حتى لو أن هذا النظام الإيراني قد إستطاع إستيعاب هذه الإنتفاضة الشعبية (الثورة) بإستخدام الحديد والنار واللجوء لكل وسائل وأساليب القمع وكل المحرمات فإن هذا لا يعني أنه قد قضى على المعارضة، التي انخرط في صفوفها غالبية الإيرانيين من فرس وآذاريين وعرب وكرد وبلوش فالثورات، والمؤكد أن علي خامنئي يعرفه تمام المعرفة ومعه بالطبع حسن روحاني وقاسم سليماني،&تشبه النيران التي تهب وترتفع ألسنتها وقد تخمد لبعض الوقت لكنها لا تلبث أن "تثور" مرة ثانية وثالثة وإلى أن تتحقق أهداف مشعليها وهذا هو التاريخ أمامنا ومن الثورة الفرنسية العظيمة وحتى الآن مروراٌ بالثورة الروسية وثورات العالم المتلاحقة كلها.

إن ما جرى خلال الأيام الماضية هو أنَّ علي خامنئي ومعه أزلامه المعممون وغير المعممين ومعه أيضاً الـ "باسيج" وزمر التدمير والقتل الأخرى التي غدت لها السيطرة في العديد من دول هذه المنطقة التي إعتبرها الذين يسمون أنفسهم "آيات الله" جزءاً من هلالهم الطائفي لكن ومع ذلك فقد أثبت أن هذا النظام مجرد نمر من ورق وأنه وحتى وإن تمكن من إخماد هذه الإنتفاضة (الثورة) لبعض الوقت فإنه لن يستطيع إخمادها كل الوقت وهذه هي صفحات التاريخ مفتوحة لمن يريد أن يقرأ والمثل يقول:"لو أنها دامت لغيرك فلما وصلت إليك".


لقد كان الشاه محمد رضا بهلوي يتصرف بعنجهية طاووس يبادر إلى إخافة من يقترب منه بـ "نفش" ريشه وإطلاق صرخات غضب مدوية ومرعبة لكنه عندما جاءت لحظة دفع الحسابات القديمة والجديدة قد غادر مملكته والعاصمة طهران وإيران كلها لا يلوي على شيء وذهب ليطرق أبواب دول العالم القريبة وبقيت الأبواب تغلق في وجهه باباً بعد باب وإلى أن إستقبله الرئيس المصري الأسبق أنور السادات وذلك رغم ما كان وجهه من إساءات سابقة إليه .. وهكذا فقد تم دفنه بعد وفاته إلى جانب أبيه الشاه رضا الذي كان مثله مثل إبنه هذا عنيداً وكان ويخاطب الآخرين من فوق أرنبة أنفه.

والآن فإنه على هذا الذي يعتبر نفسه، كما وصفه حاكم ضاحية بيروت الجنوبية بأنه "حسين" هذا الزمان!! أن يدرك كما كان قال أحد الشعراء:"هي الأيام كما شاهدتها دول..من سره زمن ساءته أزمان" وأنه :"لو دامت لشاه إيران فلما وصلت إلى الخميني وبالتالي فإنها لما وصلت إليه وأن الثورات كالنيران ربما تخمد لبعض الوقت لكنها لا تلبث أن يتعالى لهيبها لتأكل الأخضر واليابس وأن هذه النيران&&ستأكل وبالتأكيد عرش هذا الطاووس الذي يتربع الآن فوقه علي خامنئي الذي غرق في دماء الأبرياء حتى طرف عمامته التي إختار لونها الأسود ليمرر على عباد الله من إيرانيين وعرب وعجم كذبة إستعان بها كثيرون قبله!

قد يغلق قاسم سليماني أبواب سجن "إيفين"، الذي كان بناه الشاه ليغتال&&&&&بذور الثورة في صدور الإيرانيين، وراء المئات والألوف من الذين أشعلوا نيران هذه الإنتفاضة الأخيرة لكن عليه أن يدرك أن أبواب السجون المغلقة هي مصانع الثورات وأن هذه الثورة الإيرانية قد تخمد كنار ملتهبة لبعض الوقت لكنها لن تلبث حتى ترتفع ألسنتها عالياً مجدداً وأعلى كثيراً من المرة السابقة..وإن غداً لناظره قريب.. وإن هذه الـ "إيران" معطاءة وإلاّ لما بقيت تشهد تحولات متلاحقة وعلى مدى حقب التاريخ القريبة والبعيدة.