أدى السياسي القومي، محيي الدين ياسين، اليمين الدستورية رئيساً لوزراء ماليزيا، بعدما اختاره ملك البلاد خلفاً لمهاتير محمد.

وختمت مراسم أداء اليمين أسبوعاً من الاضطرابات، وتبديد محاولة مهاتير محمد العودة إلى السلطة، بعد أن تعهد بالسعي لإجراء تصويت في البرلمان للطعن في مستوى الدعم الذي يحظى به محيي الدين، لكنه أقر بأنه قد يفشل.

أقل من عامين هي عمر محاولة مهاتير القبض على مقاليد حكم البلاد، بعد انضمامه إلى منافسه القديم أنور إبراهيم (72 عاما) لهزيمة حزب المنظمة الوطنية المتحدة للملايو الذي حكم البلاد ستة عقود، وذلك استناداً على برنامج يتصدى للفساد.

ولكن يبدو أن نمط السلوك الذي اتبعه في سياسته الخارجية، وانخراطه في فوضى حلفاء أيديولوجيين مثل الرئيس التركي رجب أردوغان، جعل من عودته شاقة ومعقدة ومصيرها الفشل.

شكلت عودة مهاتير وهو في منتصف عقده التاسع إلى السلطة، إشارة واهمة إلى لاعبين إقليميين، استبشرت به منصات الإخوان المسلمين في تركيا وقطر ولندن وماليزيا، وهللت فضائياتهم وقنواتهم المختلفة، وجعلوا من عودته بداية لنهاية نفوذ السعودية والإمارات وحلفائهما في المنطقة، سيما وقد جاء في ذروة المواجهة الحادة مع موجة الإسلام السياسي وتسجيلها خسارات متتابعة في عدد من المواقع والمناسبات.
سريعاً انخرط مهاتير في سلسلة من الورطات والصدامات، واقتحم من حيث يدري أو لا يدري لعبة غير محسوبة العواقب، واندفع إلى خانة المتاعب، وبدأ مهاتير عهد عودته بمناكفة السعودية وإثارة الشكوك حول الدور الذي يقوم به التحالف العربي لدعم الحكومة اليمنية لاستعادة الشرعية في بلادها، وحثّ على انسحاب بلاده من التحالف ومراجعة دورها فيه.

وقد استقطبته قطر إلى منتدى الدوحة الأخير، وأفسحت له المنصة وقلدته شخصية العام وزادت في الترويج له وللقمة التي أخذ يحضّر لعقدها في كوالالمبور بحضور زعماء تركيا وإيران والتأثير على منظمة المؤتمر الإسلامي ومكانة السعودية فيها بعد أن استعصت على الانضواء تحت أجندتهم والاستجابة لأيديولوجيتهم.

ورغم أن القمة سجلت فشلاً ذريعاً، بسبب عزوف الكثير من القادة المسلمين عن المشاركة فيها، واقتصارها على عدد محدود، من بينهم إيران التي تسبب حضورها في زيادة نقمة المجتمعات العربية وزهدها في جدوى وأهمية هذا التجمع الخديج.
شعر مهاتير أن فشل القمة جاء بسبب التأثير السعودي وثقلها في العالم الإسلامي، ولم يكف عن إيذاء الرياض بتصريحاته المتوترة.