ما كان الإعتقاد، إنْ بالنسبة للعرب كلهم وإنْ بالنسبة للعالم بأسره، أن حكاية "كورونا" جدية وأنَّ هذا الـ "فيروس" اللعين الوافد من الشرق البعيد سوف يرعب الكرة الأرضية بكل دولها وكل شعوبها أكثر مما كانت قد أرعبتها القنبلتان النوويتان اللتان كان الأميركيون قد ألقوها على مدينتي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين وحيث لا يزال رعب ما أحدثتهما مستمراً ومتواصلاً حتى بعد كل هذه السنوات الطويلة.
لقد كان من الممكن أن ينتهي هجوم "كورونا" التي أصبح إسمها :"كوفيد19" في ووهان الصينية لو أن بكين قد بادرت إلى إبلاغ كل دول الكرة الأرضية بمدى ما سيشكله هذا على البشرية كلها ولو أن الدول الكبرى المعنية قد تعاملت مع الأمر بكل جدية وبادرت منذ البدايات إلى إتخاذ كل الإجراءات التي إتخذتها لاحقاً وبعدما:"سبق السيف العذل" كما يقال.
وحتى على صعيد الدول العربية، ومن بينها الأردن، فإن المفترض أن كل هذه الإجراءات اللاحقة قد أتخذت منذ البدايات وأهمها إغلاق الحدود والمطارات كلها وبدون أي إستثناء والطلب من الوافدين "سواحاً" وغير سواح بمغادرة البلاد خلال ساعات قليلة وعلى أن يترافق هذا كله مع "سنّ" عقوبات رادعه ضد كل مواطن يتهاون في هذه المسألة الخطيرة التي باتت تهز الكون بأسره ومن أقصاه.. إلى أقصاه!!.
لقد تم التعامل مع هذا الطارىء المرعب الذي بات يشكل قنابل نووية غدت تنفجر في العالم من أقصاه إلى أقصاه بعدم إكتراث وعدم جدية وهذا حتى بالنسبة للدول الكبرى، الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وروسيا وفرنسا وغيرهما، وكان المفترض أن تكون هناك غرفة عمليات كونية تشارك فيها هذه الدول الآنفة الذكر كلها ويقيناً أنه لو تمّ هذا لما أصبح هذا الـ "فيروس" اللعين يثير كل هذا الرعب في كل شبر من الكرة الأرضية.
ثم وإنه لا يعقل أن تقف الدول العظمى، الولايات المتحدة ودول الإتحاد الأوروبي وروسيا.. والصين، عاجزة أمام أفواج هذا الـ"فيروس" اللعين الذي أرعب قادة هذه الدول كلها والذي تمكن من إختراق أجساد بعضهم وحيث أصبح الوضع على ما هو عليه الآن إن بالنسبة لهذه الدول الكبرى وإن بالنسبة للدول الصغرى التي تعامل المسؤولون مع هذا الأمر في بعضها بأساليب بدائية ومتخلفة وإلى أن باتت الأوضاع على ما هي عليه الآن.
التعليقات