&لم يتعرض سياسي كردي لانتقادات حادة ومنظمة من قبل معارضيه مثل ما يتعرض له رئيس حزب الديمقراطي الكردستاني ورئيس الاقليم المنتهية ولايته قانونيا(مسعودبارزاني) ، تترصده عيون معارضيه اربعا وعشرين ساعة ، قلما تجد مجلات وصحف ومواقع الكترونية وقنوات فضائية لا تطرح جانبا من تصريحاته المثيرة ومواقفه السياسية الكثيرة حول مختلف المواضيع السياسية التي تثير الكرد والعراقيين وشعوب المنطقة يوميا مثل تأكيده المستمر على الاستفتاء واعلان الاستقلال والانفصال عن العراق ، رغم ان الشعب قد حسم امره من قبل وصوت 98% منه لصالح الاستقلال والانفصال عن العراق في استفتاء جرى عام 2005 على هامش الانتخابات العراقية ، لكنه ظل ساكتا طوال هذه المدة الطويلة ولم يتصد لامر الاستفتاءوالانفصال بصورة مباشرة ومتكررة كما في الآونة الاخيرة ورغم تأكيد الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربيةالاخرى على رفض تقسيم العراق والمساس بوحدته الوطنية ، فانها لم ترفض ابدا انشاء دولة كردية ، ولم تصرح بذلك لحد الان ، ربما لان التوقيت غير مناسب في الوقت الحالي لطرح مثل هذه المسائل المثيرة التي تشتت الجهود لمواجهة تنظيم(داعش)الارهابي ، ولكن التأييد الضمني الغربي لتشكيل الدولة الكردية موجود بحسب بعض الخبراء الاستراتيجيين ولكن الاعلان عنه صعب في الوقت الحاضر ، وربما يدرك(بارزاني)هذه الحقيقة لذلك لاينفك عن مواصلة دعوته الانفصالية بثقة كبيرة وخطوة متعمدة ومتقصدة لايصال المعارضين التقليديين في المنطقة فكرته ووضعهم امام الامر الواقع ، ولكن التحمس الزائد للفكرة ــ كما هو الحال ــ قد يؤدي الى نتائج عكسية غير مضمونة العواقب .. ولكي ينجح مشروعه السياسي ويرى النور ولا يتحول الى مجرد ورقة سياسية يشهر بها من اجل جني بعض المكاسب السياسية والحزبية الضيقة كما يتهمه بعض مناوئيه، عليه اولا ان ؛ 1 ـ يوحد البيت الكردي ويجمع حوله معارضيه ويصل معهم الى اتفاق ينهي به الازمة الراهنة حول منصب رئاسة الاقليم المتنازع عليه ولو شكل مجلسا رئاسيا مكونا من قادة الاحزاب برئاسته لكان افضل 2ــ تدخله المستمر في التفاصيل الصغيرة لشؤون الاقليم جعله هدفا سهلا للاعلام المعادي عليه تفويت هذه الفرصة على الاعداء 3ــ دور العلاقات الخارجية مهم جدا لكسب التأييد الدولي و تشكيل(لوبي) فاعل من الجاليات الكردية الموجودة في الدول الغربية ، ومد الجسور مع العالم العربي سواء اعلاميا او دبلوماسيا ، ولكن نشاطنا في هذا المجال مع الاسف متواضعة جدا لايرقى الى مستوى المطلوب ، صحيح انه توجد في العاصمة قنصليات اجنبية وعربية كثيرة ولكن وجودها شكلي لم يستفد منه الاقليم 4 ــ رغم اخطائه السياسية العديدة وسيل انتقادات الخصوم الموجهة اليه ، فانه اظهر قدرته الفائقة على تحقيق استقرار امني ملحوظ في الاقليم ونجح في قيادة قوات البيشمركة ضد التنظيم الارهابي وكسر شوكته في العديد من المناطق ، واستطاع كذلك ان يحرك المياه"السياسية"الراكدة ويتخطى حاجز الخوف ويعلن عن اجراء استفتاء جماهيري تمهيدا لتأسيس دولة مستقلة ، وسواء كان ذلك تكتيكا سياسيا كما يراه البعض ام هدفا استراتيجيا كبيرا ، فانه بحاجة الى تأييد الشعب بكافة فصائله و شرائحه السياسية ولن ينال هذا الدعم والتأييد الا اذا تخلى عن بعض سياساته الحزبية الضيقة وتبنى نهجا وطنيا شاملا وانحاز الى الحق ولم ينحاز الى جهة على حساب جهة اخرى وحارب الفساد والمفسدين وتطرق ابواب الدنيا واستجدى الامم من اجل توفير الطعام لشعبه في ظل ازمته الاقتصادية الراهنة ، واعاد الى المؤسسات الديمقراطية هيبتها واعتبارها وابتعد عن الحزازيات الشخصية والحزبية ، هذه هي الصفات الاساسية التي يجب تتوفر في البطل القومي والزعيم الوطني الكبير ، وقد رأيناها في الزعيم"ابراهيم روكوفا"الذي حقق لـ(كوسوفو)استقلالها ورأيناها عند"سلفاكير"الذي حرر جنوب السودان واخيرا وليس آخرا وجدناها لدى البطل القومي التيموري"زنانا كسماو"في التيمور الشرقية..فرصة، ليظهر(بارزاني) قدرته على تحويل نفسه من زعيم حزب الى زعيم وطني ويحول معه اقليم تابع الى دولة ذات سيادة ! &&
&