&
حظي خادم الحرمين الشريفين بقيادته الحكيمة للمملكة السعودية بحضور اقليمي متميز على صعيد الخليج ومنطقة الشرق الاوسط وعلى مستوى العالمين العربي والاسلامي، وبحكم الأزمات التي واجهتها المنطقة بفعل تدخلات اطراف اقليمية مثل الازمات الحاصلة في العراق وسوريا ولبنان واليمن وما رافقتها من افرازات أمنية وعسكرية وانسانية واجتماعية، استدعت الحاجة والمجابهة الى تشكيل تحالفات اقليمية بقيادة المملكة وبرئاسة العاهل السعودي للسيطرة ووقف الطريق امام امتداد الأزمات والاضطرابات الاقليمية، ومن خلالها برزت القيادة الحكيمة المقتدرة عسكريا واستراتيجيا لجلالة الملك لكي يبعد ويحمي المملكة وعموم المنطقة بدولها وشعوبها من سيناريوهات خبيثة كانت معدة لكي تحرق كل أرجاء المنطقة بنيران حارقة وفتن مارقة، وكانت للوقفة الشجاعة والحكيمة الملك سلمان الفضل الكبير في فشل مخططات اقليمية ودولية اعدت لكي تزرع شرا كبيرا بالمنطقة.
&
والكل يعلم ان المملكة وقيادتها تحظى باحترام بليغ من قبل شعوب المنطقة بحكم مواقفها وسياستها المتسمة بالعقلانية والهدوء وموقعها الحغرافي ودورها الديني وحضورها الانساني، وتحظى بتقدير ومحبة ايمانية كبيرة من قبل المسلمين عامة بحكم تواجد العتبات الاسلامية المقدسة للحرمين الشريفين فيها، والكرد من ضمن الشعوب المسلمة يكن احتراما كبيرا للمملكة ولشعبها، ويكن ايضا احتراما بليغا لملوكها السابقين وللملك سلمان خاصة لادارتهم الرشيدة والحكيمة المتسمة بالمسؤولية والوطنية والرعاية الابوية للشعب السعودي ولشعوب العالم الاسلامي، وتشهد فريضة الحج والعمرة اقبالا كبيرا من لدن الكرد عموما وخاصة في اقليم كردستان لزيارة المملكة والتبرك بعتباتها المقدسة، واستنادا الى مشاهدات ومعاينات ضيوف الكرد خلال زياراتهم وتماسهم مع اخوانهم السعوديين يحضون باحترام واستقبال موقر وضيافة كريمة، ويشيدون بالمحبة المميزة للشعب السعودي تجاه الكرد لدورهم المميز في حماية الاسلام في عهد الناصر السلطان صلاح الدين.
&
واليوم تمر المنطقة اقليميا ودوليا بأزمات سياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية واجتماعية متلاحقة اضرت بشعوبها ودولها مسببة مأساة وكوارث انسانية كبيرة، والكرد في العراق وتركيا وسوريا وايران احد هذه الشعوب التي تضررت وتعرضت على الدوام الى معاناة كثيرة وخاصة في تركيا، حيث تمر القضية الكردية بمتعرجات كثيرة لا تجد لها أمانا ولا استقرار لا من طرف الحكومة ولا من طرف الاحزاب السياسية، وكذلك في نفس الوقت يعاني شعب اقليم كردستان من مشاكل وخلافات متأزمة مع الحكومة الاتحادية وبسببها يعاني الكرد من أزمات مالية واقتصادية وحياتية حادة خاصة في السنتين الأخيرتين.
