوقٌ ناقص يحتاج الى رعاية الرجل وعليها طاعته وتنفيذ كل متطلباته، فمن خلال هذه الثقافة أصبحت الكثير من النساء كقطعة أثاث في المنزل يمتلكها الرجل وبالتالي يستطيع التحكم والتصرف بها كما يشاء، نعم هذه الثقافة والتفكير المتخلف من قبل الرجل إتجاه المرأة يثير إشمئزا ز الشعب الألماني، لذلك نراهم يحاولون قدر المستطاع التدخل في شؤون الداخلية للأسر المهاجرة، ولأن الثقافات هي مختلفة فهم يتسببون في الكثير من الأحيان بتدمير الأسرة ( أنفصال الزوجين عن بعضهم والحالات هي كثيرة في مخيمات اللأجئين)، فبسبب الثقافة الذكورية التي تربى عليها الرجل الشرقي فهو لايستطيع تقبل فكرة بأن تذهب زوجته للعمل وأن تختلط بالأخرين وتتعامل معهم، ففي مخيلته أن المرأة عورة مكانها هو المنزل فعليها الإعتناء بالبيت وبالزوج وبالأطفال وهو لا يستطيع أن يستوعب بأن الكثير من النساء في بلدهن مجبورات على البقاء معه ليس لحبهن لهذا الزوج بل لأنها مرتبطة به اقتصاديا والمجتمع لن يرحمها إذا أنفصلت عنه، فهي تبقى معه لأنها مجبرة على ذلك فمجرد شعورها بالأستقلال الاقتصادي وهناك من يعتني بها صحيا وماديا فهي تنفصل عنه مباشرةً، وعليه نرى الكثير من حالات الطلاق بين هؤلاء في أقرب فرصة تسنح للمرأة.

نعم الفتاة التي يتم تزويجها في السن المبكرة وهي غير بالغة وهي مازالت طفلة لاتعي شئ من رجل يكبرها بسنوات وصاحب العقل المتحجر الذي يحرمها من أبسط حقوقها ويغتصب حرياتها، و في الكثير من الأحيان لايراعي مشاعرها، هذه وبمجرد شعورها باستقلاليتها سوف تنفصل عنه في أقرب فرصة، وهنا لايتقبل الرجل هذا التصرف من المرأة، ولكن عليه أن يحترم قرار الزوجة التي فضلت الإنفصال عنه عوضاً أن تعيش معه وهي لاتطيقه ولاتحبه بل في الكثير من الحالات الزوجة تكره زوجها لأنها مغرمة على فعل أشياء هي لاترغب فيه، ومع الأسف أن الكثير من الأزواج لايتقبلون هذا التصرف من قبل الزوجة فيتم أرتكاب الجرائم ويكون مصير الزوجة القبر والأب المكوث خلف القضبان والأطفال في ملاجئ الإيتام وبالتالي ضياع الأسرة.

أن تعامل الشرطة الألمانية بدأ يتغير مع المهاجرين، فهي تتسرع كثيراً في تصرفاتها وحكمها وهي لاتتوانى في أستخدام العنف ضد العزل، كما أنها تستخدم كثيراً الرصاص الحي والذي يؤدي إلى مقتل الكثيرين، فها هي تقتل لاجئ عراقي في مدينة برلين لأنه وحسب أقوال الشرطة كان يحمل في يده سكيناً ويلوح بأنه سوف يقتل الرجل الذي أغتصب أبنته ذات 8 سنوات، فماكان من ثلاثة شرطيين إلا أن يطلقوا النار من مسدساتهم على هذا الرجل وقتله، فتصور يارعاك الله رجل يحمل سكيناً في يده وهناك العشرات من رجالات الشرطة وبسبب خوفهم منهم يردونه قتيلاً، عوضاً أن يطلقوا النار على رجله حتى لايستطيع الحركة( هذا مايتعلمونه في تدريباتهم) فهم يرشونه بطلقات من مسدساتهم، هذه حالة من الحالات الكثيرة التي تبرهن على مدى عدم إرتياح السلطات الألمانية لوجود الكم الهائل من المهاجرين على أرضها، فهي متأكدة بأنه الكثيرين منهم ذوي خلفيات دينية متطرفة، لذلك نراها وفي الفترة الأخيرة تمنح اللاجئين حق الإقامة لسنة الواحدة ولاتسمح بإنتقالهم إلى ولايات أخرى لفترة ثلاث سنوات ولايحق لهم تقديم طلبات جمع الشمل، يبدو أن السلطات الألمانية تمنح اللاجئ الفرصة ليبرهن مدى تقبله لعادات والتقاليد الألمانية ومدى تقبله لفكرة الإندماج من جهة ومن الجهة الأخرى تمنح نفسها وقتاً لدراسة الملفات عن الكثب.

فمهما حرصت السلطات الألمانية وشددت من اجراءاتها فهي أتت وتأتي بعد فوات الآوان، لأنها جلبت الكثير من ذوي الفكر المتعصب والرافض لثقافتهم ولدينهم إلى أرضها وعليها أن تكافح كثيراً حتى تغربل وتنقي مجتمعها من هذه الحثالات.

برلين&