&

كدت أغضب عندما قرأت مقال عبد القادر الجنابي فى احتفالية ايلاف، فالرجل قال كلاما ظاهره موجع بل ربما مؤلم، قال عن كتاب الرأى مشردين ولاجئين وتعبيرات أخرى قاسية، لكنى استعدت الشريط للتحقق فاكتشفت أنه لمس حقيقة، على الاقل بالنسبة لى، اذ اننى كنت لتوى قد أقصيت من جريدة كبرى واسعة الانتشار بسبب صدام فكرى ليس هذا وقت شرحه، ولكننى أتذكر أننى شعرت وقتها بالضياع فما أكتبه سيظل شهقة مكتومة الى ان أجد متنفسا أطلق منه ما اختزنته فى صدرى، وكان نجم ايلاف وقتها يبدو ساطعا وكنا فى نهاية العقد الاول من القرن الجديد، الا اننى كنت اعتقد ان مثل هذه (البدع الرقمية ) هى ومضات ستنطفئ عاجلا أو آجلا، لكن كان لى تجربة سابقة مع أحد المواقع فقد أرسلت مقال وذهلت عندما وجدته منشورا بعد نصف ساعة، أما فى الصحيفة الورقية فلا نشر قبل أسبوع لاسباب فنية وأخرى غير فنية.

ودون سابق معرفة راسلت عثمان العمير وكنت (ولا زلت) أظنه مغاربيا لاننى لو كنت أعلم ساعتها موطنه الحقيقى لترددت كثيرا نتيجة تراكمات فكرية ثبت أننى مخطئ بشان كثير منها، وأذكر اننى قلت له أننى أحتاج متنفسا فقد كان الوضع فى مصر على وشك الانفجار ولاتقبل الصحف المصرية طروحاتى لحدتها فى مواجهة نظام كنت أراه فاسدا ومترهلا وعلى وشك الانهيار، بالاضافة بالطبع لكونى شبه مجهول فى أوساط الصحافة المصرية حتى أننى أذكر أن صحيفة مصرية أعر ف صاحبها شخصيا نقل مقال لى عن صحيفة القدس العربى رغم اننى ارسلت نفس المقال للصحيفة.

نعود الى ايلاف فقد فوجئت بالاستاذ عبد القادر يراسلنى مرحبا وبدأنا التحليق فى فضاء ايلاف رويدا رويدا، وفوجئت بعدم وجود سقف للحرية وتوغلت فى عرض طروحات أقل ماتوصف به أنها خطرة، لاشك جلبت مشاكل لايلاف وناشر ايلاف، لكننى كنت دائما أسير فى الخط الذى ارتضيته لنفسى وهو لااهانه أو تحقير لشخص أو عقيدة أو عرق، ومع الوقت ومع ظهور شبه منتظم أحسست أننى جزء من ايلاف والتعامل الراقى من عبد القادر الجنابي وعبد الرحمن الماجدي دعم هذا الشعور بقوة، ومع موات حركة النقد فى مصر بدأت فى ارسال طروحات نثرية من تلك التى يسميها الجنابى بالايقاعات الخاصة مستغلا مرورها عليه كناقد، وكلما نشر طرح نحيته جانبا وكونت من تلك الطروحات ديوانا كاملا جارى نشره وسيكون.

&