&
لكل هذه الوقائع المرة، وبغية طرح مبادرة انسانية نبيلة، ومن باب الرجاء الانساني والنخوة الاسلامية والأمل المنشود بالقدرة والقيادة الاقليمية للمملكة، والمواقف الكريمة والرعاية الابوية لجلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز، نتودجه بدعوة انسانية نبيلة لجلالته ولقيادته الحكيمة الرشيدة بالتدخل في حسم قضيتين كبيرتين يعاني منهما الشعب الكردي في تركيا وفي اقليم كردستان العراق، وستكون لجلالة الملك الحضور الفعال والأثر البليغ في حسم وحل القضيتين لصالح شعوب المنطقة، الأولى باتجاه ارساء السلام والأمان بين الشعبين التركي والكردي في تركيا، والثانية باتجاه حل المعضلة الاقتصادية والحياتية المعيشية التي يعاني منها شعب الاقليم، ونقترح ان تكون رعابة جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز وفق خارطة الطريق التالية:
&
أولا: التدخل الأبوي والانساني لجلالة الملك لوقف الحرب الدائرة بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، والتوتر المتصاعد بين حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب اردوغان وحزب الشعوب الديمقراطية بقيادة النائب صلاح الدين ديميرتاش، ودفع الاطراف المتخاصمة الى طاولة الحوار والتفاوض للوصول الى حل مرضي لكل الاطرف، ودفعهم الى امضاء وثيقة &سلام طويلة الأمد لا تقل عن عشر سنوات لضمان توفير كافة المقومات اللازمة لحل القضية برمتها، وذلك حقنا للدماء التي تنزف كل يوم للترك وللكرد على ساحات الحرب والمجابهة الساخنة في المدن التركية.
&
ثالثا: تكرم خادم الحرمين الشريفين بتبني دعوة سياسية من اجل السلام الاقليمي والعالمي لاطلاق سراح الزعيم الكردي في تركيا عبدالله اوجلان لضرورات سياسية وقيادية للمشاركة والمساهمة الفعالة لحل القضية الكردية وارساء السلام على أرض تركيا، تيمنا بدعوات زعامات دولية حملت على اطلاق الزعيم الافريقي نيسلون مانديلا.
&
ثالثا: تفهم جلالة الملك للوضع الاقتصاددي المتأزم لكردستان العراق والتكرم بموافقة جلالته على منح المملكة لقرض طويل الأمد للاقليم بحدود 3 ثلاث مليارات دولار كل سنة وعلى مدار خمس سنوات، وعلى ان يسدد هذا القرض بمستحقات سنوية وعلى مدى لا عن يقل عن 25 خمس وعشرين سنة، وذلك لمساعدة شعب الاقليم على تجاوز ازمته الاقتصادية والمالية.
&
هذا باختصار الأركان الأساسية للمبادرة الانسانية الكريمة التي نقدمها ونعرضها بتواضع شديد امام جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولا شك ان هذه المبادرة في حالة تبنيها من قبل جلالته ستعزز الدور الاقليمي والقيادي لجلالة الملك على صعيد المنطقة وامام شعوبها ودولها ومجتمعاتها، وكذلك ستعزز الدور الانساني والأبوي لجلالة الملك امام الأمة الكردية التي تعيش اجزاء منها في دول الممنطقة وخاصة في تركيا والعراق، وسينظر الكرد لجلالته كقائد وزعيم تاريخي على مر العقود اللاحقة والاجيال الآتية لمساهمته الانسانية الكبيرة في احلال السلام لهم، وكذلك فان هذه المبادرة في حالة تبنيها وانجاحها ستعيد المعادلة التاريخية بين العرب والكرد الى توازنها العادل والمتوازن مقابل مساهمة الكرد وقيادة السلطان صلاح الدين الايوبي في حماية الاسلام والعرب وشعوب المنطقة من غزوات الحروب الصليبية التي ارادت ان تبتلع المنطقة برمتها وتزيل الاسلام من الوجود في حينها.
&
في الحتام نأمل ان تحظى هذه المبادرة بالاهتمام الكافي من قبل السادة المعنيين في المملكة العربية السعودية، ونأمل بتواضع وأمل كبير ايصال هذه الدعوة الكردية الانسانية الى جلالة الملك خادم الحرمين الشريفين لتحقيق الغايات النبيلة المطروحة في هذه المبادرة، وندعو بالتوفيق النجاح والعمر المديد لكل من يتبنى رسالة السلام من أجل خدمة الانسان والانسانية، والله من وراء القصد.
&
كاتب صحفي من اقليم كردستان
&