"التنبيش" مصطلح مبتدع من اختراع (مرجئة أدعياء السلفية)، الذين احتكروا "السلفية" في جماعتهم، كما احتكروا "الوطنية" في حزبهم، ليجددوا "آيدلوجية" السرورية و"حزبية" الإخوانية حين احتكروا الدين لتنظيمهم وزايدوا على الحكام والمحكومين، ثم صاروا مطايا لسلطانهم المغولي الذي بالأمس احتلهم وقتل أجدادهم، ثم اليوم يمتطيهم العصملي لتحقيق أجنداته العثمانية الجديدة.

وإذا كان ولا بد من "التنبيش" فليكن موضوعياً بتحقق شرطين:

الأول: أن يكون المنبِّش "محايد ومتجرد"، ومُزَكّى بالثقة والعدالة، لا أن يكون من أرباب "السوابق الجنائية"، ومن شهد عليه كبار العلماء بأنه "مرجئ لعاب"، وأن يكون التنبيش علمي وغير موجه وحزبي، ووفق القواعد البحثية التي تدرس الآراء ولا تستلها من سياقها الزمني، فقد تجد الرجل في صدر مجالس ولاة الأمر ويصور معهم، ثم إذا تجاوز النظام فيتم محاسبته شرعاً، ولا أحد فوق القانون.

والثاني: الا يكون التنبيش انتقائيا بحيث تنبش كلاماً قبل ربع قرن له ظروفه الزمنية لمجرد أنك خاصمته، وتترك نبش نفسك كوقوفك ضد "اليوم الوطني" ثم تزايد على الناس في وطنيتهم، وصاحبك وأفراد حزبك الذين للتو كانوا يحاربون الرؤية وبرامجها، ويقاومون الترفيه وفعالياته، ويهاجمون السينما واختلاطه، فضلاً عن الإعلام الوطني، ثم تراهم يعتلون منابر المساجد وكراسي الدروس والمحاضرات وبلا تنبيش.

وكما أكرمَنا "الحزم" بطي صفحة "الإخوان"، فستطوى كل صفحة "ضالة"، وتبقى "السلفية" نقية بلا مرجئة، و"الوطن" عادل بلا لعابين.