&

لطالما كان للتاريخ والجغرافيا الاثر السلبي في حياة الكرد وتعايشهم فى منطقة الشرق الاوسط فمنذ قدم التاريخ والحروب و التناحرات السياسية و العسكرية بين دول المنطقة تحتم عليهم المشاركة وان كانوا كارهين لها &ولموقع الجغرافي لكردستان فى وسط الشرق الاوسط جعلها ملعبا و مسرحا رئيسيا لصراعات المنطقة و حتى صراعات الدول العظمى، ولهذين السببين اصبح الكرد و كردستان جزءا لا يتجزء من مشاكل المنطقة ،و مشاكل المنطقة السياسية و الاقتصادية لاتحل الا بحل المسألة الكردية من جذورها، ولا تنعم المنطقة بالخير و السلام و الامان و التقدم الا بحل المسألة الكردية.كما اصبحت المسالة الكردية جزء من المعضلات و المشاكل في المنطقة لذلك يجب ان تكون جزء مهما و رئيسيا فى الحلول و المعالجة.
من المعلوم ان القرن العشرين &ليس بقرن الكرد لانهم انقسموا على اربعة دول فى المنطقة بحسب اتفاقية سايكس بيكو فى عام 1916، والان وبعد مرور مئة عام على هذه الكارثة يجب &على القادة و الشعوب في المنطقة ان يفكروا بجدية و انسانية لحل المسالة الكردية المحورية فى المنطقة و يجب ان يحولوا الظلم و الاستبداد الى اخوة و تعايش سلمي مع الكرد و بهذا يردون الجميل الى صاحبه لان الكرد فى المنطقة عامل مهم و مأثر فى عملية التغيير القادمة في المنطقة ،و اية دولة او قيادة او &شعب يساعدون الكرد من اجل وصولهم لطموحاتهم المشروعة يستفيدون من هذه المساعدة و التعاون المشترك فى المستقبل ، لان كثير من المراقبين السياسيين يرون فى القرن الواحد و العشرون قرن للاقليات الموجودة والمتعايشة منذ قدم زمان &فى المنطقة مثل الكرد &و الامازيغيين و القبطيين و الشركس و العلويين و استحصالهم على طموحاتهم المشروعة فى تاسيس دولهم المستقلة و كقرن لانهاء الظلم و الاستبداد الطويل عليهم.
الكرد بعد انتفاضة الشعب الكردى فى ربيع المقدس فى عام 1991 فى كردستان العراق و بأجماع ارائهم فى برلمان كردستان اعلنوا فى 4/10/1992صيغة الفدرالية للتعايش مع اخوانهم العرب و الاقليات الاخرى فى داخل الدولة العراقية الفدرالية بسلام و امان و حفاظا على ثروات الطبيعية و قدرات السياسية و الاقتصادية للبلد تحت مظلة الديمقراطية و الحريات و الاخوةو نظام فدرالى برلمانى مشترك و متساوى بين القوميات و الاديان و المذاهب المختلفة ، ولولا &الخطط الجهنمية لاعداء العراق و شعوبها و لولا العمليات الارهابية من قبل &منظمات القاعدة و داعش لما وصل العراق الى هذه المرحلة الدموية بين &مختلف مكونات شعبها،بل اصبح العراق نموذجا حيا للاخوة و التعايش السلمي و نموذجا للتطور و التقدم تحت نظام فدرالى و ديمقراطى يحتذى بها من قبل الدول و الشعوب الاخرى فى المنطقة.والفدرالية شعار هذه المرحلة التى رفعها الكرد للتغير نحو الافظل و التقدم فى المنطقة .
والان وفى 17/اذار 2016 مرة اخرى الكرد اعلنوا الفدرالية كنموذج حى و واعد فى كردستان الغربية و كنظام مستقبلى لسوريا الجديدة،وبهذا برهنوا الكرد انهم لا يردون الانفصال و لا التجزئة للدول و الشعوب المنطقة بل يريدون انظمة حكم ديمقراطية &يتجسد فيها الحرية و الاخوة والتساوى لانهم يعرفون جيدا اذا ماكانت الانظمة السياسية &انظمة ديمقراطية و فيها &تحفظ الحريات و العدالةالاجنتماعية و المواطنة الحقيقية &و المقدسات الفردية ،اذا لايردون &لاالانفصال و لا التقسيم للبلدان و الشعوب. ولكن اذا كان انظمة الحكم استبدادية و ظالمة و منكرة لوجود القوميات والاديان و المذاهب الاخرى &فمن حق كل الاقليات ان يطالبوا بالاستقلال و الحرية و الانفصال و الخروج من طاعة ولى امرهم الغاصب و المستبد.
