لم يأت فوز المحامي صادق خان المسلم بمنصب عمدة لندن مفاجئا، لأن انكلترا أكثر بلاد العالم تفهما لما يجري على الساحة العالمية والإنجليز يفهمون لعبة الدول الكبرى القذرة التي استغلت شريحة مغرر بها من المسلمين وجعلتهم إرهابيين، فهذا لم يكن الإنجاز الأول من الإنجليز فقد سبقه ديفيد كيلي وكان موظفا في وزارة الدفاع البريطانية وخبيرا في الأسلحة البيولوجية. وكان أحد مفتشي الأمم المتحدة في العراق حيث زاره 37 مرة بين 1994 و 1999 ، وقد أدرك ديفيد كيلي لعبة بلير والتقى انتوني جيلجن صحفي هيئة الإذاعة البريطانية وتحدث معه حول تزوير تقرير من قبل وزارة الدفااع بريطانية في سبتمبر 2002 حول أسلحة الدمار الشامل العراقية وعن قيام اليستر كامبل مدير المعلومات في مكتب رئيس الوزراء بالتدخل لإضافة معلومات لتبرير الحرب على العراق. ثم طالبت أجهزة الاستخبارات الصحفي بإلكشف عن مصادر معلوماته، فرفض. إلا أن كيلي قام بالتحدث إلى رؤسائه في وزارة الدفاع عن لقائه مع الصحفي بعد أن رفض الأخير إفشاء مصادره وبعد أن عُرِف أن كيلي كان &المصدر الرئيسي للمعلومات، تم إحالته إلى لجنة تحقيق برلمانية عومل حيث عاملته بقسوة شديدة. تعرض كيلي إلى ضغوط هائلة وأخضع لاستجوابات مكثفة من قبل وزارة الدفاع، لمدة خمسة ايام، قبل مثوله أمام لجنة الشؤون الخارجية قبل ثلاثة أيام من وفاته. ثم تعرض للتحقيق أمام لجنة الاستخبارات والامن في مجلس العموم. وهناك من ينقل انه تلقى إهانات من بعض أفراد لجنة الشئون الخارجية حيث تم وصفه ب"عديم القيمة" و"المغفل"
&كما أن هناك إنجازا آخر في المجتمع الإنجليزي وهو نجاح حملة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات الفلسطينية (المعروفة بالاختصار BDS) والتي بدأت في 9 يوليو 2005 بنداء من 171 منظمة فلسطينية غير حكومية، "... للمقاطعة، وسحب الاستثمارات وتطبيق العقوبات ضد إسرائيل حتى تنصاع للقانون الدولي والمبادئ العربية لحقوق الإنسان" وقد تزامن انطلاق الحملة مع الذكرى السنوية الأولى لحكم محكمة العدل الدولية ضد الجدار الإسرائيلي العازل في الضفة الغربية. وفي بداية النشاطات، عملت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية ضد إسرائيل (PACBI) بشكل وثيق مع اللجنة البريطانية لجامعات فلسطين (BRICUP) والتي ضغطت على رابطة الأساتذة الجامعيين (AUT) لتبنى مقاطعة أكاديمية للجامعات الإسرائيلية، ونجحت في ذلك.
وحتى في الولايات المتحدة، يذكر الجميع أن الصحفي سيمون هيرش هو الذي كشف فظائع سجن أبو غريب ولولا الصور التي عرضها لبقيت تلك الفظائع طي الكتمان ولظلت صورة الولايات المتحدة نقية على أنها حامية الحريات وناشرة الديمقراطيات.&
إن هناك تقدما كبيرا في مجال الحملات الإعلامية والعلاقات العامة وهي مبشرة جدا لأنها تمارس عملها في دول ديمقراطية يمكن فيها التأثير على الناخب، فهناك ملايين المفكرين الغربيين من المتعمقين في سياسات دولهم الوحشية والذين يستنكرون ذلك، ومنهم اليهودي نعومي تشومسكي الذي لا يترك مناسبة إلا ويدين سياسات الولايات المتحدة وإسرائيل. إن هذا الأمر يمثل فرصة كبيرة أما الحكومات العربية لتأسيس صداقات مع من عرف عنهم مناصرة القضايا العادلة والعمل بمعيتهم للتأثير على الناخب الغربي كي لا يفوز في كل مرة شيطان رجيم أكثر من سابقه.&
&
التعليقات