"إذا سمعتم بهذا الوباء ببلد فلا تقْدموا عليه وإذا وقع وأنتم فيه فلا تخرجوا منه"

هذا ما كان قاله الرسول، صلى الله عليه وسلم، عن "طاعون عمواس" الشهير الذي بدأ إنتشاره في عام "18" الهجري "639" ميلادي من قرية كانت صغيرة إلى الغرب من بيت المقدس وعمّ بلاد الشام كلها وأدى إلى وفاة خمسة وعشرين من القادة المسلمين وقيل ثلاثين ألفاً بينهم عدداً من كبار قادة الجيوش الإسلامية من الصحابة الأبرار، رحمهم الله، مثل: أبوعبيدة عامر بن الجراح ومعاذ بن جبل وابنه عبدالرحمن ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة والفضل بن العباس بن عبدالمطلب وأبو جندل بن سهيل.. وغيرهم.. وقبورهم لا تزال تعتبر "مزارات" إسلامية في غور الأردن.. ،رضي الله عنهم، وأنا من الذين زاروها مراراً لأقرأ "الفاتحة" عليها عندما كانت تلك المنطقة في نهاية ستينات وبدايات سبعينات القرن الماضي مطرزة بـ "القواعد" الفدائية.

وحسب ما جاء في كتب وروايات التاريخ أن الرسول محمد صلوات الله عليه قد ذكر في أحاديثه الشريفة: "ست علامات من علامات الساعة الصغرى هي: موت النبي وفتح بيت المقدس" ثم "موتان يأخذ فيكم كقصاص الغنم" والسؤال هنا هو: هل يا ترى أن هذا الذي يضرب فينا ويضرب الكرة الأرضية كلها: "كوفيد 19" هو أحد الموتين اللذين تحدث عنهما النبي صلى الله عليه وسلم ولعل ما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن هذه الـ "كورونا" فيها صفات كثيرة من ذلك الطاعون: مثل: الحمى والصداع والضعف العام وأن ظهور أعراضه تبدأ بعد سبعة أيام من الإصابة به.

والمهم أن هذا: "الطاعون الجديد" مثله مثل: "طاعون عمواس" في ذلك الزمن الذي بات بعيداً قد سعى الأطباء في أربع رياح الأرض لإيجاد علاج له ولكن "فعلياًّ" بدون أي جدوى وأن كل الأدوية التي يجري تداولها هي بالأساس لأمراض أخرى وأن العلماء في العالم كله لا زالوا في حيرة من أمورهم وهكذا فإنّ كل ما قيل عن: الكلوركين والهايدروكسيوكين لا يشكل علاجاً لهذه البلوى الإبادية وأن كل ما ذكر من علاجات هي لأمراض أخرى هي غير هذا الوباء مثل "الإيدز" والإلتهابات: وهنا تجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية كانت قررت وقف إستخدام بعض العلاجات التي دارت حولها الشكوك وبأنها قد تسبب إزدياد نسبة الوفيات وأنه لا فائدة علاجية منها وأن بعض ما يتردد هو أنه من الأرجح أن تبادر الوكالة الأوروبية للأدوية إلى سحبه من دليل العلاج في غضون أيام.. وهنا فإنه ليس بوسعنا إلاّ أن نقول: "الله يستر"!!.

لقد كان "طاعون عمواس" هذا قبل 1381 عاماً وهو الآن لم يعد يُذكر وقد تجاوزته المراحل التاريخية كلها ومثله مثل العديد من الأمراض السارية القاتلة التي إنتهت وغابت ولم يعد لها أي ذكر وهكذا فإن المؤكد أن هذا سيكون مصير "كوفيد 19" ولكن بعدما يكون قد إختطف أرواح ربما الملايين في دول هذا الكون كله وأسال الله جلّ شأنه أن يرأف بعباده الذين بات يحصد أرواحهم هذا الـ "فايروس" الذي لا لون ولا طعم ولا رائحة له.
ثم وحتى يلحق هذا الـ "كورونا" بطاعون عمواس وبالعديد من الأمراض السارية التي لم يعد لها ذكر، بعدما حصدت أرواح الملايين من أبناء هذا الكون الذي لا يعرف نهايته إلاّ الله جلّ شأنه، فإنه على سكان الكرة الأرضية أن يرأفوا بأنفسهم وبالآخرين الذين بات يطفح بهم هذا الكون العامر وأن يتبعوا كل ما يصدر عن الجهات المسؤولة المعنية بهذا الخصوص فالأخطار إذا أردنا قول الحقيقة قد لا تقف عند ما وصلت إليه وكل هذا الذي نسمعه ونراه ربما يكون مجرد "مزحة" أمام ما هو قادم ونسأل الله جلّ شأنه أن يرأف بعباده .. وبخاصة الأطفال منهم.. و".. ما أحلى طاعون عمواس"!