بين مصر والكويت تاريخ طويل من العطاء، بدأ حين جاء&أول طالب كويتي&على نفقته الخاصة الى مصر&في أواخر القرن التاسع عشر وتحديدا عام&1850 لدراسة الطب في الأزهر الشريف، وراقت له الحياة في مصر ، فسكن حبها قلبه ، عاش فيها إلى أن وافته المنية 1863&وفي اوائل القرن العشرين، رحل إلى الكويت عدد من علماء مصر من بينهم الشيخ محمد رشيد رضا ، وبدأ اهنمام &الكويتيين بالصحافة المصرية ، فنشر مؤرخ الكويت عبد العزيز مقالات في عدد من المجلات والصحف المصرية ومن بينها مجلة الشوري،&وبدأت البعثات التعليمية في التوافد على مصر منذ عام 1939 ، وظهر الادباء والشعراء والعلماء ومن بينهم الاديب عبد العزيز حسين ، والشاعر يوسف مشاري البدر ، و الشيخ يوسف عبد اللطيف العمر اول وكيل للمعهد الديني في الكويت .

كانت نقلة نوعية من عالم إلى أخر ، من مجتمع بدوي&بسيط&إلى&عالم المدن الكبيرة،&حيث&الطرق الممهدة&والعمارات الأنيقة، والخضرة&على ضفاف&النيل&،كان اسم الأزهر الشريف يبعث فيهم مشاعر&الفخر،&وهم يتلقون العلم في الجامع والجامعة&، اتصل هؤلاء الشباب بجو القاهرة الثقافى فى مقر عمالقة&الأدب&طه حسين، وأحمد أمين، وأحمد حسن الزيات، تابعوا الحركة السياسية، وقضايا المجتمع المصرى،&ونقلوا تجاربهم الى الكويت.

ذهبت وفود من المدرسين المصريين إلى الكويت للعمل، وارسلت مصر الكتب والأدورات المدرسية دون مقابل لدعم حركة التعليم في الكويت ، وتبوأت الكويت مكانة متميزة في المجال الثقافي سبقت جيرانها من دول الخليج&،&وتم انشاء بيت الكويت في&حي الدقي بالقاهرة&عام 1958،&وكان نواة للسفارة الكويتية ،&ومع تدفق الثروة النفطية&صدرت مجلة العربي الشهرية،&ورأس تحريرها المفكر أحمد زكي بدعم من أمير الكويت الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح ، وباتت المجلة&أحد&أبرز المنارات الفكرية التي عرفها العالم العربي عبر&تاريخه حيث عاصرت حركات التحرر العربي من الاستعمار،&وكانت رافدا ثقافيا مهما للشباب من المحيط إلى الخليج .

عرفت الكويت المسرح على يد الممثل والكاتب المسرحي المصري زكي طليمات الذي كون فرقة المسرح العربي 1961 كنواة للمسرح الكويتي الحديث، تأثرت الحركة المسرحية في بداياتها بمسرح الريحاني، واتجاهه للترفيه ثم تأسست فرقة المسرح الوطني ووضع أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح البلاد على مشارف نهضة ثقافية كبيرة بانشاء المراكز الثقافية ونشطت الحركة الفنية ليخرج من الكويت ممثلون كبار يثررون الشاشة بأعمالهم وانتاجهم لتصبح الكويت في عهد الأمير الحالي الشيح صباح الاحمد الصباح واحة للفكر والابداع ، وعاصمة للثقافة العربية والخليجية.&