منذ بدء جائحة كورونا و حالة الشلل التام أصابت المهرجانات السينمائية في جميع أنحاء العالم ومن ضمن هذه المهرجانات ، المهرجان الرائد سعوديا ً مهرجان أفلام السعودية والذي يقام في الدمام ، والذي كان مقررا ً اقامته في ابريل الماضي ولكن تم تأجيله لبداية سبتمبر واقامته بشكل كامل افتراضيا عبر اليوتيوب.

وعلى مدى 6 أيام عرض 53 فيلماً ضمن ثلاث مسابقات وه الفيلم الروائي والفيلم الوثائقي وأفلام الطلبة.

تجربة العرض افتراضيا ً تجربة جرئية ولايحبذها صناع السينما لكن بالنسبة لمهرجان أفلام السعودية كانت التجربة ناجحة جدا ً لعدة أسباب:
مواجهة صناع الأفلام بالجمهور مباشرة بعيدا ً عن مجاملات أو محسوبيات زملاءهم من صناع الأفلام أو لجان التحكيم، فالجمهور يقيم الفيلم بناء على مايراه وتقييم مباشر وشاهدنا ذلك بعد كل فيلم من خلال المحادثات المباشرة والتي ساهمت في زيادة التفاعل اللحظي ومواكبة هذه العروض بالنقد والملاحظات.

نقطة أخرى وهي خلو السعودية من صالات السينما المستقلة، ودائما ماكان يتساءل الجمهور مع كل فوز فيلم سعودي بجائزة في أحد المهرجانات عن مكان عرض هذا الفيلم وأين يمكن مشاهدته ـ خاصة فيما يخص الأفلام القصيرة ـ ، لذا كان هذا المهرجان منصة مهمة لكل مهمتم بالسينما السعودية كي يتمكن من مشاهدة الجديد حولها.

بالنسبة للأفلام التي عرضت كان هناك عدد من التجارب المميزة والتي تنبئ بصناع سينما مميزين كفيلم باركود لمخرجه محمد علي ، وفيلم عودة لأنس الحميد وفيلم امرأة عاقلة لمحمد مكي ، وكانت صور عمر الدايل غاية بالجمال والروعة وهي تصور وثائقيين جميليين وهما ابن فرزان وفيلم المجمعة.

ويجب أن لا أنسى صناع فيلم 12 وهو للمخرج صالح محمد الفيلم المصنوع بحرفية عالية وأداء مميز من جميع الممثلين على رأسهم نايف الظفيري والذي أراه موهبة مهمة في قادم السنوات.

مع ختام الدورة السادسة لمهرجان أفلام الدمام ، وانتظار الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ، أرى أنه حان الوقت لعمل مهرجان سينمائي دولي في الرياض، المواهب عديدة والدعم الحكومي من أعلى المستويات ، والسوق والمنطقة العربية تحتمل مهرجانات سينمائية عربية ، وليس أجمل من إقامة ثلاثة مهرجانات سينمائية دولية تقام على مدار العام في المملكة.