من المعلوم ان الكرد شعب مسالم و يحب الحياة و الاستقرار و السلام و الامان ولكن بسبب موقعه الجغرافي ضمن منطقة الشرق الاوسط التي تضم الدول الاسلامية تركيا و ايران و العراق و سوريا، سبب لها انقسام واغتصاب لاراضيه من قبل تلك الدول الاسلامية منذ اكثر من 100 عام نتيجة اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة، بذلك اصبحت كردستان الكبير ساحة دامية للصراعات و الحروب و الاقتتال بين هذه الدول من ناحية و من ناحية اخرى بين سلطات تلك الدول مع الشعب الكردي فى اراضيهم، تلك الحروب الشرسة و الغير انسانية نشبت بسبب مطالبة الكرد لحقوقهم المشروعة من اجل الاستقلال و بناء دولتهم حالهم من حال باقى شعوب المنطقة والعالم، الكرد ليسوا طالبين لا اراضى و لا خيرات تلك الدول،وانما هدفهم المطالبة بحقوقهم المشروعة كي يستقروا مثل باقي شعوب المنطقة في دولتهم المستقلة بسلام و امان . لكن هل هو مطلب كبير و ثقيل لتلك الدول و الحكام؟ و هل هذا تجاوز على حقوق الاخرين؟ و هل هي جريمة لا تغتفر؟

موقع كردستان بين دول الجوار و شعوب المنطقة وكلهم مسلمين جعل لمأساة الكرد فصل اخر من العذاب، كونهم مع الاسف الشديد اناس قوميين ومتعصبين و شوفينيين و متخلفين و ليس عندهم ادنى علم او معرفة بحقوق الانسان و ليس لهم اي احترام للجوار و الاخوة و العدالة مع انهم يسمون انفسهم حكام و شعوب مسلمة و مؤمنون بالله العظيم و محمد رسوله و كتابه الكريم، وكل هذه المبادىء الانسانية مستخرجة من ايات قرانية و احاديث الرسول الكريم.ولكنهم يقولون مالا يفعلون بهذه الايات و الاحاديث الشريفة.

منذ 100 عام كاملة تقوم هذه الدول على سياسات التطهير العرقى و القتال و التشريد و التهجير للكرد داخل بلدانهم بدون وجه حق،وبالمقابل قاوموا الكرد كل مخططاتهم العدوانية وببسالة و مرؤة و شجاعة لا مثيل لها و استطاعوا ان يستمروا فى العيش و الحياة تحت نير الظلم و الماساة و قاوموا كل محالاوت كسر شوكتهم و محوهم من الوجود.

والان وفى القرن الحادى و العشرين و من خلال الحوادث و الازمات التي عصفت بالمنطقة، تقوم تلك الدول و حكامهم مرة اخرى بكل الوسائل الشرعية و لا الشرعية ان يعرقلوا مقاومة الكرد ضد عصابات داعش و الارهابيين كما يحاولون الان ان ياسسوا تحالفا عسكريا و سياسيا و اقتصاديا فقط ضد الكرد و طموحاتهم المشروعة فى بناء كيان سياسى ومستقل لهم كحد ادنى لحقوقهم المشروعة. و هذا التحالف المرتقب يكون بين روسيا و تركيا و ايران و سوريا و حتى العراق، و اردوغان هو راس الرمح في هذا التحالف ضد طموحات الكرد و مشاريعهم المستقبلية فى المنطقة وهو العراب لهذا التحالف المشؤوم و الخطير على مستقبل المنطقة بشكل عام و الكرد و مستقبلهم بشكل خاص.تناسوا ان عدوهم و عدو السلام و الامان فى المنطقة هي عصابات داعش الارهابية و ليس الكرد الشجعان و المقاومون للارهابين.

اردوغان بعد الانقلاب العسكرى الفاشل اصيب بهستريا و فوبيا الكرد و لا يعلم كيف يقف بوجه طموحاتهم و هو لايستطيع على الارض ان يقاوم و يدافع عن دولته و حدوده، لهذا يصول و يجول بين عواصم تلك الدول من موسكو الى طهران ثم الى بغداد و بعد ذلك الى دمشق مستقبلا و حتى لتل ابيب الاسرائيلية، فقط من اجل الوقوف بوجه الكرد و طموحاتهم. اردوغان رغم كونه قائد مسلم ولكن من اجل طموحاته ومصالحه مستعد ان يقف ضد اخوانه من الكرد المسلمين بل وهو على استعداد ان ينحني امام بوتين المسيحى و نتانياهو اليهودى.

اردوغان وبسبب سياساته الخاطئة فى المنطقة نتيجة غروره و كبريائه و حساباته الخاطئة و تقيمه غير صحيح للاحداث فى المنطقة بشكل استعلائى و غير دقيق جعلته يعمل على ارتكاب المجازر الانسانية فى سوريا و العراق بسبب تعاونه المباشر السرى و العلنى على مستوى الدولة و الاستخبارات لداعش و عصاباتها و حفنة قليلة من المرتزقة المعارضين لنظام البعث السورى و حتى السلطات العراقية فى بغداد، كل هذه المحاولات اليائسة و البائسة لاردوغان و مرضه (جنون العظمة)حولت المنطقة الى جهنم حقيقى لشعبه و استقرارهم.

اردوغان وسياساته الخاطئة سبب رئيسى فى دمار و استمرار الحروب وظهور داعش في المنطقة كما يعتبر هو المسؤول الاول و الاخير فى ارتكاب جرائم عصابات داعش و امثالهم فى قتل و تشريد مئات بل الوف من السكان المدنيين اطفالا و نساءا و شيوخا فى سوريا و العراق ويجب ان يحاكم على كل هذه الجرائم البشعة بحق الانسانية وشعوب المنطقة.

واخيرا ككردى اقول لهؤلاء الحكام المتسلطين على رقاب شعوبهم، كفاكم عدوانا وتأمرا ضد الكرد، الشعب الكردي صاحب التاريخ والجغرافية منذ القدم هو جيرانك و اخوك فى الدين و الانسانية، فكفاكم تأمرا مع الغير بوجه تطلعات الكرد المشروعة نحو غد افضل و مستقر و مزدهر، أن الاوان ان تعرفوا حقيقة ان حل مشاكل المنطقة يجب ان يمر من خلال الكرد وهذا لايتم الا بحل جذري للمسالة الكردية اولا وايضا حل للمسالة الفلسطينية، عندئذ فقط تنعم منطقة الشرق الاوسط بالسلام و الامان والاستقرار،وحل المسألة الكردية الامثل هو فى بناء دولتهم القومية المستقلة على كافة اراضيه لانهم سيكونون عامل مهم لازدهار وامان وبخلافه ستستمر الحروب و الاقتتال فيما بين تلك الشعوب في المنطقة و يجب ان يدرك الجميع بان فسيفساء المنطقة بدون ايقونة الكرد لن تكتمل صورتها الجميلة والواضحة المعالم في المنطقة،وخير شاهد على هذه الحقيقة التاريخ المأساوى والاسود ل100 عام مرت .و اقول لكم ان الكرد بطبيعتهم اناس شجعان و أقوياء وقت الشدة و الحرب وفي السلم هو حليم و صبورا مثل حمامة السلام و لاترهبه اية تحالفات و تامرات ضده،قال الله عز فى محكم اياته ((الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )) .ولهذا ايها الناس و الحكام المسلمين كفاكم تامر و تحالف ضد اخوانكم و جيرانكم من الكرد المسالمين و المحبين للسلام و الامان و الازدهار.

&

كاتب كردى من كردستان العراق

[email protected]