غير مؤكد وغير ثابت باليقين القاطع أنّ قطر "الشقيقة" لم تشهد في الفترة الأخيرة محاولة إنقلابية فاشلة قام بها الشيخ حمد بن جاسم ضد الشيخ تميم، لأنه يعتقد بل على قناعة بأنه الأحق بإمارة هذا البلد؛ ليس من الأمير الحالي وإنما من والده الأمير السابق، وهذه مسألة لا يجوز لمراقب عن بعد الخوض فيها فـ "أهل مكة أدرى بشعابها"، وهناك أمراء قطريون من: "عظام الرقبة"، كما يقال، هُم الأكثر معرفة بهذه المسألة الداخلية وهم "معارضون" وعلى رؤوس الأشهاد، وليس أغلب الظن لا بل المؤكد أنهم وراء ما جاء في صحف ووسائل إعلامية بعضها لا تنقصه المصداقية عن هذه المحاولة الإنقلابية التي ستكشف الأيام المقبلة، إنْ كانت قريبة أو بعيدة، الحقائق كلها حول هذه المسألة، وهناك مثل في بلدان المناخات الباردة يقول: "سيذوب الثلج وسيظهر ما تحته"!!.

ولعلّ ما يجعل ما نشرته بعض الصحف وما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول هذه المسألة فيه بعض الصحة إن ليس كلها هو أن "قطر" حماها الله وحما شعبها الشقيق من كل مكروه، غير غريبة على الإنقلابات العسكرية، فالمعروف أنّ الأمير السابق حمد بن خليفة آل ثاني كان قد إنقلب على والده "خليفة" وأنه قد طرده شرّ طردة، والمعروف أن مهندس هذا الإنقلاب هو الشيخ حمد بن جاسم الذي، كما يقال ويتردد، إنه وعائلته الأحق بأن تكون هذه الإمارة لها، وهذا قيل وتردّد كثيراً إن في "الدوحة" وإنْ في مقاهي وفنادق لندن الجميلة.. التي من المعروف أنها ودائماً وأبداً: "مربط خيل" الذين يُزاحون من مواقعهم وبخاصة في بعض دول إمارات الخليج العربي الصغيرة.

وبالطبع؛ وحتى إذا كانت محاولة الإنقلاب الأخيرة غير مؤكدة فإنّ أهل الخليج العربي يتحدثون في السرّ وفي العلن عنْ أنّ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني يرى أنه الأحقُّ بأن يكون على رأس هذه "الإمارة" حماها الله، من خليفة الأب ومن حمد الإبن وبالطبع من تميم.

ومما تجدر الإشارة إليه ويتحدث به "ناس" الإمارة القطرية، الجميلة حقا، هو أنّ بن جاسم قد تنحّى عن موقعه كرئيس للوزراء في اليوم نفسه الذي تخلى فيه الأمير السابق عن مواقع الحكم لحساب إبنه، والبعض يؤكد أنّ الأمير الجديد هو من قام بتنحية وتعيين الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة مكانه خشية من طموحاته وتطلعاته التي يجمع معظم القطريين على أنه لا حدود لها.

في كل الأحوال إنّه ليس مجرد "لغط" لا بل هناك معلومات متداولة إنْ في قطر نفسها وإنْ في بعض إمارات الخليج العربي الأخرى عن أنّ هناك "معارضة" قطرية فعلية وجدية، وأنّ هناك غير رئيس الوزراء السابق الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة من أبناء هذه العائلة الكريمة الحاكمة والمنتسبين إليها إنْ عن قرب وإن عن بعد من يرفعون راية المعارضة الفعلية وهذه قضية معروفة ولا ينكرها إلاّ بعض "الوافدين" الذين باتوا يحملون الجنسية القطرية وغدوا "يزايدون" حتى على أبناء عائلة آل خليفة.

على كلٍّ إنّ المؤكد أنّ الأيام المقبلة القريبة وليست البعيدة ستكشف الكثير من المستجدات بالنسبة لهذه المسألة، وحيث أنّ هناك مثلاً متداولاً يقول: "أنه لا يمكن تخبئة "الرمح" في كيس من القنب" إذْ أن مثل هذه القضايا بالإمكان التعتيم عليها لبعض الوقت لكنه لا يمكن التعتيم عليها كل الوقت "وإن غداً لناظره قريب"!