&عندما تثبت الأرقام والوقائع بان الدولة العراقية الاتحادية فاشلة بامتياز يبدو كل المتمسكين عن طيبة قلب بالوحدة الوطنية المزعومة، لا المتاجرين بها، كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال ويرفضون أي حل للتقسيم بما في ذلك التقسيم الودي الذي يمكن ان يحفظ دماء وارواح ملايين العراقيين التي تذهب ضحية حرب قريش الخرافية واطماع دول الجوار والقوى الإقليمية وأيضا العائشين على السحت الحرام والفساد المستشري.

مؤشر منظمة الشفافية يضع العراق في المرتبة 161 للفساد في قائمة 168 دولة وبعثة الأمم المتحدة (اليونامي) تعلن عن حصيلة القتلى والمصابين جراء اعمال العنف والتصفيات الجسدية في العراق ولشهر تموز 2016 فقط والتي بلغت(2119) قتيلا ومصابا دون ضحايا الانبار مؤكدة على ان بغداد(العاصمة) كانت الأكثر تضررا اذ بلغ مجموع الضحايا وأيضا فقط لشهر تموز (1400) مواطن، هذا في الوقت الذي اكدت فيه الأمم المتحدة عن وجود (85) الف نازح ومهجر من الفلوجة وحدها دون بقية مناطق الانبار وديالى وانحاء مختلفة من العراق وطالبت المجتمع الدولي بتقديم العون لهم فيما وصفت هيئة برنامج الأغذية العالمي التابعة للأمم المتحدة بان وضعهم: تنفطر له القلوب.

كل هذا بالإضافة الى ما ورد في جلسة استجواب السيد وزير الدفاع العراقي من فضائح تزكم الانوف وتتعلق بفساد الطبقة العليا من الساسة الحاكمين اللذين دمروا العملية السياسية والمشروع الديموقراطي وكل مقومات الوحدة الوطنية ولعل التهديد الأخير لاحد النواب العراقيين بسحل زملائه من النواب الكورد في شوارع بغداد دليل اخر على ما وصل اليه الانقسام المجتمعي والتشظي الوطني والتدمير الممنهج للعملية السياسية ولمقومات الهوية الوطنية واغراق البلاد في بحور من الدماء والدموع واشلاء الجثث.

لقد ان الأوان ان تواجه القوى الوطنية الديموقراطية لما كان يعرف بالعراق حقيقة الوضع القائم دون رتوش وان تعمل من اجل انقاذ ما يمكن إنقاذه في مشروع تقسيم ودي او كونفدرالية تمنح كل مكون حقه المشروع في الحياة الحرة الكريمة والأمان والاستقرار وحرية تقرير مصيره بنفسه احتراما للأرواح البريئة التي تزهق دون رادع واحتراما للكرامة الإنسانية التي تسحق تحت اقدام المهوسين الطائفيين والفاسدين والمتاجرين بالشعارات الوطنية اللذين يسوقون مئات الالاف من العراقيين الى حتفهم المأساوي غير مهتمين لا بلعنات العراقيين ولا بلعنات التاريخ هذا التاريخ الذي سيذكر أيضا ان القوى الديموقراطية في ما كان يسمى بالعراق لم تبذل أي جهد حقيقي لإنقاذ حياة ومستقبل مواطنيها وانها بقية كالنعامة التي تدفن راسها في الرمال بذريعة حماية وحدة وطنية لم تكن موجودة أصلا.

الانسان كان وسيبقى أثمن رأسمال فهل من يسمع؟

[email protected]