عبارة لن تستوعبها بعض البلدان التي لا تعاني من جهل في أمور حياتها وتصرفاتها، عندنا خلل عن مسألة الاختلاط فهو ليس مبرر الفهم لديهم في الحرية والطريق عام ومفتوح للجميع للمجنون والكافر والمسلم واليهودي... وللذكر والأنثى ولا توجد أماكن مخصصة تفصلهم عن بعض، هل هم يعيشون في فوضى عارمة وجنوا العواقب من عدم التخصيص لكل نوع من جنسه الإنعزال في ممر معين؟!
دعونا نتتبعها علنا سنجد ما السبب في تقميص الحقيقة وتقويتها بالفعل. تقيم إحدى الدول في العالم فصل الجنسين عن بعضهما و يوضع داخل مبنى أو قارعة الطريق لوحة "للرجال فقط" والنساء أيضا كذلك؛ فهل هذه نزاهة وتبرئة من أنهم مجتمع محافظ على سمعته يقيه من التحرش والإغتصاب؟!
التحرش في تزايد وما يردع المتحرش تفعيل قانونه المتخصص بالمتحرشين فلن يكون لديه مانع كي لا يقدم عليه، فالدول التي لا تعرف اقتسام الجنسين حصنت حق كل المشاة بهذا القانون، فشتان بين مجتمع يمنع الاختلاط وتجريم المتحرش وبين مجتمع مختلط و يجرم المتحرش!؟
تساءلت كثيراً لماذا لا يقوم موظف الخدمة بخدمة الجنسين ما دام أمام عامة الناس فهناك من يفضل أن يخدم هو وزوجته فأين الحرج في ذلك؟ هي فعالة فقط في القطاع الصحي ولم نشاهد كما يخيل لهم بني صحيون أن الإختلاط &في بار أو حفلة ماجنة ومن ذلك يتضح ان اعتقادتهم بحجم تثفقهم لكل ممنوع وما يضعون دائرة حول عنوان هم أكثر الخلق شغوفون به وكل المحظورات غير مقنعة لدى هذا المجتمع الذي يحكم بما يفضله رذيلة اعتقادهم، إن أكثر الناس الذين يتأهبون للإختلاط هم أنفسهم من يمنعونه.
نشترك مع العالم في أننا متفقون أن يكون هناك مكان مخصص لدورات المياه لكل منهما ونختلف في أننا نحاول أن نصلح المجتمع في فصلهم عن بعض مثلما نعمل في حظيرة الحيوان ففي اليابان والصين يعملون في بيئة عمل مختلطة ولا يعرفون الضحك والحديث فوقت العمل يعملون مثل خلية النحل بأخلاق عالية الجودة رغم تفاوت جودة صناعتهم. أدينهم الذي رباهم على هذه الأخلاق الصاعدة أم التربية والتعليم والقوانين صار لها أثر على سلوك الفرد في المجتمع؟ فكم هو منطق غريب أن أغلب أبنائنا (والغلبة قد تطغي على القلة) لديه شهادة فساد أخلاقي بمرتبة شرف رغم كل المهيئات في ابتعاده عن الجنس الآخر و شغوف في أن يتحرش أقلها تحرش لفظي على كل امرأة حتى لو كانت كيسا أسودا؟
فهذا ما خلفه لنا التيار الصحوي حرمان من أن يشاهد بنات في طريقه ليتجرأ على أن يلمس هذا الكائن حينما يشاهده أول مرة، وأطهر بقعة في الأرض لا تعرف شيء اسمه اختلاط فبيت الله مفتوح للجنسين وعام وليس هناك طريق في الطواف للنساء والرجال فهذه حكمة جعلها الله حتى يتزن الرجل ولا يرتبك حينما يشاهد امرأة أمامه ويختل ويتشتت، ويوجد لدينا رجال يعانون من الخجل الدائم في تعاملهم مع المرأة في مكان العمل فلا تلومونهم فهم لم يتعاملوا إلا مع أخواتهم وأمهتهم فهل أخبرتم رجال العالم أن بعضاً من رجالنا يخجلون من تعاملهم مع النساء وأحيانا يرفضون التعامل معهن فهم لا يرونها إلا مكانا للشهوة.
هذه ضريبة التيار المتشدد الذي زرع في نفوس الناس أن الدين يشاهد المرأة للجنس وهي في الحقيقة إنسان مثلها مثله، لكن النظرة خلفتها وجرمت مكان تواجدها في العمل أو أيا كان اختلاطا وحراما إلا مكان تواجدها مع السائق خلوة واختلاط في مكان مقفل في المركبة فتحرم قيادتها للسيارة وتحلل الإختلاط في هذه البقعة التي استثنت من الغبا،.
ومن هنا أثبتنا للعالم أننا نعيش في تناقض وعلينا أن نفشيه علّنا نستحي قليلاً ونتغير ومن باب التغير وضعت النقطة.
التعليقات