تنادت بعض الدول العربية والاوروبية الى رفع شعار، "الخوف على استقرار المنطقة الشرق اوسطية". هذا التنادي جاء على خلفية قتل الامريكي للمجرم الايراني قاسم سليماني. حيث ارسل قابوس سلطان عمان وفدا للوساطة الى طهران. كعادة هذا القابوس، كلما تعرضت ايران لمضايقة ما. كأني به لا وظيفة له في العالم العربي، سوى التوسط المخابراتي لكل مجرم. حيث تمتاز تحركات السياسة القابوسية، بأنها سياسات تحت الطاولة. وما يرشح عن تحركاته السياسية سوى القليل. حتى انه من الملاحظ في السنوات الاخيرة، ان عمل السياسة العمانية هو التوسط، بين امريكا وايران، او بين ايران واسرائيل. بين الاسد واسرائيل، بين الاسد وبعض امراء الخليج. لم نلحظ أي نشاط آخر للسياسة القابوسية. الوفد العماني رفضت ايران وساطته كما اشيع بالاعلام!! من هذه السياسة القابوسية يمكن لنا ان نعرف، عن أي استقرار تريده هذه الدول. المشهد الاعلامي الاوروبي ايضا كان مقرفا، في التعاطي مع مقتل سليماني. المشهد الاوروبي يعتبر ما يقوم به وما قام به سليماني من عمليات قتل للسوريين واليمنيين والعراقيين، امرا طبيعيا. لا يأتوا على ذكره في مواقفهم العبقرية الداعية للاستقرار في المنطقة. حتى الامم المتحدة اعلنت على لسان رئيسها ان المنطقة لا تتحمل حربا أخرى.
بالمحصلة ترامب اتاهم من حيث لا يتوقعوا. قاسم سليماني كان يسرح ويمرح قتلا ونهبا وتشريدا في سورية والعراق واليمن ولبنان، تحت الحماية الامريكية التي اسس لهااوباما.. سليماني لم يكن يتوقع ابدا ان يكون الهدف الامريكي، ولا أظن ان احدا آخر من المعنيين والمراقبين والمحللين ولا حتى قابوس ذات نفسه!!. كما أن امريكا ليست بحاجة احد لمعرفة تحركات سليماني ولا أي قاتل آخر في المنطقة.
كل هذه الدماء السورية واليمنية والعراقية التي اراقتها ايران ومندوبها سليماني، لا تعني لهذه الدول المتنادية والخائفة على استقرار المنطقة شيئا. بالاخص مسيو ماكرون راعي الارهاب الايراني الثاني في المنطقة، بعد امريكا اوباما. في هذا السياق لابد من التذكير ان القابوسية هي جزء من السياسة البريطانية. حيث تأتي الاشارة بالغالب من لندن.او بدون اشارة احيانا.
ربما توقعوا استمرار القصف الامريكي لبعض المواقع المليشياتية التابعة لسليماني في العراق او سورية. لان هذا الامر كان يحصل منذ مدة قصيرة. لكن لم يتوقعوا ضربة بهذا الحجم. رغم ان قاسم سليماني في النهاية، ليس سوى "ازعرا من زعران" الولي الفقيه. كحسن نصر الله وعبد الملك الحوثي. الفارق ان سليماني يقود زعران خامنئي الآخرين كونه ايراني وموفده.
غيابه لا يؤثر ابدا على هيكلية نظام الملالي.
لذا ارى من المفيد ان نطالب هذه الدول، بأن تشرح لنا ماذا يعني الاستقرار في الشرق الاوسط؟ الا اذا كان قصد هذه الدول ان تحمي ايران وسلوكها. رغم ان الامريكي حتى اللحظة لا يريد سوى الاستمرار بسياسة الاحتواء لايران ليس اكثر. لكن هذه المرة كانت سياسة شرسة اكثر من المعهود. هل الجريمة الاسدية الايرانية الروسية المستمرة في ادلب، تعد استقرارا؟ هل الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها عصائب ايران بحق شباب العراق هي استقرار للمنطقة؟ أم دعم الحوثي بصواريخ تستهدف السعودية وقتل اليمنيين تعد استقرارا؟ هل احتلال لبنان من قبل زعران حزب نصر الله استقرارا، او رفع صور سليماني على طريق مطار بيروت؟اليس ما تريده هذه الدول هو استقرار هذا الاجرام بحق شعوبنا؟ ليعطونا سببا آخر غير هذا؟ استقرار ماكرون وغيره من القادة، حتى يستمر الفرد في هذه المنطقة، يبحث عن حق الحياة، وليس حقوق أخرى. حق الا يقتل اذا طالب بحق من حقوقه.
لننظر الى لوحة المعزين في طهران. العراقيون والقطريون والعمانيون واللبنانيون والاسديون والحمساويون. هؤلاء من وصفوه شهيدا. الملاحظ" background الجزيرة" خلفية الاستديو الاخباري هي صورة سليماني!!
المستغرب انني لم اسمع تعازي صينية روسية.
ملاحظة اخيرة: سياسة الاحتواء التي تنتهجها امريكا مع ايران، تحمل دوما مساومات ومواجهات ومقايضات وتواطؤ. حسب الحاجة الامريكية. لكنها ابدا لم تصل الى مرحلة كسر العظم. ولا اظن انها ستصل.
- آخر تحديث :
التعليقات