ومن المعروف ان انظمة الفدرالية الموجودة فى العالم و المنطقة برهنوا بانهم انظمة حكم جيد و متفوق و نموذجا حيا وواقعيا لحل المشاكل مابين مكنونات المختلفة فى بلد واحد و يجب ان يحتذى به، فمثلا امريكا و سويسرا و برازيل و الهند &و المانيا الاتحادية هم دول كبار و متطور ومتكون من انواع مختلفة &من القوميات و الاديان و المذاهب ولكن منذ مئات اعوام يعيشون بسلام وامان و اصبحوا نموذجا &مشرقا للتطور و الانسجام و نبذ العنف و التعصب ،وكلنا فى هذه المنطقةقادة و شعوبا &نحلم بعيشهم و انظمتهم و نهاجر من بلداننا الجهنمية و نروح لكى نعيش فى جنات اوروبا و امريكا و استراليا و غيرهم من الدول وحتى &كثير من القادة و اصحاب اموال العرب والمسلمين لايأتمنوا لبنوك بلدانهم بل يأتمنوا لبنوك هذه الدول &و يفتحون حساباتهم المصرفية و يخزنون ثرواتهم الطائلة فى هذه الدول لانهم اصحاب انظمة حكم ديمقراطى و الحريات و العدالة الاجتماعية .
برأي الكثيرين من المراقبين السياسيين يجب على القادة السياسين فى المنطقة ان يفكروا فى تغير مناهج الحكم و السلطة &من نظام وراثى او عائلى او مركزى &الى الفدرالية لان الفدرالية على الاقل فى هذه المرحلة اصبحت شعارا &قويا لحل هذه المشكلة بدلا من الانفصال و الاستقلال، لان الفدرالية فى معناها و مضمونها يعنى تقسيم السلطات الادارية &و المالية من لدن المركز الى اقاليم او محافظات لكى &يديروا امورهم الحياتية بانفسهم وأيراداتهم &المالية المحلية ،واعطائهم الحرية فى تنظيم امورهم الادارية فى مناطقهم التى هم اولى من غيرهم فى ادارتها وبهذا يشجع روح المنافسة الشريفة بين الاقاليم لكى يتفوقوا على بعضهم البعض من كل نواحى الحياتية ، فمثلا اقليم كردستان العراق نموذجا حيا وواقعيا فى العراق &فى تفوقه على باقى المناطق العراق فى الوسط و الجنوب، وكذا &المانيا الاتحادية نموذجا حيا و متقدما بهذا المعنى و حتى اقرب بلدان امثلة فى حكم نظام فدرالى &هى الامارات العربية المتحدة نموذجا متقدما لنظام حكم فدرالى بين جميع الدول العربية و الاسلامية و نموذجا للتقدم و الازدهار السياسى و الاقتصادى و الاجتماعىي منذ سبعينات القرن الماضي و لحد الان .
واخيرا اصبحت الفدرالية على يد الكرد نموذجا و شعار قويا و محبوبا لتغيير الانظمة الحاكمة المركزية و المستبدة منذ مئة عام او اكثر ويجب على الملوك و القادة و حتى الشعوب و النخب المثقفة ان يفكروا و يطالبوا بتغيير نموذج الحكم فى بلدانهم من المركزية المقيتة الى الفدرالية و الديمقراطية و الانفتاح على الشعوب و التطور فى العالم كافضل انظمة حكم حتى تستفيد الشعوب من ثرواتها و ينعمون بالخيرات و الايرادات الكثيرة الموجودة فى بلدانهم وليس فقط المسؤولون و القادة و الانظمة يحكمون و يسلطون على رقاب و ارزاق الشعوب. ياترى هل تستطيع شعوب المنطقة فى تغير نوع و مسار الانظمة وحكامهم الى افضل نموذج حكم او تبقى وتتراوح فى مكانها &فى ظل انظمة حكم مركزى و مستبد؟

&كاتب كردى من كردستان العراق
&