لغة العلم محكومة بقوانين من خلالها يتم فهم الظواهر وتفسيرها والتنبُّؤ بها، بينما لغة الفلسفة بلا قوانين ضابطة(مجال مفتوح)، لذلك نلاحظ صعوبة الفلسفة وابتعاد الناس عنها وهجرتهم إلى العلوم والأديان والفنون.&
#‏العلم يُقدِّم لك حقائق ونظريات يطمئن لها العقل فيقبلها تماماً، فهو يسعى لإقناعك(عقلياً). وتأتي الفلسفة بمنهجها التأمُّلي الدقيق وتعمل على الموازنة بين العقل والوجدان وكأنَّها تسعى إلى إشباع كل منهما والتوفيق بينهما.
#‏الدين يُقدِّم للإنسان مُسلَّمات كأركان وواجبات،& لذا كان تعريف الإسلام بأنه: التسليم والاستسلام لله جلَّ جلاله والانقياد له بالطاعة، ويأتي التصوف ليبث في الدين الروح، فيجعل من الدين معنى وحياة.
#كما أن الفلسفة تحمي العلم من النزعة(العلموية) ليكون في مصلحة الإنسان، فإن التصوف يحمي الدين من نزعة التطرف ليكون في مصلحة الإنسان كذلك. فالفلسفة تعيد للإنسان إنسانيته كما يرى الفيلسوف ريكور، والتصوف أيضاً يحيي القيم الإنسانية النبيلة في الإنسان.&
#إن التصوف في نظري هو نافذة وطريق لفهم الروح بشكل أعمق من الدين بصورته الطقسية، الدين بصورته الطقسية قد يتحول إلى عادة بلا روح أو شعور، لكن التصوف الحقيقي يمنع من تحوُّل الدين إلى عادة، فالتصوف يرتقي بالدين ليكون أسلوب حياة.&
#قد تجد متدينا إرهابياً، بل قد تجد رجل دين أو فقيه يتحول بين عشية وضحاها إلى متطرف! لكن يستحيل أن تجد صوفياً كذلك، لماذا؟ لأن الحب عنوانه، الحب منهجه، الحب غايته.&
#‏ما يجمع الفلسفة والتصوُّف هو أن كل منهما لا يمكن تعلُّمه بالطريقة التي تُعلَّم من خلالها سائر العلوم، وإنما هما تجربتان يعايشهما الفرد ويخوض في غمارهما، وبعد ذلك يستطيع أن ينطق ويتحدث بما شعر به أو أدركه عن واقع تجربة وخبرة.
#‏‎‎تجدهم يعترضون على وضع باقات ورد على قبور الموتى بحجة أنه لن ينتفع بها، مع أن القضية أصلاً قضية إشباع لأمور نفسية داخلية، وهي مماثلة في الأصل لمن يقرأ سورة يس أو يدعو عند قبر المتوفَّى ويستحضر في أعماقه أن الميت ينتفع بها، جميعها ينتفع بها الحي أكثر من الميت(نفسياً أتحدث)
#‏قاموا بتكفير الحلَّاج، قاموا بتكفير أبو العلاء المعرِّي، قاموا بتكفير كل من يشذ عن آرائهم، والآن يُكفِّرون شحرور رحمه الله ويزندقونه! لا أحد يروق لهم..عندما يكون التكفير لغةً وهاجساً لدى الإنسان فهي البذرة الأولى نحو صناعة(شخصية داعشية).
#قوله تعالى (قل يا أيها الكافرون) ليس دلالة على جواز وإباحة تكفير الآخر ووصفه بالكفر والتساهل في ذلك، بل هي مُقيَّدة بالحوار بين أتباع الديانات على سبيل التقبُّل والتعايش لا على سبيل الرفض والإقصاء والعداء، بدليل أنه أتبعها بقوله(لا أعبد ما تعبدون* ولا أنتم عابدون ما أعبد*ولا أنا عابد ما عبدتم*ولا أنتم عابدون ما أعبد*لكم دينكم وليَ دين).&
#‏انطق ذاتك، لا تبالي بما سيقولون، كن كما أنت، لا تتصنَّع أمراً لا تهواه أو لا تجيده، الحياة أقصر من تضييعها في الإثقال على النفس من أجل الآخرين.
#‏من الأقوال التي لا أستسيغها ولا أُؤمن بها، مقولة أن كل إنسان له أعداء، حيث أنها تعمل على ترسيخ الكراهية في القلوب، وإذا افترضنا أن الإنسان بالفعل له أعداء، فلا تنظر لهم أنت على أنهم كذلك، حينها تريح قلبك وعقلك.